أكد مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة رفض الإسلام الكامل للإرهاب علي طول الخط والوقوف ضده, مطالبا باستئصال ذلك الوباء بفهم العوامل التي تقدم عقلنةللإرهاب والتطرف وذلك حتي نبني مستقبلا أفضل يضع نهاية لهذا الوضع الذي يؤزم العالم ككل. وطالب المفتي جميع المصريين بأن يقفوا صفا واحدا فيوجه هذه الحماقات لان مصر لا تعرف الفتنة الطائفية وأولي بنا نحن المصريين في هذا الوقت الحرج وبعد حادث كنيسة الاسكندرية أن نسعي بكل السبل لقطع الطريق أمام كل من يستغل ذلك الحادث لنشر الإشاعات أو إضرام نار التوتر الطائفي, مشددا علي ان سبيلنا إلي ذلك هو الوحدة والاحترام وحسن المعاملة وهو الأساس الذي يجمع علاقتنا كما كانت مصر علي مر السنين. وأوضح د. علي جمعة ان القتل في التصور الإسلامي ليس جريمة يعاقب عليها القانون في الحياة الدنيا فحسب ولكنه من أكبر الكبائر التي يعاقب الله عليها في الآخرة ايضا, والنبي صلي الله عليه وسلم يقول أن أول من يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء. كما أكد مفتي الجمهورية إن الإسلام الذي تعلمناه وتربينا عليه دين يدعو إلي السلام والرحمة, فأول حديث نبوي يتعلمه أي طالب للعلم الديني:'من لا يرحم لا يرحم, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء, ومعرفتنا بالإسلام مردها إلي فهم علمي للقرآن الكريم الذي من ضمن ما جاء به:' يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم' وقال الدكتور علي جمعة لا يمكن أن يكون الإرهاب مبنيا علي أساس من الفهم الديني الصحيح, وإنما هو تجسيد للا أخلاقية و لأناس ذوي قلوب قاسية وأنفس مريضة, ومنطق سقيم. وأعرب المفتي عن بالغ الأسي لجريمة الكنيسة بالإسكندرية, والتي راح ضحيتها عشرات المواطنين المصريين, موضحا أن هذا العمل الوحشي ينبغي أن يقابل بأن لهجات الاستنكار والاستهجان, كما ان علينا وبذات القدر من الأهمية, أن نقف في وجه تلك الأفكار المتطرفة التي أزجت هذه الأعمال العدوانية. وهدد الدكتور علي جمعة تأكيده علي ان الإرهاب ينفي نظرنا مجرمون حادوا عن المنهج الإسلامي القويم الذي تكثر فيه الشواهد التاريخية والعقدية علي إعلاء قيم التسامح والرحمة والسلام مبينا ان الإسلام لا يعرف التفريق بين الأجناس أو العرقيات أو الأديان من حيث إن كل بني البشر يستحقون التمتع بالكرامة الإنسانية الأساسية. ووخلص فضيلة المفتي الي القول ان الأكثر من هذا أن الإسلام قد أرسي العدل والسلام والتعاون كقواعد للتفاعل بين أصحاب الديانات المختلفة, موجها المسلمين إلي معاملة من لا يظهرون العداوة والبغضاء بالبر والإحسان, وهذا هو المنهج السليم الذي ينبغي أن يسير عليه المسلم الحق. وعلي صعيد آخر أكد فضيلةالدكتورعلي جمعة مفتي الجمهورية أن وحدة الشعب المصري لن تنال منها الأحداث العارضة, فالروابط بين الفريقين تجاوزت عوامل الزمن وتداعيات الأحداث الصعاب, حتي وصلت إلي النسيج المتآلف الذي صار مضرب الأمثال بين دول العالم متعدد الطوائف. واشار المفتي عقب استقباله أمس مجتبي أماني القائم باعمال السفير الايراني إلي أن أبناء مصر بجميع فئاتهم أعلنوا استنكار الحادث وتضامن المسلمون في مؤاساة الأقباط وكان لحديث القيادة السياسية أبلغ الأثر في تهدئة التوترات, وتكثيف المساعي الأمنية للوصول إلي الفاعلين لتقديمهم إلي المحاكمة العاجلة, ووقتها سيتبين الجميع انتفاء علاقة هؤلاء المجرمين بأبناء مصر الحقيقيين. من جانبه أكد السفير الإيراني أن بلاده ادانت الحادث الذي راح ضحيته عددامن الأبرياء صبيحة ليلة عيد الميلاد بالإسكندرية, وأن المسئولين الإيرانيين وشعب بلاده يقدمون خالص تعازيهم لأسر الضحايا ويدعون بالشفاء لمصابي الحادث الأليم.