اقتصاديات الساحل «الشرير»    الأسبوع الثالث من سبتمبر 2025    الزمالك والأهلي و... دجلة    الداخلية تكشف ملابسات فيديو تحرش واعتداء بالضرب على فتاة وشقيقها بالإسكندرية    حسن وسميحة    محمد رضوان أول الحضور في حفل ختام مهرجان بردية السينمائي    حماس: شعبنا ومقاومته ماضون في الدفاع عن أرضهم    حزب الله يعلن استعداده لخوض الانتخابات النيابية في لبنان    موفد مشيخة الأزهر ورئيس منطقة الإسماعيلية يتابعان برامج التدريب وتنمية مهارات شيوخ المعاهد    رابطة الأندية تخاطب اتحاد الكرة بشأن حكام مباراة الأهلي والزمالك    مونشنجلادباخ الألماني ينافس الأهلي على التعاقد مع مدير فني .. مالقصة؟    صدور 8 قرارات جمهورية بتعيين عمداء في 7 جامعات حكومية    العثور على رضيع داخل حقيبة خضار بالمنوفية    جريمة تهز الوراق.. شقيقان ينهيان حياة شقيقتهما والسبب صادم    تسمم 3 شقيقات بسبب وجبة كشري في بني سويف    محافظ القليوبية يشدد على صيانة المدارس قبل الدراسة (صور)    بقيمة 1.2 مليار دولار.. إسبانيا تلغي صفقة أسلحة كبرى مع إسرائيل    "بتلعب كلمات متقاطعة".. أحدث جلسة تصوير ل عائشة بن أحمد بإطلالة غريبة    ما حكم أخذ قرض لتجهيز ابنتي للزواج؟.. أمين الفتوى يوضح رأي الشرع    كيفية قضاء الصلوات الفائتة وهل تجزئ عنها النوافل.. 6 أحكام مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    خالد الجندي يرد على شبهة "فترة ال 183 سنة المفقودة" في نقل الحديث    "مدبولي" يعلن بدء تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بالمنيا    ضبط طن لبن غير صالح للاستهلاك الآدمي خلال حملة رقابية بأسيوط    تكريم حفظة القرآن الكريم في مركزي كوم أمبو و إدفو ب محافظة أسوان    بسنت النبراوي: أرفض الإغراء .. وصديقتي عايرتني لأني مش بخلف    أبوريدة نائبًا أول لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم    مؤتمر ألونسو: هناك شيء لم يتغير في كارباخال.. ومبابي أحد قادة الفريق    رئيس مجلس الوزراء يقرر مد فترة توفيق أوضاع وتقنين إقامة الأجانب لمدة عام    وزير الري يفتتح فعاليات اليوم الثانى من "معرض صحارى"    بكين تحقق مع نيفيديا وسط تصاعد التوتر التكنولوجي مع واشنطن    مصدر أمني ينفي ادعاء شخص بتسبب مركز شرطة في وفاة شقيقه    الصين تهدد باتخاذ إجراءات مضادة بعد دعوة ترامب لفرض رسوم على بكين    تقديم الخدمات الطبية ل1266 مواطناً ضمن القافلة المجانية بقرية طاهر في كفر الشيخ    بتكلفة 15 مليون جنيه.. افتتاح توسعات طبية بمستشفى فيديمين المركزي في الفيوم    رئيس هيئة قناة السويس يكرم المرشدين من أصحاب الكفاءات ومسيرة العطاء المتميز    الفجر بالإسكندرية 5.16.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة في محافظات مصر غداً الثلاثاء 16 سبتمبر 2025    الدكتور هشام عبد العزيز: الرجولة مسؤولية وشهامة ونفع عام وليست مجرد ذكورة    أرباح شركة دومتي تتراجع بنسبة 94% خلال النصف الأول من عام 2025    تعليق مفاجئ من آمال ماهر على غناء حسن شاكوش لأغنيتها في ايه بينك وبينها    الاحتلال يكثف إجراءاته بالضفة.. مئات الحواجز والبوابات الحديدية    تحرير 126 مخالفة لمحال لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء خلال 24 ساعة    طبيب نفسي في ندوة ب«القومي للمرأة»: «لو زوجك قالك عاوزك نانسي عجرم قوليله عاوزاك توم كروز»    رابط نتائج الثالث متوسط 2025 الدور الثاني في العراق    نشر الوعي بالقانون الجديد وتعزيز بيئة آمنة.. أبرز أنشطة العمل بالمحافظات    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    ضبط ومصادرة 90 من المخالفات فى حملة لشرطة المرافق وحى غرب سوهاج    برشلونة ضد فالنسيا.. البارسا يسحق الخفافيش 3 مرات فى 2025 ويحقق رقما قياسيا    نبيل الكوكي يعالج الأخطاء الدفاعية فى المصري بعد ثلاثية الزمالك    "كلنا واحد".. إقبال واسع على المبادرة قبل انطلاق الدراسة.. الداخلية تخفف الأعباء بمبادرة توفر المستلزمات والسلع بأسعار مخفضة.. المواطنون ل"اليوم السابع": شكرا للرئيس السيسي.. وجدنا كل شيء هنا فى الشوادر.. صور    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    صوفيا فيرجارا تغيب عن تقديم حفل جوائز إيمي 2025.. ما السبب؟    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    بفرمان النحاس .. برنامج بدنى مكثف لتجهيز أحمد عبد القادر فى الأهلى    حاكم ولاية يوتا يكشف عما لعب دورًا مباشرًا في اغتيال الناشط الأمريكي تشارلي كيرك    رياضة ½ الليل| سر إصابة زيزو.. الأهلي في الفخ.. شكوى جديدة لفيفا.. ودرجات مصر ب «تشيلي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عين جالوت (2-3)
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 09 - 2010

اكان الملك المظفر قطز فيما تجمع عليه المصادر التاريخية بطلا شجاعا، مقداما، حازما، حسن التدبير، له دين، وفى خلقه وسلوكه خير كثير. فلما دهم التتار بلاد الشام رأى أن الوقت يحتاج إلى سلطان مهيب كامل الرجولة فعزل الصبى الذى كان يحكم مصر وملك نفسه أمرها. يقول الحافظ الذهبى: «ثم لم يبلع ريقه، ولا تهنى بالسلطنة، حتى امتلأت الشامات المباركة بالتتار، فتجهز للجهاد وشرع فى أهبة الغزو، والتفت إليه عسكر الشام وبايعوه، فسار بالجيوش فى أول رمضان من سنة 658ه لقصد الشام ونصر الإسلام».
لما التقى جيش المظفر قطز بجيوش التتار عند عين جالوت كان فى قلوب المسلمين وهم عظيم من التتر، وكان التقاء الجيشين بعد طلوع الشمس من يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان، وبدأ التتار بهجوم مباغت أرادوا به تحقيق نصر سريع على المسلمين، ووقع اضطراب فى جناح جيش قطز، فما كان منه عندئذ إلا أن ألقى خوذته على الأرض وصرخ بأعلى صوته (واإسلاماه) قالها ثلاثا، فانضم إليه قواد كثيرون بمن معهم من العسكر، وحمل بنفسه، وبهم، حملة صادقة على التتار فقتل قائدهم وقتل أحد الملوك العرب الذين كانوا يقاتلون مع التتار ضد جيش مصر (ملوك الخيانة التى تقع بقتال وبغير قتال، بمجرد الانحياز إلى العدو وتوليه) فانهزم التتار هزيمة منكرة، وفروا من مكان المعركة، وأبلى الأمير بيبرس البندقدار بلاء حسنا بين يدى قطز، فأعادت هذه الكرة الناجحة الروح المعنوية لجيوش المسلمين عالية، وثقتهم بقيادتهم إلى سابق عهدها.
وتجمع التتار بعد ذلك قرب بيسان، وأعادوا ترتيب جيوشهم فلحقهم المسلمون، وكان فى جيش المسلمين صبى تترى جاء مع رسل هولاكو إلى مصر، فأخرجه قطز مع الجيش، فانتهز فرصة اصطفاف الجيش فى بيسان ورمى سهما نحو قطز يريد قتله فأخطأه وأصاب فرسه فصرعه وأُخِذَ الصبى فقتل من فوره (لا يقولن قائل: كيف يقتل صبى؟ فهذا ليس صبيا بريئا بل هو مقاتل مخاتل شرع فى قتل قطز فعلا، ومن قاتل يجرى عليه حكم المقاتلين بغير خلاف) وأصبح قطز يقود الجيش على قدميه(!) فجاءه أحد شجعان قواده، وهو الأمير فخر الدين ماما، وعرض عليه فرسه يركبه فأبى وقال له: «ما كنت لأرزأ المسلمين بنزولك فى هذه الساعة». وجىء للسلطان بفرس بديل من خيل الجيش فركبه. وكان جمع التتر فى هذه المرة أكثر بأسا من جمعهم فى عين جالوت بسبب ما نزل بهم من هزيمة هناك، فقد كانت هزيمتهم فى عين جالوت هى أول هزيمة تلحقهم على يد جيوش المسلمين منذ خرجوا من بلادهم يهلكون الحرث والنسل، ولا تقوم فى مواجهتهم قوة ولا يردهم جيش ولا يهابون دولة!
وزلزل المسلمون زلزالا شديدا فى أول اللقاء، كما حدث فى عين جالوت، فلجأ قطز إلى السلاح الذى جربه هناك فصاح بأعلى صوته «يا الله انصر عبدك قطز على التتار» «واإسلاماه» ثلاث مرات، فالتأم عليه جيش المسلمين كله حوله، وتراصت صفوفهم بعد الفرقة، وكان الظاهر بيبرس يبلى أحسن البلاء فى مواجهة جنود التتر، واستمر القتال معظم اليوم، فلما انكسر التتار وهزموا فروا من موضع القتال وتوجه السلطان قطز بيبرس البندقدارى خلفهم، ليسترد من فى أيديهم من أسرى المسلمين، ويمنعهم من دخول القرى والمدن التى تقع فى طريق فرارهم. فظل بيبرس البندقدارى يتابعهم حتى بلغ حلب. وبلغت الأخبار إلى دمشق ففر من كان فيها من التتر وتبعهم المسلمون يقاتلونهم ويستخلصون الأسرى من أيديهم، وقتل جمع من الخونة الذين كانوا يوالون التتار ضد المسلمين، وأعلنت البشائر بانتصار قطز وقرب وصوله إلى دمشق.
هذا كان شأن التتر المهزومين وأشياعهم من الخائنين، أما قطز، المنتصر بفضل الله، فقد كان من شأنه أنه نزل عن فرسه، عند تحقق النصر، وسجد على الأرض شكرا لله تعالى، وقبلها، وحمد الله أعظم الحمد. ثم ركب بعد ذلك إلى دمشق، فلم يكن أهلها أفرح بشىء كما فرحوا بوصوله إليها. ودانت له سائر الشام وجميع البلدان من حد الفرات إلى حد مصر. وتوحدت الجبهة العربية الإسلامية فلم تقم فى وجهها للتتار قائمة بعد ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.