إيماء إلي كلمة لواء د. إبراهيم شكيب( من ابطال حرب اكتوبر سنة1973 وصاحب فكرة غلق مواسير النابالم علي طول الجبهة الشرقية لقناة السويس ليلة المعركة) في البريد تحت عنوان( رحلة التحدي) بتاريخ2010/12/29 والتي يتساءل فيها اين ذهبت روح التحدي لدي المصريين بعد انتصارهم العظيم في حرب اكتوبر المجيدة عام1973, مرجعا ذلك الي الخلل المزمن بين دخل المواطن ومصروفاته الذي تحول بعد ذلك الي صراع طبقي واجتماعي عنيف, بالاضافة الي هذا الاحتقان الطائفي غير المبرر واني اوافقه تماما فيما يراه من وجود اصابع خفية تلعب علي وتر السلام الاجتماعي في مصر وتحاول الوقيعة بين جناحي الامة, وهنا يجب ان نوضح انه منذ دخول العرب مصر وانصهارهم في بوتقة واحدة انتجت نسيجا واحدا وشعبا واحدا وقف سدا منيعا امام الطامعين والغزاة, وان الوثيقة التي عرفت باسم( الصحيفة) والتي حررها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وهو يرسي دعائم المجتمع الاسلامي للدولة تنص علي أن غير المسلمين المقيمين بدولة المدينة مواطنون فيها لهم من الحقوق مثل ما للمسلمين وعليهم ما علي المسلمين, من هنا نري ان التعددية عقيدة راسخة في الاسلام وهي تنادي بالتعايش مع الآخرين, كما ان المحبة التي هي جوهر العقيدة المسيحية أثمرت علي ارض مصر( وحدة وطنية اصيلة) عمادها أن الاختلاف في الدين لا يغير من وحدة العنصر والدم في الوجدان المشترك, فقد اسلم من اسلم وبقي علي مسيحيته من بقي وواصلت مصر بأبنائها جميعا مسيرة كفاحها عبر التاريخ, وظهر هذا بوضوح في اوقات تعرض فيها الشعب للظلم من بغض حكامه الذين ابتعدوا عن جوهر الدين الصحيح فنذكر علي سبيل المثال: عندما طلب الوالي عباس حلمي الأول(1848 1854) من شيخ الازهر في ذلك الوقت اصدار فتوي تجيز ابعاد المسيحيين الي السودان كان رد الشيخ المتمسك بتعاليم الاسلام هو رفض رغبة الوالي قائلا( ان كان يعني اهل الذمة ابناء هذا الوطن فالحمدلله لم يطرأ علي ذمة الاسلام طارئ وهم في ذمته الي اليوم الآخر. في عهد الخديو توفيق ابان الثورة العرابية وبعد قيام الاسطول البريطاني بضرب الاسكندرية سارع الخديوي توفيق الي الاسكندرية ليعيش تحت حماية الانجليز فاجتمع العرابيون في القاهرة واصدروا قرارا بخلع الخديو توفيق في23 يوليو1882 ولم يتأخر البابا كرليس الخامس عن المشاركة ووقع القرار وقد عومل البابا كيرلس معاملة غير كريمة بعد فشل الثورة العرابية. في اثناء ثورة9191 تجلت الوحدة في اروع صورها فقد شارك الاقباط في احداثها فعندما نفي الانجليز سعد زغلول1912 الي سيشل كان البيان الذي اصدره الوفد احتجاجا علي نفيه بتوقيع خمسة( مسلم واحد واربعة اقباط) واعضاء الوفد الذين نفاهم الانجليز كانوا ستة اربعة من المسلمين واثنين من الاقباط واعضاء الوفد الذين حكم عليه بالاعدام كانوا سبعة ثلاثة من المسلمين واربعة من الاقباط, ومن منطلق أن المساجد والكنائس دور مقدسة للعبادة قام بعض الاقباط ببناء المساجد وبعض المسلمين ببناء الكنائس كما انهم كانوا يشاركون بعضهم بعضا في أعمال البناء خاصة في مدن وقري الصعيد فنجد في دير سانت كاترين بسيناء مسجد يقوم الرهبان بصيانته وتقديم الوقود والطعام للمؤذن, وفي بني سويف قام مسيحي ببناء مسجد لايزال يحمل اسم من بناه( عوض عريان) وفي ابوتيج( محافظة اسيوط) تبرع محمد بك همام بأرض تم بناء المطرانية عليها, وفي طنطا قام مرقص بك يوسف ببناء مسجد في بلدة جناح(5681 م) وفي المنيا انشأ قليني باشا مسجدا ضخما والي جواره كنيسة رمزا للوحدة الوطنية. أما عن حرب اكتوبر المجيدة حرب الكرامة التي بدأتها بالضربة الجوية القاضية علي أحلام وآمال اليهود والتي خطط لها ونفذها نسور الجو تحت قيادة قائد القوات الجوية في ذلك الوقت اللواء محمد حسني مبارك الرئيس فيما بعد. فقد حفلت الصحف بالبطولات النادرة التي اختلط فيها دم المقاتل المسلم مع دم المقاتل المسيحي علي رمال سيناء المباركة, وفي هذا الصدد يقول فضيلة الإمام الاكبر جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر لنتذكر نحن المصريين كيف كان جيش مصر صفا واحدا كالبنيان المرصوص يدفعون عدوهم عن ارضهم ويثأرون لكرامتهم دون حزبية أو طائفية هذا قليل من كثير لا يتسع المجال لذكره. حفظ الله مصر أرضا وشعبا ورئيسا وكل عام والجميع بخير د. رفعت يونان عضو اتحاد المؤرخين العرب