انتشرت في مصر الفيروسات الكبدية خاصة بي وسي التي تشكل خطورة علي صحة المصريين وتعرضهم للاصابة بتليف الكبد, واصابته بالسرطان.. هذا المرض لا يفرق بين غني وفقير أو بين رجل وامرأة بالرغم من أن نسبة اصابة الرجال ثلاثة اضعاف نسبة اصابة النساء.. ومع ذلك فان الأم هي المسئولة عن تعريف ابنائها بسبل الوقاية منه لتجنب مضاعفاته.. كانت هذه احدي الموضوعات التي تناولها المؤتمر الثاني لجمعية سرطان الكبد المصرية الذي عقد مؤخرا بالقاهرة برئاسة د. حسين خالد استاذ طب الأورام بجامعة القاهرة, وحمل شعار اكتشف المرض واحم حياتك في بداية اطلاق الحملة القومية المصرية لمكافحة امراض الكبد الأولي بهدف رفع مستوي الصحة العامة في مصر وزيادة نسبة التوعية باسباب واعراض مرض سرطان الكبد وسبل الوقاية منه, حيث أشار د. أشرف عمر استاذ الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني إلي أهم مسببات الاصابة بسرطان الكبد وتأتي في مقدمتها الاصابة بالفيروسات الكبدية التي تنتقل عن طريق الدم, اما بواسطة أدوات ملوثة تخترق الجلد أو من خلال النقل المباشر لدم ملوث أو مشتقاته.. وترجع خطورة الفيروسات الكبدية إلي تشابه اعراض الاصابة بها مع نزلات البرد بالاضافة إلي زيادة اصفرار العين والجلد والاحساس بالارهاق وفقدان الوزن بدون سبب واضح والاحساس بالامتلاء بعد تناول وجبة بسيطة مع عدم الإحساس بالراحة في الجانب الأيمن من البطن. وعن دور الأم في توعية ابنائها يقول د. أشرف عمر ان عليها ان تعلمهم أهمية غسل الأيدي جيدا بالماء والصابون قبل تناول الطعام, وعدم شرائه من الباعة الجائلين, وعدم استخدام أدوات شخصية خاصة بالغير مثل فوط الوجه وفرش الأسنان ولوف الحمام وفرشة الشعر وشفرات الحلاقة وأدوات التجميل كقلامات الأظافر, وعدم استخدام أدوات غير معقمة للوشم بالحنة خاصة في ليالي الحنة التي تسبق حفلات الزفاف لأنها قد تحتوي علي نقاط دم ملوث لا تري بالعين المجردة.. وعليها ايضا ان تؤكد أهمية الاكثار من تناول الفواكه والخضراوات لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا, خاصة خلايا الكبد وعدم تناول أي اعشاب مجهولة المصدر وأهمية تخزين الحبوب والمكسرات في الفريزر أو الثلاجة لأن الأجواء الحارة تساعد علي نمو فطر سام عليها يسبب السرطان وضرورة توخي الحذر عند تناول الأدوية اليومية مثل الفيتامينات والمسكنات والهرمونات التعويضية لأن تناولها بشكل عشوائي يسمح بتفاعلها مع بعضها علي مستوي الكبد فتصيبه بالتليف, وعليها عدم استخدام السكر والمواد الدهنية بكثرة في اعداد الطعام حتي لا تترسب الدهون الكبد وتسبب تليفه, وتأكيد علي أهمية ممارسة الرياضة للتخلص من السمنة, وعدم التدخين لأن الوقاية هي خط الدفاع الأول ضد هذه الفيروسات. وفي نهاية المؤتمر اشار د. جمال عصمت استاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب قصر العيني ومدير برامج العلاج باللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة إلي التنسيق الكامل بين الجمعية المصرية لسرطان الكبد ووزارة الصحة, وأعلن أن الوزارة تتبني مشروعين قوميين يهدفان إلي رفع مستوي الصحة العامة لمرضي الكبد في مصر هما: خطة قومية للتوعية وحماية مرضي فيروسي بي و سي ونشر سبل الوقاية من المرض والتوعية باعراضه واسبابه. عمل مسح وفحص شامل لمرضي سرطان الكبد في مصر, وتعريفهم علي المراكز الصحية والعلاجية لتلقي العلاج. 3