مصر المبدعة حلم يداعب خيال المصريين جميعا, والطريق يبدأ من التعليم والأطفال المبدعين. وفي العقود الثلاثة الماضية حققت فنلندا وكوريا الجنوبية واليابان والصين قفزات هائلة في التعليم, والعجيب أن إحدي أهم الوسائل كانت من خلال الاهتمام بمناهج تعليم الموسيقي بالمدارس, والآن تبدأ خطوات جادة تحت رعاية قرينة الرئيس سوزان مبارك في إطار المشروع القومي لموسيقي الأطفال وسينطلق حفل افتتاح مشروع ألغاز موسيقية للأطفال بدار الأوبرا بالقاهرة يوم29 أكتوبر الحالي إيذانا بانطلاق حلم عودة الإبداع إلي أطفال مصر, يفتتح المشروع أشهر أوركسترا فرنسي. ويبدو السؤال مشروعا: لماذا الموسيقي؟.. والواقع أن التقدم الاقتصادي مرتبط بجودة التعليم, والجودة مرتبطة بالقدرة علي الإبداع, والموسيقي لها أكبر الأثر في تنمية القدرات الإبداعية. هذا ما لاحظه خبراء الدول الأربع, وما استوقف الفنان المصري العالمي أحمد عبدالرحمن أبو زهرة عازف البيانو الشهير المقيم في ألمانيا والمشرف علي مشروع ألغاز موسيقية للأطفال, ويحكي أبو زهرة كيف شاهد النمو الاقتصادي الهائل لهذه الدول. وكيف كتب الخبراء العالميون عن أن جانبا من السر يعود إلي الاهتمام بالموسيقي في التعليم. ويضيف أن مشروعه يهدف إلي المشاركة في المنظومة التعليمية وإعادة حصة التربية الموسيقية بأساليب مبتكرة, ويسعي المشروع إلي تطوير التعليم الموسيقي في مدارس مصر العامة والبداية بمدارس مشروع تطوير ال100 مدرسة, وأيضا المدارس الدولية في مصر. ويتضمن المشروع برنامج الموسيقي التربوي المتجول الذي سيقدم أعمالا موسيقية عالية للأطفال قام بكتابتها أشهر الكتاب العرب ويرويها الفنان القدير عبدالرحمن أبو زهرة ومنها صبي الساحر للمؤلف الفرنسي بول دوكا, وكرنفال الحياة لسان صانس. وهناك برنامج الموسيقيين التسعة المتجول والذين سيقدمون حفلات في المدارس, وأخيرا ورش العمل التي سيتم من خلالها عمل مسح للأطفال ومدرسي الموسيقي المتميزين ودعمهم بالآلات الموسيقية ومنح تدريبية في الخارج لمدرسي الموسيقي. وتشارك في المشروع مؤسسة كارل أورف الألمانية ومؤسسة زولتان كوداي المجرية وهما من أشهر الأسماء في تدريب مدرسي الموسيقي للتعامل مع الطفل. ويختتم أبو زهرة بتأكيده أن منهج الموسيقي سيكون من المزيكا المصرية الخالصة والرائعة مثل أغاني الأفراح وأعياد الميلاد والصيادين وأهالي النوبة, لأن هدفنا تفجير الطاقة المبدعة في نفوس أطفالنا ليبدعوا في مختلف المجالات.