في أعنف هجوم شنه معارضون علي أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير الذين شاركوا بالولاياتالمتحدة المتحدة في مؤتمر حول مستقبل الديمقراطية في مصر. وجه نشطاء بارزون من الموقعين علي بيان لا للاستقواء بالخارج ينتمون لحركة كفاية واليسار وتيارات أخري هؤلاء الأعضاء بالسعي للوصول إلي الحكم في البلاد علي ظهر الدبابات الأمريكية علي طريقة أحمد الجلبي المعارض العراقي الذي أتي به الاحتلال الأمريكي رئيسا بعد الإطاحة بنظام صدام حسين, وتعقد اللجنة التنسيقية لحركة كفاية مساء اليوم اجتماعا لبحث فصل جورج اسحاق من الحركة في أول رد فعل عملي علي سفره الي الولاياتالمتحدة وهاجم الدكتور يحيي القزاز مؤسس حركة9 مارس أحد الموقعين علي البيان, أعضاء الجمعية الذين تظاهروا أمام مقر الأممالمتحدة والتقوا وفودا أمريكية وهم الدكتور حسن نافعة والدكتور أسامة الغزالي حرب وجورج إسحاق, مستثنيا المستشار محمود الخضيري. وقال القزاز عضو اللجنة التنسيقية لحركة كفاية لالأهرام في انتقاد غير مسبوق: إن كل أعضاء الجمعية باستثناء الخضيري يعلمون ماذا يريدون من هذه الرحلة, ويستعد كل منهم لتولي حقيبة وزارية في الحكومة المصرية الجديدة, واتهمهم بالسعي إلي تكرار المشهد العراقي في مصر عبر دفع واشنطن للضغط علي النظام كي تأتي بهم كما أتت بالجلبي للعراق. لكن أعضاء الجمعية يرفضون اتهامات الاستقواء بالخارج, مشيرين إلي أن سفرهم إلي أمريكا جاء بناء علي دعوة من تحالف المصريين الأمريكيين للمشاركة في مؤتمر بجامعة مدينة نيويورك حول مستقبل الديمقراطية في مصر. ويقول د. حسن نافعة: إن استضافة جامعة نيويورك للمؤتمر منحته الصيغة الاكاديمية والبحثية, في حين يقول المستشار محمود الخضيري إن المؤتمر وجه الدعوة أيضا لجمال مبارك وصفوت الشريف وفتحي سرور, مشيرا إلي أن حضورهم كان ضروريا لسماع آرائهم حول التغيير. لكن القزاز خاطب, علي الرغم من ذلك, أعضاء الوفد في غضب مشككا في رجولة كل من يناضل خارج مصر بقوله عيب اختشوا.. إن الرجل المصري الحقيقي هو الذي يناضل في بلده, ويواجه عواقب هذا النضال, مضيفا أن الذين سافروا إلي الولاياتالمتحدة لم يشاركوا في مظاهرة ولم يصبهم سوء في بلدهم, ومن ثم فليس من حقهم أن يستقووا بإدارة باراك أوباما( الرئيس الأمريكي) ضد الشعب المصري, وشدد علي أن التغيير لن يتم عبر الاستقواء بالخارج, محذرا من أن التغيير الذي يأتي من واشنطن لن يكون إلا في مصلحتها وضد مصالح الشعب المصري. ووجه القزاز انتقادات لاذعة لعضو لجمعية الوطنية للتغيير جورج اسحاق, وقبل أن يؤكد أن جورج لم يعد كفائيا( نسبة إلي كفاية) وصف القزاز قيام الأخير بجمع لافتات الحركة وتمزيقها خلال المظاهرة التي نظمتها الحركة أمام مجلس الشعب الأسبوع الماضي ضد الطوارئ, بأنها كانت خطوة يريد منها تقديم أوراق اعتماده لدي واشنطن علي حساب الحركة التي تعادي تخالف الولاياتالمتحدة مع الصهيونية. أما الدكتور صلاح صادق أستاذ القانون الدو لي واحد الموقعين علي البيان فوصف سفر أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير إلي الولاياتالمتحدة ولقاءهم وفودا أمريكية بأنها رحلة تسول واستجداء رضا الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال: إن مثل هذه التصرفات, تفتح الباب لتدخل الخارج وتجلب الدمار لمصر, وهو تعبير عن إفلاس في الاعتماد علي القواعد الجماهيرية في الداخل. ووصف صادق أعضاء الجمعية الوطنية المسافرين إلي الولاياتالمتحدة باستثناء الخضيري بأنهم ادعياء التغيير, وتساءل: من يمول هذه الرحلات ؟ ومن اختار هؤلاء للمشاركة في هذا المؤتمر ؟ وشدد علي ان مستقبل الديمقراطية لا يناقش إلا في مصر ومع المصريين, مشيرا إلي أن النضال لايكون الا من خلال الآليات المتاحة مع كل القوي الوطنية علي أرض الوطن. بدوره اكد المهندس محمد الاشقر عضو الهيئة التنسيقية لحركة كفاية ان بيان الاستقواء بالخارج يهدف إلي قطع الصلة وعدم التعاون مع من يقومون بمطالبة الولاياتالمتحدة بمساندة الشعب المصري في الحصول علي حريته, وضد أي دعم من الولاياتالمتحدة في هذا الاتجاه مهما كان حجم هذا الدعم أو شكله. وقال لا نريد مساندة من أمريكا او غيرها, نحل مشكلاتنا بأنفسنا وأعلن الأشقر براءة الموقعين علي البيان من الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير وكل من يسير علي نهجه, ويطالب أوباما بالضغط علي النظام المصري من أجل التغيير. من جهته حذر الكاتب جمال أسعد عبدالملاك من أن أي تدخلات خارجية لا تأتي بالتغيير لكنها تأتي علي الأوطان وتقضي عليها, مشيرا إلي خطورة ماروج له أعضاء الجمعية الوطنية الذين سافروا إلي الولاياتالمتحدة بأن عدم الضغط علي النظام المصري من اجل الديمقراطية يضر بالمصالح الأمريكية. وتساءل هل يستدعي التغيير ان يذهب هؤلاء إلي الولاياتالمتحدة ليقيموا نضالا افتراضيا؟ وهل يريدون زعامة التغيير علي أرض أمريكية بديلا عن الأرض المصرية؟ وهل أصبح الأمريكيون من إصل مصري بديلا عن المواطنين المصريين الذين يعانون المشكلات علي أرض الوطن وهم المعنيون أساسا بالتغيير؟ وحذر من أن التغيير الذي يأتي عن طريق قوة خارجية لا يثمر إلا نماذج سياسية مشوهة ستعمل مع واشنطن ضد مصلحة الشعب المصري. غير أن تحالف المصريين الأمريكيين المنظم للمؤتمر, ينفي علاقته بالإدارة الأمريكية, مؤكدا أنه منظمة تطوعية مصرية التأسيس والتمويل. ورد التحالف علي بيان لا للاستقواء بالخارج بدعوة قوي التغيير في مصر إلي نبذ ما وصفوه بأمراض الطفولة الوطنية, والمراهقة اليسارية, وعدم الانجراف في معارك جانبية, وحروب طواحين الهواء علي حد قوله.