مصيبة حرق المصحف فى إحدى الكنائس فى أمريكا ليست الأولى من نوعها التى تتعرض فيها مشاعر المسلمين إلى التحدى والأذى. ففي هجمات التتار علي العالم الاسلامي كانوا يهدمون المساجد ويرمون المصاحف في النهر أو يدهسونها بالخيل فسلط الله عليهم الملك المظفر قطز الذي أوقع بهم شر هزيمة في عين جالوت وأعدم قائدهم.. وفي الحروب الصليبية كان ملوك الصليبيين يحرقون المصاحف في فلسطين فسلط الله عليهم صلاح الدين الأيوبي الذي طردهم من فلسطين, كلها ومن القدس!!! واليوم تقوم الصهيونية العالمية بنفس العدوان.. فقد هدموا في فلسطين 1300 مسجد ودهسوا المصاحف بالدبابات.. كما يقومون بدور كبير في التحريض ضد الاسلام والمصحف والمسلمين في أنحاء العالم.. فهم وراء الرسوم المسيئة في بلجيكا وألمانيا.. وهم وراء تشجيع القسيس المتطرف في أمريكا, ويهمنا هنا أن نقول: ان فتنة حرق المصحف لم تنته لمجرد أن المعتدي لم ينفذ جريمته.. ولكن آثار هذه الفتنة أخطر منها.. ان القضية هي الاستهانة بمشاعر المسلمين جميعا.. وعقيدتهم.. وهذا الاجتراء علي الاسلام سوف يدفع اليمين المتطرف في الغرب كله إلي المزيد من الاستهتار والاساءة والاضطهاد للمسلمين ودين الاسلام.. والاستهانة بمشاعرهم والتعالي عليهم!! وإلي محاربتهم في الرزق.. والعمل والعلم!!! فماهو العمل والأسلوب الحضاري الفعال لوقف هذه الأفعال والأقوال. لقد اكتفينا بمظاهرات الشباب المطحون.. وهتافتها التي لا يسمعها أحد في الغرب وحرق الأعلام.. وهي ظاهرة انفعالية وغير مجدية وغير حضارية. والرأي الذي نقدمه لحل هذه المشاكل... انشاء مؤسسة قوية ودائمة للدفاع عن الاسلام في العالم كله.. ولها ميزانية ضخمة بملايين الملايين من الدولارات.. وتقوم هذه المؤسسة علي دعامتين اثنتين: الأولي جهاز قضائي كبير من عدد من كبار المحامين في العالم.. مسلمين وغير مسلمين.. ولكن أصحاب خبرة في القضايا الدينية والعنصرية والمذهبية.. ويكونون دارسين للاسلام والقرآن حتي يدافعوا عنه, والدعامة الثانية هي تجنيد كبار علماء الغرب الذين اسلموا ونكلفهم بكتب جديدة ليخاطبوا شعوبهم المختلفة في أوروبا وأمريكا لشرح حقيقة الاسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه, ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر.. مراد هوفمان الألماني.. ويوسف اسلام كات ستيفنز البريطاني وموريس بوكاي الفرنسي وايضا كبار العلماء المسيحيين الذين درسوا الاسلام والقرآن وكتبوا عنه بحماس وانصاف وفي مقدمتهم: كارين أر مسترونج صاحبة كتاب حياة محمد وسيجريد هونكة صاحبة كتاب الله ليس كذلك ومايكل هارت الأمريكي صاحب كتابThe100 وغيرهم كثيرون من جند الله والهدف من هذه الهيئة القانونية والعلمية ليست لمجرد محاكمة قس فلوريدا الأمريكي أو غيره ولكن أولا لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي نشأت في الغرب عن الاسلام.. وللدفاع عن هذا الدين العظيم الذي أصبح يسيء اليه الأعداء والمسلمون أنفسهم علي السواء. د. أحمد شوقي الفنجري