شدد المؤتمر الدولى للمانحين للمساعدات لأفغانستان الذى انعقد فى العاصمة كابول أمس على ضرورة بدء تولى القوات الأفغانية مسئولية الأمن فى بعض مناطق أفغانستان بنهاية العام الحالى. وأكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي الذي شاركت فيه60 دولة مانحة وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون ضرورة أن تبدأ القوات الأفغانية في تولي مسئولية الأمن في بعض المناطق بنهاية العام الحالي وأن تقود العمليات الأمنية في كل الأقاليم بنهاية عام2014. وقد أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في المؤتمر أمس أن الأفغان يريدون تحمل مسئولية أمن بلادهم بحلول عام2014 ودعا إلي اعطاء بلاده سيطرة أكبر علي13 مليار دولار مخصصة للتنمية.وقال كرزاي في المؤتمر الذي ناقش حجم المسئولية التي يجب ان تعطي لأفغانستان لإدارة شئونها بنفسها ما زلت مصمما علي أن تتحمل قوات الأمن الوطنية الأفغانية مسئولية كل العمليات العسكرية وتطبيق القانون في بلادنا بحلول عام2014. في غضون ذلك أكد أندريس فوج راسموسن الأمين العام لحلف الأطلنطي الناتو في المؤتمر أن الناتو سيبقي في أفغانستان حتي عقب تسليم المسئولية الأمنية للأفغان. واعتبر راسموسن أن تسليم المسئولية الأمنية يتوقف علي الظروف علي الأرض وليس علي جدول زمني فقط. وأوضح أمين عام الناتو أن انتقال المسئولية للأفغان سيتم علي أساس تقييم عقلاني للأوضاع السياسية والأمنية علي أن يتم ذلك الأمر بشكل لا رجعة فيه مشيرا إلي أن القوات الدولية لن تغادر أفغانستان ولكنها ببساطة ستنتقل إلي دور مساعد.وفي سياق متصل اعتبرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية المشاركة في المؤتمر أن هناك خطوات ايجابية علي جهود التوصل إلي السلام في أفغانستان وأن انتقال المسئولية من القوات الدولية إلي الأفغان تحتل أهمية بدرجة أنها لا يمكن أن يتم تأجيلها إلي أجل غير مسمي.وفيما يتعلق بإستراتيجية واشنطن في أفغانستان, ذكرت مصادر رفيعة في واشنطن لصحيفة الجارديان البريطانية أن هناك تغيير ا في إستراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن أفغانستان بما يسمح بإجراء مفاوضات سرية مع حركة طالبان الأفغانية عبر طرف ثالث. واعتبرت الصحيفة أن ذلك الأمر يشكل تغييرا في الإستراتيجية والموقف الأمريكي الذي كان يعارض فكرة الحوار مع طالبان رغم دعوة الرئيس الأفغاني لهذا الأمر وتأييد الحكومتين البريطانية والباكستانية له. ومن جانبها ذكرت منظمة أوكسفام غير الحكومية التي تحارب الفقر والظلم أن أكثر من40 مليار دولار أنفقت علي أفغانستان منذ عام2002 وخصص نحو نصف هذا المبلغ لتدريب قوات الجيش والشرطة وتزويدها بالاسلحة حتي تتولي المسئولية الامنية في أفغانستان مع استعداد الدول لسحب قواتها من القوة التي يقودها حلف الاطلنطي في أفغانستان وقوامها150 ألفا. لكن رغم زيادة حجم القوات للتعامل مع طالبان في معقلها مازالت هناك تساؤلات عالقة عن قدرة قوات الامن الافغانية علي تحمل مسئولية الموقف بعد انسحاب القوات الغربية. ولم يطلب الرئيس الافغاني مزيدا من الاموال في ذلك المؤتمر لكنه طالب بسيطرته علي مزيد من الاموال المخصصة لبلاده. وقال إن أفغانستان لديها تمويل كاف للسنوات الثلاث المقبلة. والفكر وراء هذا هو أنه إذا رأي الافغان أن مشروعات التنمية تجئ من الحكومة لا من الأجانب فالأرجح انهم سيؤيدونها. وتجري أفغانستان انتخابات برلمانية في سبتمبر القادم.