منذ شهر ونصف تقريبا, احتفل بعيد ميلاده الخامس والسبعين, ملك القلوب العالم المصري المتواضع. من يقابله لأول مرة يلاحظ جيدا شغفه الدائم بالعلم والعمل وابتعاده عن الإعلام والأضواء إلا فيما ندر وساعد علي تحقيق أفكاره وأحلامه, إنه السير مجدي يعقوب صاحب المبادرات العلمية والإنسانية الهامة صاحب الإنجازات العلمية فهو ثاني جراح يجري عملية زرع قلب بعد الدكتور العالمي كريستيان برنارد عام1967 كما قام يعقوب بإجراء حوالي ألفي عملية زرع قلب علي مدار25 عاما حيث أجري أول عملية جراحية لزرع القلب عام.1980 وعكف علي إجراء هذه الجراحات علي نفقته ونفقة المتبرعين لفترة من الزمن كما لقبته الأميرة الراحلة ديانا بملك القلوب ودخل موسوعة جينس لقيامه بإجراء100 عملية قلب في وقت وجيز. من منا لم يسمع عن مبادرة سلاسل الأمل التي أسسها مجدي يعقوبو ساهمت علي مدار15 عاما في إنقاذ حياة آلاف الأطفال حول العالم خاصة في الدول النامية مثل العراق وفلسطين والمغرب وموزمبيق وإثيوبيا وباكستان والسنغال وأوغندا ومصر وطنه التي كرس لها وقته وجهده لعلاج الأطفال وتدريب الكوادر لإجراء عمليات القلب المعقدة. علي مدار السنوات ساهمت سلاسل الأمل في تأسيس مراكز لعلاج القلب في جاميكا وتوفير أجهزة طبية حديثة في أديس أبابا بإثيوبيا وعلاج المئات من الأطفال في إفريقيا وآسيا ودعم وتأسيس مركزين لأبحاث القلب في مصر وقد وصل حجم الدعم الدولي لسلاسل الأمل التي يرأسها مجدي يعقوب أن تجري سنويا40 جراحة قلب في الدول النامية والفقيرة علما أن تكلفة الجراحة الواحدة تقدر بنحو10 آلاف و15 الف دولار وهو ما أمكن تحقيقه من خلال حملات الماراثون والتبرعات الدولية لجمع التبرعات حيث يهتم الدكتور مجدي باصطحاب طاقمه الطبي من تمريض وأطباء وجراحين وفي بعض الأحيان أجهزة طبية لنقل الخبرات العلمية لكافة العاملين بمستشفيات الدول النامية. لذلك لم يكن من الغريب بعد كل هذا العطاء, أن يخصص وقته ويتعاون مع الدكتور أحمد زويل والسفير محمد شاكر في تأسيس مؤسسة مجدي يعقوب لأبحاث وأمراض القلب والتي ترعي مركز أسوان للقلب. وتقول أنيسة حسونة المدير التنفيذي للمؤسسة إن هناك أهداف عديدة يحققها المركز منها توفير خدمات علاجية للحالات الصعبة والمعقدة من مرضي القلب وتشكيل كوادر من الأطباء والممرضين الذين يحصلون علي فرص للتدريب والاحتكاك المباشر بالخبرات الدولية. ويقول الدكتور أحمد الجندي إنه خلال مدة أقل من عام تم إجراء أكثر من250 جراحة و450 قسطرة للقلب كما أن نصف الجراحات كانت للأطفال جميع هذه الجراحات تمت بالمجان كما أن عددا كبيرا من الأطباء الذين يتعاونون مع المركز يتبرعون بمجهوداتهم لإجراء عمليات القلب المعقدة, كما شهدت الشهور الماضية نشاطا بحثيا مكثفا أهمها المؤتمر الدولي الثاني لمركز أسوان للقلب والذي أقيم بالقاهرة وانتهت فعالياته أمس حيث حمل المؤتمر عنوان( أمراض القلب الوراثية) وشارك به العلماء الدوليين الذين جاءوا لنقل خبراتهم وتجاربهم مثل البروفيسير أوجين برونولد أستاذ علم جراحة القلب وصاحب المؤلفات الدولية الهامة في هذا المجال إضافة الي قائمة من تلاميذه ومساعديه بمصر مثل الدكتور سيد عقل أستاذ جراحات القلب بطب القاهرة والدكتورة مي حمدي السيد بطب عين شمس وأجيال جديدة من الأطباء الشباب المشاركين في عمليات مركز القلب بأسوان. وسعيا لتشجيع المشاركة المجتمعية لدعم مركز أسوان للقلب فهناك عدة جهات تدعم المركز مثل مؤسسة مصر الخير ومكتبة الإسكندرية إضافة الي فتح حسابات للتشجيع المواطنين بمصر والعالم للتبرع لمركز أسوان للقلب والذي سيتحول في غضون السنوات المقبلة إلي صرح طبي عالمي بمدينة أسوانالجديدة يوفر الخدمات الطبية لكافة المصريين ومرضي دول إفريقيا. المؤكد أن مركز أسوان للقلب هو حلم تحقق وفي كل يوم يمنح الفرصة للفقراء وغير القادرين علي أن يحصلوا علي أفضل خدمة طبية طبقا للمعايير الدولية.