عبر السيد صفوت الشريف عن خالص الأسي والأسف للحادث الإرهابي الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية, مشيرا إلي أن كل الشواهد تؤكد أن الحادث مخطط. لأنه سبق أن أعلن منذ أسابيع عن استهداف الكنائس حول العالم وبمصر بصفة خاصة للنيل من وحدة المصريين التي كانت ومازالت صخرة تقف ضد من يحاول العبث بالوحدة الوطنية للشعب المصري. جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته لجنة الأمن القومي بمجلس الشوري أمس برئاسة الدكتور مصطفي الفقي لمناقشة الحادث الإرهابي علي كنيسة القديسين بالإسكندرية وإعداد بيان حوله ليعرض علي المجلس خلال جلسته اليوم. وكان الشريف قد دعا أعضاء لجنة الأمن القومي بالمجلس لاعداد بيان يتضمن تأكد أننا في دولة مدنية تحترم الدستور والقانون وأن سيادة القانون تعلي قيمة المواطنة, وانه لايمكن التشكيك في أجهزة الدولة وقضائها لأنه مدخل لبث الفرقة. وقال الشريف لابد أن يتضمن بيان مجلس الشوري رسالة واضحة للمفكرين والمثقفين والقائمين علي العملية التعليمية والأحزاب السياسية لكي يقوم كل منها بدور مهم في تعزيز دور الدولة المدنية وثقافة المواطنة وتأكيد أن الدولة المدنية لاتغفل دور الدين ولكنها لاتقحمه في السياسة. وأضاف الشريف أن بيان الشوري لابد أن يحمل رسالة واضحة لكل من يعتلي المنبر أو الكنيسة لكي يعلي الوسطية وأن نعزز من قيمة احترام الدولة والأمن وضبط النفس وان التصدي للارهاب يأتي من خلال دور الدولة, كما يجب سد بعض الثغرات التشريعية ومواجهة مشعلي الفتنة من خلال التشريعات والثقافة وليس من خلال التضخيم الإعلامي الضار حتي لانعطي الفرصة للتطرف لكي يلعب باصابعه, كما يجب الاشارة إلي اننا جزء من العالم الخارجي الذي يتعرض لهذه الحوادث مع توعية الرأي العام بضرورة مساندة الأمن من خلال تقديم المعلومات لأن القضية قضية المجتمع كله. وقال الشريف إن علي مجلس الشوري بحث أسباب وواقع ورؤيته حول المستقبل للتصدي الحقيقي للارهاب, مشيرا إلي أن هناك قوي خارجية تريد النيل من الوحدة الوطنية للشعب المصري في وقت تعمل فيه تلك القوي علي إحداث الفوضي بمصر والوقيعة بين أبناء الشعب الواحد, وقال لم نسمع يوما عن أن ذلك مسلم وهذا مسيحي بل كنا جميعا معا منذ كنا تلاميذ في مدارسنا نحن لانتهم بعضنا. وقال إن أمن مصر القومي هو المستهدف وعلينا بوحدتنا وبتعميق الوسطية والاعتدال مواجهة هذه القوي لأن روح الفتنة نائمة يحاول البعض اشعالها ولابد أن نعلي مرة أخري قيمة المواطنة وهنا فرصة أن نقول اننا دولة مدنية وقال من ارتكبوا هذا الأمر ليسوا وطنيين بل هم خونة وضعوا أنفسهم في جانب الإرهاب الذي لادين له فالإرهاب لايعرف دينا ولا وطنا, وقال شعب مصر قادر علي قطع رأس الأفعي التي تحاول ان تسمم أفكاره وقال الشريف أن مرتكب هذا الحادث لايمكن أن يكون مسلما لأن الإسلام بريء من هذه الأفعال. ومن جانبه أكد الدكتور مصطفي الفقي ان الحادث لايمكن أن يكون طائفيا بل هو حادث إجرامي جاء وفقا لمخطط لزعزعة الاستقرار بمصر بسبب حقد دفين لدي قوي خارجية. وخلال عرضه تفاصيل الحادث أكد اللواء دكتور حامد راشد مدير الإدارة العامة للشئون القانونية بوزارة الداخلية أن الوزارة تأسف لوقوع الحادث الذي وقع أثناء أداء الإخوة المسيحيين الصلاة والذي أسفر عن وفاة91 منهم7 سيدات واصابة95 اضافة لتلفيات بواجهة الكنيسة و91 سيارة. وأوضح انه عقب الحادث قام عدد من الاخوة المسيحيين بإلقاء الحجارة علي المسجد المواجه للكنيسة وتم السيطرة علي الموقف, وأشار إلي أن ملابسات الحادث تؤكد أن هناك ايادي خارجية وراء الحادث. وأوضح راشد أن عمليات البحث الأولي للجريمة تشير إلي أن العبوة كانت محمولة مع انتحاري وفي الغالب لقي مصرعه بين ضحايا الحادث وهذه العبوة محلية الصنع أحدثت قوة انفجارية تؤكد أن السيارتين لم تكونا مصدرا للانفجار بسبب تحطيمهما من الخارج. وأشار إلي أن قوات الأمن تمكنت من احتواء حالة الاحتقان التي أصابت عددا من الأهالي عقب الحادث حتي عاد الهدوء إلي المنطقة. وناشد راشد جميع المصريين ضبط النفس والوقوف صفا واحدا لمواجهة هذا العمل الإرهابي الذي يهدف لضرب وحدة الشعب المصري وأوضح أن وزارة الداخلية تبذل جهودا واسعة لتأمين دور العبادة علي السواء. وفي كلمته دعا السفير محمد بسيوني النواب لعدم التوسع في الحديث حول وقوف الموساد وراء الحادث حتي لانضعهم في أكبر من حجمهم. فيما دعا الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إلي الاعتراف بوجود حالة غضب مكتومة لدي الأقباط, مشيرا إلي انه حينما طرحت فكرة المواطنة خلال التعديلات الدستورية وجهت بحالة من الصراخ ضدها جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الأمن القومي اليوم لمناقشة حادث الاسكندرية. وانتقد السعيد بعض التجاوزات من عدد من الصحف في رسوم كاريكاتيرية مسيئة مطالبا بايجاد إعلام يتفهم كيفية التعامل مع هذه القضية الحساسة وطالب بتفعيل تقرير لجنة العطيفي. فيما انتقدت النائبة ايفا هابيل مايشهده الشارع من حالة احتقان بسبب كاميليا ووفاء مشيرة من هما هاتان السيدتان بالنسبة للاسلام وماذا سيفيدان الاسلام وانتقدت ايفا حالة التردي التعليمي خاصة في التربية الدينية. وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد أن هذا الحادث ضد مصر للنيل من استقرارها, مشيرا إلي اننا ايذاء حرب مستمرة منذ حادث الفنية العسكرية ويجب أن نصمم علي كسب هذه الحرب وهذا يبدأ من مواجهة البيئة التي تولد الإرهاب. وقال سعيد الفكر الإرهابي موجود بمصر منذ فترة طويلة أختلط فيها مفهوم الإرهاب والانتحار بمفهوم الاستشهاد, وقال ان هناك العديد من التقارير مثل تقرير جمال العطيفي ولابد من وضع تشريعات لتنفيذ توصيات تلك التقارير وتجهيز الجبهة الداخلية المصرية لحرب طويلة مع الإرهاب.