حذرت أبحاث المؤتمر الأول للجمعية المصرية لأورام الكبد من ارتفاع نسب الإصابة بأورام الكبد في مصر لتصل إلي11% سنويا, نتيجة انتشار الفيروسات الكبدية وملوثات الأطعمة. وأكدت الأبحاث أن75% من الحالات تكتشف بمراحل متأخرة يصعب معها العلاج. وأعلن المؤتمر بداية الحملة القومية الوقائية لمكافحة سرطان الكبد بالتعاون مع وزارة الصحة بهدف أجراء المسح الشامل لكشف المرض مبكرا, وناقش المؤتمر التطبيقات الحديثة في تشخيص أورام الكبد بالصبغات والرنين المغناطيسي, وحرق الأورام بالميكروويف والجسيمات المشعة, ودور العلاج الموجه في القضاء علي أورام الكبد. وأكد الدكتور حسين خالد أستاذ طب الأورام بجامعة القاهرة تزايد أورام الكبد في مصر من7.2% عام2002, إلي11% في عام2009, وارتفاع الوفيات إلي7.9 لكل100 ألف شخص, مشيرا إلي أن سرطان الكبد هو سادس أكثر الأورام انتشارا بالعالم, وثالث أكثر الأمراض المسببة للوفيات بالعالم, وأوضح أهمية رفع مستوي الصحة العامة وتطبيق منظومة متكاملة ومترابطة بين الجهات المعنية بسرطان الكبد في مصر والجمعية ومراكز الأورام البحثية. وأشار الدكتور عبد الحميد أباظة رئيس الإدارة المركزية للاتصال السياسي بوزارة الصحة لمجهودات علاج مرضي الأورام عامة وسرطان الكبد, حيث يخصص400 مليون جنية سنويا لعلاج الأورام بالجراحة أو العلاج الكيماوي والإشعاعي, ويخصص100 مليون جنيه للتامين الصحي لمرضي الكبد, بجانب وجود9 مراكز متخصصة بالجمهورية لعلاج الأورام, مؤكدا تغطية مشروع التامين الصحي الجديد لنفقات علاج الأورام. واستعرض الدكتور احمد الدري أستاذ الأشعة بطب عين شمس ورئيس الجمعية والمؤتمر الأساليب غير الجراحية لعلاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية ومنها التردد الحراري وحرق الأورام بواسطة الميكروويف, واستخدام الجسيمات المشعة حيث يتم حقنها داخل الورم بدون التأثير علي النسيج الكبدي السليم, وطبقت بحالات الأورام الكبيرة, كما شرح طرق الحقن بالكحول وسد الشريان المغذي للورم بالأشعة التداخلية, وتقنيات تشخيص أورام الكبد بالصبغات والرنين المغناطيسي. وتحدث الدكتور محمد علي عز العرب رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد عن الخطوط الاسترشادية للكشف المبكر عن سرطان الكبد وأكد أنه سيتم الفحص الدوري للمرضي الأكثر عرضة للإصابة كل4-6 أشهر بالموجات فوق الصوتية ودلالة الأورام الخاصة بسرطان الكبد بهدف اكتشاف الأورام الأولية مبكرا. وأوضح الدكتور اشرف عمر أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني أهم مسببات الإصابة بسرطان الكبد وطرق الوقاية الأولية منه بمنع مسببات المرض ومنها تطعيم حديثي الولادة ضد فيروس بي والعاملين في المجال الطبي والمصابين بضعف المناعة كمرضي السكر غير المنضبط, والعلاج المبكر لأمراض الكبد الحادة لمنع تحولها لالتهابات كبدية مزمنة, والمتابعة المستمرة لمرضي الالتهابات الكبدية المزمنة كالإلتهاب الدهني أو المناعي. وتناول الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ علاج الأورام بقصر العيني أهم أسباب سرطان الكبد من منظور البيولوجيا الجزئية والخلل في جينات الكبد المصاب والمسببة لزيادة تكوين الأوعية الدموية المغذية لسرطان الكبد إلي جانب زيادة البروتينات المسئولة عن سرعة نمو الخلايا المصابة, وأوضح أن سرطان الكبد من أصعب الأورام التي تستجيب للعلاج الكيميائي, بالإضافة لسوء وظائف الكبد نتيجة التليف الكبدي, مشيرا لدور العلاج الموجه في الحالات المتأخرة. وكشف الدكتور محمد كمال شاكر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس عن عوامل الخطورة الرئيسية للإصابة بسرطان الكبد كتليف الكبد والتهاب الكبد الفيروسي بي, الذي يؤدي إلي تليف الكبد في30% من المصابين, أما الفيروس سي فيسبب تليف الكبد في20% من المصابين, ويرجع له90% من إصابات سرطان الكبد الأولي بمصر, إلي جانب ملوثات الأطعمة و الافلاتوكسينات,وتعد السمنة والتدخين والمبيدات الحشرية وأقراص منع الحمل من عوامل الخطورة الصغري. وأعلن الدكتور جمال عصمت أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب قصر العيني ورئيس الاتحاد العالمي لدراسة الكبد عن بدء الحملة القومية الأولي لمكافحة سرطان الكبد في مصر والتي ستشمل التوعية بأعراض المرض وحماية مرضي الفيروسات الكبدية, بجانب المسح الشامل لمرضي سرطان الكبد وتوزيعهم علي المراكز المتخصصة لعلاج الأورام.