جدد مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة رفض الإسلام الكامل للإرهاب علي طول الخط والوقوف ضده, مطالبا باستئصال ذلك الوباء بفهم العوامل التي تثير الإرهاب والتطرف, وذلك حتي نبني مستقبلا أفضل يضع نهاية لهذا الوضع الذي يؤزم العالم ككل. وطالب مفتي الجمهورية جميع المصريين بأن يقفوا صفا واحدا في وجه هذه الحماقات لان مصر لا تعرف الفتنة الطائفية وأولي بنا نحن المصريين في هذا الوقت الحرج وبعد حادث كنيسة الاسكندرية أن نسعي بكل السبل لقطع الطريق أمام كل من يستغل ذلك الحادث كنيسة لنشر الإشاعات أو إضرام نار التوتر الطائفي, مشددا علي ان سبيلنا إلي ذلك هو الوحدة والاحترام وحسن المعاملة وهو الأساس الذي يجمع علاقتنا كما كانت مصر علي مر السنين. وأوضح مفتي الجمهورية في مقال له بصحيفة الواشنطن بوست الامريكية أمس ان القتل في التصور الإسلامي ليس جريمة يعاقب عليها القانون في الحياة الدنيا فحسب ولكنه من أكبر الكبائر التي يعاقب الله عليها في الآخرة ايضا, والنبي صلي الله عليه وسلم يقول أن أول ما يقضي فيه بين الناس يوم القيامة في الدماء. كما أكد المفتي أن الإسلام الذي تعلمناه وتربينا عليه دين يدعو إلي السلام والرحمة, فأول حديث نبوي يتعلمه أي طالب للعلم الديني: من لا يرحم لا يرحم, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء, ومعرفتنا بالإسلام مردها إلي فهم علمي للقرآن الكريم الذي من ضمن ما جاء به: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم وقال الدكتور علي جمعة لا يمكن أن يكون الإرهاب مبنيا علي أساس من الفهم الديني الصحيح, وإنما هو تجسيد للا أخلاقية و لأناس ذوي قلوب قاسية وأنفس مريضة, ومنطق سقيم. وأعرب المفتي عن بالغ الأسي لجريمة الكنيسة بالإسكندرية, و التي راح ضحيتها عشرات المواطنين المصريين, مؤكدا علي أن هذا العمل الوحشي ينبغي أن يقابل بأشد لهجات الاستنكار والاستهجان كما ان علينا وبنفس القدر من الأهمية, أن نقف في وجه تلك الأفكار المتطرفة التي أزجت هذه الأعمال العدوانية. كما اكد الدكتور علي جمعة في مقاله ان الإرهابين في نظرنا مجرمون حادوا عن المنهج الإسلامي القويم الذي تكثر فيه الشواهد التاريخية والعقدية علي إعلاء قيم التسامح والرحمة والسلام مبينا ان الإسلام لا يعرف التفريق بين الأجناس أو العرقيات أو الأديان من حيث إن كل بني البشر يستحقون التمتع بالكرامة الإنسانية الأساسية.