إذا كانت الايدي الخفية, التي سوف تكشف عنها أجهزة التحقيق, قد حققت مآربها في ارتكاب الحادث الآثم بكنيسة القديسين بالإسكندرية, فهي إذن لم تنفذه هباء, فاختيار المكان والموعد كان حتما سيجني العواقب التي رسموها. أيضا توابع هذا الحادث مدروسة جيدا, أولها وأهمها إثارة مشاعر المصريين بصفة عامة, وحدوث حالة احتقان بين الإخوة الأقباط والإعلان عن غضبهم بكل الوسائل, وتعطيل حركة المرور في معظم المحافظات, وهذا هو مكمن خطر بالنسبة للمصريين, وهو نجاح لمدبر الحادث لنجني نحن المصريين جميعا الثمار المسمومة, ويكون المبرر لاندساس عناصر مأجورة. نحن جميعا اليوم نستقبل عيد الميلاد المجيد مسلمين وأقباطا نحتفل به, فالحزن لا يولد إلا حزنا أكبر, ومن رحمة الله بنا أن كل شيء يولد صغيرا ويكبر عدا الحزن, أنه يولد كبيرا ويصغر. هيا بنا نلقي بالحادث علي عاتق الجهات الأمنية التي تعمل في صمت, وكفي إثارة المشاعر, ولنحترم جميعا الأديان, والمقدسات, والحفاظ علي مصرنا, والتي لن تكون لبنان آخر. المصيبة كبيرة والمخطط أكبر, أنها مهمة قومية للمصريين جميعا, علينا أن نتحلي بضبط النفس, وكفي إثارة. هيا بنا نتوجه اليوم كعادتنا لنقول للجميع, كل عام وأنتم بخير في كل الكنائس المصرية.