(إصلاح الثقافة، يلزمه تغيير مناخ متكامل اشترك فيه بعض المثقفين لتنميط ثقافة الشعب، وبالتالي فإن المطلوب هو الاستماع للشعب وممثليه الحقيقيين).. هذا ما خلص إليه الصالون الثقافي، الذي عقد مؤخرًا بقصر الأمير طاز، بالقاهرة، حول "مؤتمر المثقفين ومستقبل الثقافة في مصر" - المقرر له يناير المقبل - والذي تحدث خلاله الكتاب عن جدوي المؤتمر الذي دعا إليه فاروق حسني وزير الثقافة.. وحضر الصالون كل من: محمد السيد عيد الرئيس السابق للهيئة العامة قصور الثقافة، ود. محمد حافظ دياب أستاذ علم الاجتماع، والروائي إبراهيم عبد المجيد.. وأدار اللقاء سوسن دويك مدير الصالون. وقال محمد السيد عيد: إن جمود الوضع الثقافي الراهن مرتبط بالحالة العامة في مصر، فالعمل الثقافي الحكومي لا يسهم إسهاما يوميا بحياة المواطنين، بل إننا لكي نضع استراتيجية ثقافية يجب أن نحدد مشكلات الثقافة لدينا، والتي يعد من أبرزها الاعتماد علي الخارج في كل شيء، وتراجع استخدام العربية الفصحي. وأضاف: لذا، وجدنا نوعًا من المثقفين باتوا يشكلون جزءًا من النظام، الأمر الذي جعل من حجم اختلافهم معه محدوداً في الأعم الأغلب، أما المثقفون الذين يرفضون الاندماج في السلطة فينظر لهم دوما بنوع من الريبة والشك من جانب الوزارة، حتي أصبحت العلاقة بين المثقف والسلطة ليست علي نهجها المفترض لها. وعن فكرة المؤتمر التي اقترحها وزير القافة فرأي عيد أن المؤتمر لن يتمكن من وضع استراتيجية جادة للعمل الثقافي، ولكن أقصي الطموح فيه هو أن يضع مقترحات عملية يمكن تحقيقها علي المدي القريب لإصلاح الواقع الثقافي.. وهناك نقطة لابد أن نلقي عليها الضوء تتمثل في إغفال المؤتمر للثقافة الإلكترونية وناشريها ضمن جدول الأعمال، رغم أن التفكير بالمستقبل لا يستقيم بدون التفاعل مع هذه الأشياء. وفي رده عن سؤال الكاتبة سوسن دويك مديرة الصالون، حول مدي جدية المؤتمر في ظل اضطراب أوضاع الثقافة في مصر؟.. قال د. محمد حافظ دياب: إن الثقافة لها مفاهيم متعددة وسببت لبسا للكثيرين؛ فالبعض رأي أنها معتقدات الناس في معيشتهم وحالاتهم، وهو مفهوم عام مجرد، وهناك من يربط الثقافة بمفاهيم النخبة المثقفة دون غيرهم، ومن هنا فأنا أري أن انعقاد مؤتمر كالذي دعا إليه الوزير مهم للغاية لتحديد خطة العمل لتحسين تطبيق الخطط. فيما أبدي استنكاره من كثرة الأوراق المشاركة والتي تبلغ مائة وعشرين تصورًا قُدمت لإصلاح الثقافة المصرية، والتي مقرر لها ثلاثة أيام فقط للمناقشة، مما يعني أن نصيب كل منها سيكون دقيقة واحدة، وهو ما ينتفي معه فكرة الحوار. فيما اعتبر الروائي إبراهيم عبد المجيد المؤتمر مناقضًا للحرية؛ قائلًا: إن مسألة وضع استراتيجية ثقافية هي من صميم سياسات المجتمعات الديكتاتورية التي لا تسودها الحرية، وليست لديها ثقافات متنوعة، ولكن إن جمع المؤتمر أنواع الثقافات المختلفة واستمع لصوت المجتمع المدني فأهلًا به وسهلًا.