مازالت صفحة'المنتدي' تثير قضية مؤتمر القمة الثقافي ومؤتمر المثقفين الذ ي سيعقد قريبا ويسهم اليوم د.وجدي زيد- وهوصاحب فكرة'المشترك الثقافي'- في اثراء هذا الحوار. وحول فكرة المشترك الثقافي وضرورة تطبيق فكرته كان هذا الحوار مع الأمين العام للمؤتمر الأول للمشترك الثقافي د. وجدي زيد. احتضنت جامعة القاهرة أول مؤتمر حول المشترك الثقافي. فلماذا ظهرت أهمية هذا المشترك ؟ لم يعد لدينا رفاهية الانتظار أمام ما يطرحه الغرب من أفكار وتصورات وصلت إلي فكرة ما يسمي' صراع الحضارات' وهو يمثل أساس حقيقي لتطور الحضارة الغربية. وحضارتنا نحن العرب كانت ولا تزال قادرة علي تقديم اطروحات قادرة علي تقديم المشترك الثقافي كبديل للصراع بين حضارتنا وبين الحضارات الأخري, فكلما أوجدنا مساحة للمشترك في أي مجال, وأكدناها, انحسر بذلك وبنفس القدر الكثير من الخلافات والرؤي المتباينة بين الأطراف المتصارعة. ومما يؤسف له أننا نقدم نشاطات ثقافية عديدة ومتناثرة, لكن يغيب عنها أطروحة تجمع تلك الأنشطة في سياق واحد يمكن توظيفه لصالح العالم أجمع غربه وشرقه. هل هناك علاقة بين فعاليات المؤتمر ودعوتكم الي العمل علي إنجاح فكرة المشترك الثقافي ؟ 'المشترك الثقافي' فكرة ثبت نجاحها خلال مؤتمره الاول ورحب بها المشاركون من كافة الأقطار العربية والغربية, وكان من بين الحضور د.بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة, ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط, ونبيل فهمي عميد كلية السياسات بالجامعة الأمريكية, وعشرات المفكرين والمثقفين الذين يمثلون كافة الأفكار والتوجهات الثقافية. وقد أثمرت عنه عشرات الأبحاث في مجالات الأديان والسياسة والاقتصاد والفنون,فضلا عن الإعلان عن تشكيل أمانته العامة التي شرفت بتولي مسئوليتها. كل ذلك كان دافعا للاستمرار بهدف تفعيل فكرة المشترك الثقافي. وما هو المشترك الثقافيه ؟ المشترك الثقافي هو كل الأفكار النبيلة في كل الثقافات والحضارات, التي يمكن أن تمثل نقاط تواصل وتلاق بين الحضارات, ويمكن أن نجده بين الأديان وفي الاقتصاد والسياسة وكل أنواع الفنون, وما لا نعرفه عن المشترك الثقافي أنه عند تنفيذه لن نخسر شيئا علي الإطلاق, بل العكس هو الصحيح, فالتاريخ دائم الإشارة إلي أن أزهي فترات التقدم والتطور عربيا وعالميا كان نتيجة لاكتشاف الأفكار النبيلة ونقاط التواصل بين الشعوب والحضارات. وهو فرصة لكي نقدم أفكارنا للعالم لتحقيق التواصل والتناغم المطلوب بين الثقافات المختلفة داخل مصر وبين الشعوب العربية ومن ثم نستطيع التواصل مع العالم الخارجي. أهم ملامحه أنه ليس هناك طرف أو جانب واحد يمتلك وحده تحديد أو تطوير هذا المشترك, بل لابد أن يشترك الجميع في تقديم تعريف وتحديد وتنفيذ قضايا المشترك وبرامجه, كما أن المشترك يختلف عن برامج الحوار في أنه لا يبحث في نقاط الخلاف مع الآخر وإنما يبدأ أولا في كشف ما يمكن أن يكون مشتركا بينه وبين الآخر. أيضا فإن الحوار في برنامج المشترك الثقافي هدفه الالتقاء والتواصل وليس رغبة في الحوار غير الهادف. وعندما يحدث الابتعاد عن ما يمكن أن يقرب بين الحضارات أو بين أطراف القضية المثارة, فإن المشترك الثقافي يضمن توقف الحوار, وهذه نقطة منظمة وحاكمة تضمن سلامة تنفيذ برنامج المشترك الثقافي في كافة المجالات. - وهل الغرب بأفكاره التي وصلت إلي ما أطلق عليه مقولة' صراع الحضارات' يمكنه أن يتجاوب مع مشروع المشترك الثقافي ؟ هناك عقلاء كثيرون في المجتمع الغربي, وفكرة صراع الحضارات لا يؤمن وينادي بها جميع عقلاء الغرب, بل فئة محدودة منهم, وعلينا أن نخاطب هذه الفئة العاقلة لكننا قبل ذلك مطالبون بأن نبدأ بأنفسنا أولا قبل العمل علي الوصول إلي الآخر.