مازالت صفحة'المنتدي' تثير قضية المؤتمر الثقافي أو مؤتمر المثقفين الذي سيعقد قريبا; وكما نري هنا كان د.مصطفي الفقي صاحب أول مبادرة للدعوة إلي قمة عربية ثقافية في حين يري د. وحيد عبد المجيد أن المشترك الثقافي حقيقة مؤكدة, فما يجمع العرب ثقافيا يظل واقعا تاريخيا.. وقد ارجأنا رد د. وجدي زيد- صاحب فكرة المشترك الثقافي- إلي الاسبوع القادم.. لنقترب ونستمع أكثر.. في البداية يقول د. مصطفي الفقي انه حين حضرت مؤتمرا عن التعليم والثقافة والنشر لمؤسسة الفكر العربي في بيروت وفي الجلسة الختامية توجهت إلي رئيس المؤسسة أمام جميع الحاضرين وهو الأمير خالد الفيصل وبحضور وزير الثقافة اللبناني تمام سلام حين ذاك وطالبت بأخذ المبادرة للدعوة إلي قمة عربية ثقافية أسوة بالقمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت وقلت يومها انني قلت وقتها أن كل قضايا العصر ذات طابع ثقافي فالعولمة وصراع الحضارات وحتي ما يسمي بالحرب علي الإرهاب كلها ظواهر ثقافية وأضفت بأن العامل الثقافي في العلاقات الدولية أصبح هو العامل الأهم وعليه فإنني أطالب بأن يلتقي القادة العرب حول مفهوم معاصر للثقافة العربية ينطلقون منه إلي أن الثقافة هي المتغير المستقل الذي تتبعه العوامل الاقتصادية وقد حظي باهتمام بالغ ورحب به الأمير خالد الفيصل رئيس منظمة الفكر العربي وجميع الحضور وكان من بينهم الصديق محمد سلماوي الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب وخلال فعاليات المؤتمر الرابع والعشرين لاتحاد الأدباء والكتاب العرب' دورة القدس' التي احتضنتها مدينة سرت الليبية خلال شهر أكتوبر من العام الماضي كرر سلماوي الدعوة التي فتحتها, بعد ذلك حدث أن دعانا السيد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية إلي لقاء' عصف فكري' في مقر الجامعة بحضور عدد كبير من المفكرين من الأقطار العربية المختلفة وكان من بين المشاركين في اللقاء الأمير خالد الفيصل والسيد محمد العزيز ابن عاشور, المدير العام للالكسو العربية ومحمد سلماوي أعلن الأمير أن هذا الاجتماع يأتي تلبية للاقتراح الذي تقدمت به خلال الجلسة الختامية لمؤسسة الفكر العربي بيروت وتحدث الجميع حول الموضوع وآلية تفعيله واتفقنا جميعا علي أهمية هذا الأمر لأن الثقافة هي واحدة من أهم السلع العربية إن لم تكن أغلاها علي الإطلاق لأنها منطقة حضارات وتراكم ثقافات وبالتالي فإن قمة ثقافية عربية تبدو أمرا ضروريا وملحا وطرح الأمر في قمة سرت في دورتها الثانية والعشرين مارس الماضي ورحب به القادة العرب وإن لم يتخذوا مواقف محددة من حيث زمان ومكان مناقشة الفكرة المطروحة. كذلك فإننا عندما نتحدث إلي الآخر بلغة عصرية فيها تواصل ورحابة وتركيز علي المشترك الثقافي, والابتعاد عن أسباب الاختلاف والغلو والتطرف هذا يقودنا إلي مواجهة النظرية التي أطلقها الغرب في بداية التسعينيات من القرن الماضي عن صراع الحضارات والعولمة والحرب علي الإرهاب, وانا ممن يظنون أن قضية الإرهاب هي إخلاف ثقافي وتباين فكري وصلت إلي حد العداء الحضاري وهو ما لا يجب, فالحضارة منظومة إنسانية لا تعادي ولا تختلف ولا ترهب ولكنها تتكامل في منظومة واحدة تصل في النهاية إلي عالم أفضل بكثير من ذلك الذي نعيش فيه. ويري د. عبد المجيد أن تفعيل المشترك الثقافي سيظل هدف نتطلع إليه إلي أن يحدث تحسن في الوضع العربي لكي يتيح القيام بأعمال جادة ومفيدة ومن الغريب أن العرب خلال مراحل سابقة من تاريخهم كانوا في مستوي من التطور أعلي كثيرا مما نحن فيه خلال العقود الأخيرة, ولا بد من بذل الكثير من الجهود في هذا الاتجاه, وإذا أحسن التفكير في فكرة القمة الثقافية العربية ووضع لها مضمون حقيقي يجعلها أبعد من مجرد شكل أو طقس احتفالي ففي هذه الحالة يمكن ان تكون البداية لعمل ثقافي مشترك حقيقي, وأقترح أن يكون هذا العمل المشترك الذي نعني به القمة العربية الثقافية من أجل حماية ثقافة القدس وتراثها, فكل بلد عربي سواء علي مستوي الحكومات أو الهيئات أو مؤسسات المجتمع المدني ساهم في حماية بيوت العرب في القدس, فتلك البيوت تعاني من الإهمال والخطر يهددها رغم أنها تحمل هويتنا العربية في مدينة القدس فالمشاركة في ترميمها يمكن أن ننجح خلال عام واحد في إعادة إحياء المئات من تلك المنازل التراثية واختتم كلامه مؤكدا أننا نحتاج إلي إعادة بناء أمتنا العربية علي كافة المستويات منها المستوي الثقافي الذي يضمن قيم الانتماء والروح العربية