سؤال ملح: لماذا يضطر المواطن البسيط الذي يذهب الي بعض الجهات الحكومية لإنجاز عمل له الي تقديم رشوة أو البحث عن واسطة؟ جواب منطقي: لأنه عندما يذهب الي هذه الجهة ويجد أن الفوضي والتزاحم وانعدام النظام هي أسياد الموقف, فلا ترتيب لدور محدد لكل مواطن حسب أولوية وصوله كما يحدث في البنوك.. ولا توجد لافتات وارشادات تحدد المستندات المطلوبة والخطوات التي يجب أن تتبع والمنفذ المخصص لكل نوعية والوقت المفترض لإنجاز العمل, وعندما يبحث المواطن عمن يشكو له يكتشف ان مدير الإدارة أو رئيس الحي يجلس في مكتب مغلق منعزل عن متابعة سير العمل والتواصل مع المواطنين وتلقي شكاواهم وتبين معوقات العمل.. فماذا يستطيع المواطن البسيط غير البحث عن واسطة أو الانصياع للمثل القديم( إذا أردت أن تنجز فعليك بالونجز؟! سؤال تابع: لماذا يتقبل مثل هؤلاء المديرين والرؤساء في هذه المواقع ان تكون اداراتهم علي هذه الحال من التردي؟ الاجابة: واحد من ثلاثة أسباب أ انه مسنود فلا يبالي ولا يهتم ويعتبر المنصب نوعا من( العياقة). ب انه ضعيف القدرات الادارية والشخصية فهذه هي امكانياته. ج انه منهج متعمد منه فيترك الفوضي تسود ليستفيد صغار الموظفين المتعاملين مع البسطاء, بينما تتمكن كريمة المتعاملين من الوصول اليه فيستفيد الاستفادة الأكبر إما ماديا أو اتصالات ومعارف.. وهنا وعند التقييم والمحاسبة لا يصح الاقتصار علي محاسبة هؤلاء الرؤساء والمديرين بل يجب محاسبة من اتي بهم ومن يشرف عليهم. سؤال تابع آخر: لماذا ينتظر الموظف البسيط الرشوة من المواطن البسيط؟ الاجابة: توحش الغلاء وتدني الدخول جعلا من السهل عليهما ان يقهرا التدين المظهري الذي غاب عنه الصدق وعمق الايمان وغاب معهما الرضا والقناعة واستطابة الحلال والتقزز من الحرام. سؤال أخير: ماذا عن المتخمين مالا وجاها ومناصب ومع ذلك يرشون ويرتشون ويستغلون طلبا للمزيد؟ الاجابة: هم فئة أصابها السعار.. انهم الاخسرون اعمالا, الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا.. والعلي العظيم هو القادر علي ان يسلط عليهم من لا يرحم ولا يجير. لواء محمد مطر عبدالخالق مدير أمن شمال سيناء سابقا