مجلس الشيوخ يستأنف جلساته العامة اليوم    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 30 أبريل 2024    أسعار الذهب تتجه للصعود للشهر الثالث بفضل قوة الطلب    بايدن يخاطر بخسارة دعم الشباب في الانتخابات بسبب الحرب على غزة    ختام عروض «الإسكندرية للفيلم القصير» بحضور جماهيري كامل العدد ومناقشة ساخنة    «طب قناة السويس» تعقد ندوة توعوية حول ما بعد السكتة الدماغية    حقيقة نشوب حريق بالحديقة الدولية بمدينة الفيوم    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الثلاثاء 30 إبريل 2024    الجيش الأمريكي ينشر الصور الأولى للرصيف العائم في غزة    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في مخيم عسكر القديم شرق نابلس    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    السيطرة على حريق هائل داخل مطعم مأكولات شهير بالمعادي    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    مجلس الدولة يلزم الأبنية التعليمية بسداد مقابل انتفاع بأراضي المدارس    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسني : سنستمر في دعم الإنتاج الثقافي والفني ورعاية المبدعين
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 08 - 2010

ينبغي ان تحتل الثقافة بمفهومها الشامل وأفرعها المتعددة مكانتها في مقدمة أولويات استراتيجية العمل الوطني .. فهي القوة الناعمة الأكثر تأثيرا .. سواء في مواجهة تيارات الانحراف السياسي والاجتماعي والأخلاقي الوافدة والمصطنعة. ينبغي ان تحتل الثقافة بمفهومها الشامل وأفرعها المتعددة مكانتها في مقدمة أولويات استراتيجية العمل الوطني .. فهي القوة الناعمة الأكثر تأثيرا .. سواء في مواجهة تيارات الانحراف السياسي والاجتماعي والأخلاقي الوافدة والمصطنعة .. أو .. في دعم علاقاتنا بالدول الشقيقة والأجنبية .. تعريفا بالوطن وتصحيحا لمفاهيم خاطئة وأفكار مدسوسة . وكذلك في صناعة النهضة والتقدم بحكم العلاقة العضوية الوثيقة بين الثقافة والنمو في كل مجال ، ذلك انه لا توجد تنمية حضارية شاملة الا وكانت الثقافة مكونا أساسيا فيها .. وممهدا لها .
واذا كانت الثقافة مسئولية دولة الا ان الوزارة المعنية بها تتحمل مسئولية المبادرة والتنسيق .. وفي هذا الندوة للأهرام مع الوزير الفنان فاروق حسني نناقش القضية .. والدور والمسئولية .. وخلال الحوار كشف الوزير ملامح استراتيجية التحرك الثقافي في الداخل والخارج .. وعن مشروعات تحت الدراسة .. وعن العلاقة مع الوزارات والمؤسسات المعنية وفي مقدمتها الاعلام وعن تطوير جذري في الآليات الثقافية والفنية .. وعن الدعوة الي الجميع للمشاركة بالفكر والجهد .. والاحتشاد .. لمضاعفة الأداء وتعظيم الناتج وسرعة تحقيق الأهداف ,, والي الحوار ..

• محمود مراد : نرحب بالوزير الفنان فاروق حسني ، الذي شرفنا به أكثر من مرة في ندوات "الأهرام"..ونرحب بحضراتكم جميعا ونحن نناقش قضية "الثقافة" التي نعتبرها أحد الميزات والخصائص لمصر منذ الحضارة المصرية القديمة..والتي نعتبرها أيضا قاطرة التنمية الحضارية في المجتمع وعنوان التقدم..ومن هنا نتحدث عن الثقافة والمثقفين..الدور والمسئولية ؟..واذا كانت الثقافة كما قال الوزير في بدايات توليه المسئولية قد صارت صناعة ثقيلة تحتاج الي خطط وبنية أساسية..فالي أي مدي تحقق ذلك ؟ . وهل ستأخذ موقعها المناسب في استراتيجية التعامل مع المستقبل ؟ وكيف يصبح دورها فاعلا في تعميق الانتماء وترسيخ الهوية خصوصا في مواجهة التدفقات الواردة من الخارج والتيارات المنحرفة..ودفع عجلة التنمية بل وفي التواصل مع العالم الخارجي..وكيف تصل الثقافة بمفهومها الشامل لكل مواطن بحيث يتحقق شعار "الثقافة للجميع "..لكي تمارس مهمتها في الحفاظ علي سمات الشخصية المصرية التي جرت مؤخرا مناقشات تتساءل عن مدي تأثرها سلبا . صحيح اننا لا يجب ان نحمل الثقافة اكثر مما تحتمل فان المسئولية شاملة لكنا نؤكد عليها بحكم إيماننا وثقتنا بها رسالة ومنارة فان الابداع هو أنبل ما ينتجه الانسان..والكلمة كما قال المصري القديم هي قدس الأقداس ..
• الفنان فاروق حسني : شاكر لكم هذه الدعوة الكريمة..ولقد تعودت علي المشاركة في "ندوة الأهرام " لما لها من ثقل وأهمية..و "الأهرام " كما نعرف مؤسسة ثقافية بالدرجة الولي..كما انني سعيد بهذا الطرح الذي ذكرته بما فيه من محاور وتساؤلات..واذا تناولنا "الثقافة " ودورها..فانه ينبغي ان نتحدث عن الثقافة بالمعني الكلي لها سواء هنا أو هناك..واذا كنت وزيرا لثقافة مصر فان الشعب المصري يطالبني بان يعرف عن الثقافة علي اطلاقها..فان الابداع ليس له حدود..ومن هنا تصبح مهمة الوزارة هي تيسير وصول كل ابداع وابتكار الي الشعب عبر الآليات المختلفة .
ودعوني اقول لكم بصراحة انني ترددت كثيرا عند اختياري وزيرا للثقافة ، فهذا كان بعيدا عن خيالي ، فان العمل الثقافي يختلف عن الثقافة..فان تكون مثقفا..هذا أمر جميل ، لكن هناك فرقا كبيرا جدا بين "المثقف " وبين "المثقّف" بتديد وكسر القاف الذي يتولي عملية التثقيف..وعندما توليت منصبي كان الموقف مختلفا ومتدهورًا..وعموما فإنني "إبن الثقافة "..فقد عملت في قصر ثقافة بالاسكندرية وأنا في سن مبكرة جدا..وتوليت ادارته وأنا أيضا في سن صغيرة..ثم ذهبت الي باريس وعملت في المركز الثقافي المصري..ثم الأكاديمية المصرية في روما قبل ان أصبح وزيرا..ومن ثم فانني مدرك لقيمة وأهمية العمل الثقافي..وبالتالي لدور وزير الثقافة..وما هي وظيفة المثقف الذي يدير العمل الثقافي..وأي عمل يكون..ولمن يقدمه..ومتي..وكيف ؟..
ولقد طرحت هذه الأسئلة علي نفسي..وفي ضوء إجاباتها بدأت أتحرك..وأذكر أنني كنت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1989 عندما ذكرت لأول مرة هذا "الاصطلاح" الذي أشار إليه الأستاذ محمود مراد وهو "التصنيع الثقافي " ووقتها كما تعلمون لم يكن موجودا ما ظهر بعد ذلك مثل شبكة المعلومات الدولية "نت" وغير ذلك مما أتيح..ولذلك كان ما طرحته غريبا أثار مناقشات عديدة في مصر وفي أوروبا وتناولته مجلات ومنتديات متخصصة..ثم بعد عامين فقط سنة 1991 أصبحت مقولتي عنوانا لمؤتمر دولي عقد في بلجيكا عن "التصنيع الثقافي " وكانت الفكرة الأساسية هي كيف يصل المنتج الابداعي الثقافي الي كل بيت وكل شخص ؟ واذا كانت هذه مشكلة عالمية فانها تزداد أهمية في مصر باتساعها وبالمستويات التعليمية فيها..
ان الثقافة .. ابداع وهو منتج مطلق ولكي تصل الي الناس لابد من وجود كيانات هي المعاقل الثقافية التي تحتوي علي هذا المنتج لتوصيله .. وهذا هو ما يؤثر في التكوين وبناء الشخصية .
وهنا أيضا فانه لابد ألا يكون المجتمع متلقيا فقط .. ولا يجب ان تقتصر معرفته علي ثقافة وطنه فحسب ، فان معرفة الثقافات الأخرى يساعد علي تقييم وتقدير الثقافة الوطنية المصرية .. وبالحق فان الثقافة المصرية عظيمة وقد ترك لنا أجدادنا القدامي حضارة وثقافة وابداعا وفنونا منذ آلاف السنين .. ولا شك انها تؤثر في تكويننا ..
أما عن علاقة الثقافة بالتنمية فهي وطيدة جدا .. لأن التنمية لا تتأتي الا بالخيال .. فانه عندما يتزود الانسان بالثقافة يصبح اكثر قدرة علي ادراك شئون مجتمعه والتفكير في مشكلاته وحلوله بل يصبح أكثر قابلية للتنفيذ وأداء الواجب .. سواء كان هذا سياسيا أو إقتصاديا أو في أي مجال .. وهذا ما حدث ويحدث وما نحتاجه في مصر التي تتسع مساحتها لمليون كيلو متر مربع وتطل علي بحرين كبيرين وبها واحد من أعظم أنهار العالم وهو أطولها من المنبع للمصب .. وبها آثار وحضارة وتاريخ .. وبها مفكرون ومبدعون يجب ان يأخذوا مكانهم .. ومثلاً فانه توجد في مصر أحد عشر بحيرة .. وفي مناطق من العالم اذا كانت توجد " بحيرة " فانه تقام حولها دولة . فهل لدينا نحن دراسة اقتصادية عن " بحيرة " واحدة ؟ انني أشك في هذا ..!!
ان مصر بلد عظيم جدا .. لكنا لا نعطيها حقها بل نهبط بقدرها .. ولن ترضي عنا الا اذا حصل أبناؤها علي القدر الكافي من التربية والتعليم والثقافة التي هي تنعكس علي من يتحلي بالسلوك الحضاري .. وهذه كانت مهمة صعبة أمامي لبناء " الآلة الثقافية " التي تتحمل وتنفذ المسئولية ..
وأقول لكم بحق انني في البداية كنت أنظر حولي عند حضور اجتماعات المجلس الأعلي للثقافة .. فأجد رموزا عظيمة وهم المفكرون الكبار البناءون .. ومعظمهم كانوا كبار السن مثل الدكاترة : ابراهيم بيومي مدكور حسين فوزي لويس عوض زكي نجيب محمود .. وبنت الشاطئ ويحيي حقي وغيرهم وكنت أشعر بالقلق من المستقبل وأفكر في كيفية تهيئة المناخ لرعاية مبدعين باب يصبحون فيما بعد رموزا في مختلف المجالات . وسيظهر منهم نجيب محفوظ ويوسف ادريس وصلاح طاهر وسعد وهبه ونعمان عاشور .. وآخرين ..
وأقول لمن ينكر وجود مواهب علي الطريق في الأدب والسينما والمسرح والموسيقي والغناء والفنون التشكيلية وغيرها .. أقول له : إذا كنت لا تعرف فان الحق عليك .. لأنك لا تري ولا تسمع ولا تزور المعاقل الثقافية والفنية..
• محمود مراد : قلتم انه لكي نعرف ثقافتنا جيدا .. فلابد من معرفة ثقافات الآخرين .. لكن الملاحظ وبشكل معاكس اننا لا نقوم بتعريف الآخرين .. بثقافتنا .. اذ ليست لنا مراكز ثقافية في دول ومناطق عديدة مهمة بل نغلق ما هو موجود .. وكمثال محدد أشرنا اليه من قبل دون جدوي فقد استجابت الحكومة المصرية سنة 1969 لرغبات أبناء شيلي من أصول عربية ولجامعة شيلي وهي أكبر الجامعات وساعدت في إنشاء مراكز للدراسات العربية في الجامعة يكون مركزا أكاديميا وثقافيا يخدم دول البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية . وكان دور القاهرة هو فقط تعيين مدير مصري للمركز وتحمل مرتبه واهداء مجموعة من الكتب سنويا .. واستمر هذا مؤديا رسالة عظيمة حتي جاءت وزارة الدكتور كمال الجنزوري في التسعينات وطبقت سياسة ترشيد الانفاق بالتضييق علي البعثات الخارجية ومنها سحب هذا المدير المصري .. ولقد زرت شيلي في أواخر التسعينات وذهبت الي الجامعة بناء علي دعوة اعضاء هيئة التدريس واجتمعت بهم فكان الإلحاح منهم ومن مدير الجامعة بضرورة وأهمية عودة المدير ، ولما عدت كتبت في " الأهرام " وتلقيت رسائل من وزارتي الخارجية والتعليم العالي بأن هذا سيحدث .. وحتي الآن .. لا شئ ! ونفس الأمر في دول أخري .. رغم الاحتياج الينا وأيضا مصلحتنا في التواجد .. فانه ليس لنا وجود ثقافي في كل أمريكا اللاتينية وفي دول آسيا المركزية الإسلامية وفي الصين والهند وباكستان .. بل وفي السودان وكل أفريقيا .. وحتي في الولايات المتحدة الأمريكية علي اتساعها وأهميتها .. فكيف هذا ؟
• الفنان فاروق حسني : أولا إن المستشار الثقافي في سفارة بالخارج تعينه وزارة التعليم العالي لبشرف علي المبعوثين ومن تجربتي فقد عانيت في المركز الثقافي بباريس وكنت أول واحد يعين من خارج الوزارة .. وفي البداية ومن الروتين كدت أعود لمصر حتي جاء الدكتور عاطف صدقي رحمه الله مستشارا ثقافيا وأدرك أهمية المركز فبدأنا نشاطا عظيما .. لكن لابد من تنشيط ترجمة الكتب العربية ومؤلفاتنا الي اللغات الأجنبية وتنظيم واقامة الفعاليات الثقافية والفنية ليعرفوا مصر المعاصرة كما هم مولعون بالحضارة المصرية القديمة .. ونحن نخطط لهذا ..
• الأستاذ شوقي جلال : إنني يا سيدي أدرك معني المعاناة التي تتحدث عنها وأقول ان الثقافة ليست فقط مهمة وزارة بعينها إذ تشترك فيها التنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم وغيرها .. فهي منظومة متكاملة .. لذلك فانني أتساءل : هل من الممكن ان ننشط ثقافيا ونحقق انجازا ثقافيا علي الصعيد الوطني المصري وبالتالي العربي .. دون ان نكون لدينا صورة لمستقبل الوطن لتكون هي العدسة التي تجمع كل الأنشطة ونبذل كل جهدنا للوصول اليها ؟ . انني أري ان دور الثقافة هو إعادة صياغة البنية الذهنية للإنسان العام بحيث يكون قوة بناء في تلاؤم مع حضارة العصر .. وبالتالي تتجمع كل جهود المجتمع وأولها الثقافة لإعادة بناء الإنسان .
وفي رأيي فان أزمة " المصري " لا يزال يعيش أسير ثقافة الفراعنة وان المجتمع المصري ظل راكدا لفترة طويلة .. ولذلك أقول ان قضيتنا هي إعادة بناء الإنسان بمعني تعظيم رأس المال البشري .. وهذا هو يطلق الإبداع الذي هو تحد للواقع الموجود والتمرد .. كذلك فان الهوية هي الفعل الإنساني ومأساتنا ان ثقافتنا .. ثقافة كلمة .. وليست ثقافة فعل وتغيير وبناء .. ولذلك يفقد الإنسان المصري والعربي .. إيمانه بذاته كإرادة فعل .. وبحث عن السبب واقتحام المجهول .. اننا بحاجة الي تغيير شامل وفق رؤية شاملة ..
• الفنان فاروق حسني : اذا كان المصري لا يزال يعيش في الماضي فانني أقول لك " يا .. ريت " .. لأنه اذا كان ذلك صحيحا .. لكان سيبحث عن التفوق والتسامي .. فالفراعنة لديهم قيم عظيمة . أما عن صورة مصر المستقبلية والتحدي في الابداع .. فهذا ما قمنا باعداد وتهئية البنية الأساسية والمناخ له .. ولقد برز مبدعون عديدون في السنوات الماضية لكن التليفزيون لا يعرضه لهم ومثلا فان لدينا 84 فرقة مسرحية تابعة للثقافة الجماهيرية وفرق الهناجر وغيرها والاعلام للأسف بعيد عنها ولم يهتم سوي بمسرحيات قليلة مثل " قهوة سادة " لأن السيدة الفاضلة حرم الرئيس شاهدتها ..
• الدكتور محمد كمال : شكرا لمعالي الوزير الذي عرض رؤية متكاملة .. ولا جدال في ان الثقافة بكل أفرعها مهمة .. ولهذا فانها تدخل في أولويات الدولة .. ولقد كان لها مكان في صدارة أعمال المؤتمر السنوي للحزب الوطني نوفمبر الماضي 2009 وقد صدرت عنه وثيقة تعبر عن قناعة بوجود ارتباط وثيق بين الاصلاح السياسي الاقتصادي الاجتماعي وبين الإصلاح الثقافي ، فانه لا يمكن فصل التنمية الثقافية في المجتمع عن باقي مسارات التنمية في المجتمع .. بل ان التنمية في مجملها لا يمكن ان تتحقق وتستمر دون وجود منظومة من القيم الثقافية الدافعة للنمو والتقدم . أيضا فانه برغم تبني الدولة للفكر القائم علي القطاع الخاص والعرض والطلب .. لكن من المهم استمرار الدولة في تقديم الخدمات الثقافية ورعاية الثقافة وتوفير البيئة الملائمة للابداع الفكري .. وثالثا : أكدت الوثيقة علي ان دور مصر الثقافي هو أحد ركائز ومكونات قوتها الشاملة خاصة في علاقاتها الخارجية .. وانها تتمتع بميزة نسبية تتعلق بالقدرات الابداعية لأبنائها ..
كذلك تحدثت الوثيقة عن التحديات التي تواجه التنمية الثقافية منها علي سبيل المثال .. ما يتعلق بثورة المعلومات والتقنيات وتأثيرها علي الانتاج الثقافي والملكية الفكرية وعلي وهذا مهم هوية المجتمع وهوية الشباب ..
ولقد جرت مناقشات لإطلاق الابداع بحل المشكلات .. ومن ذلك تخفيف الأعباء بالغاء أو خفض الجمارك علي مستلزمات الانتاج الثقافي والفني .. والحفاظ علي الملكية الفكرية .. وإنشاء المزيد من الاستديوهات ودور العرض المسرحي والسينمائي وما الي ذلك من الاقتراحات التي كان قد عرضها معالي الوزير والمهتمون .. ولعلني في ضوء كل ذلك أركز علي نقطتين :
الأولي ما يتعلق بالشباب .. وهنا أوجه التحية لما بذله معالي الوزير لإتاحة الفرص للشباب .. وللأسف كما قال فان الاعلام عنهم محدود !
الثانية : ما يتعلق بترسيخ قيم المواطنة والدولة المدنية الحديثة .. وهذه مسألة في غاية الأهمية .. فالمواطنة ببساطة تعني المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات .. وهذه مسألة تتعرض لتهديد و .. ردة ، وتحتاج إلي جهود كبيرة يكون للثقافة فيها دور كبير مع الاعلام والتربية والتعليم ، والتعليم العالي وغيرها .. وترتبط المواطنة بالدولة المدنية الحديثة .. وهذه لا ترتبط فقط بمستقبل الثقافة في مصر بل أيضا والأهم بمستقبل الدولة المصرية .. لأن البديل .. مرعب ! وهذا يحتاج الي مناقشات واسعة ..
• الفنان فاروق حسني : لقد وضع الدكتور محمد كمال النقاط فوق الحروف .. ولاشك ان الدولة الحديثة لا تتأتي الا بالابداع والابتكار وحرية التعبير الي جانب العلم والبحث .. وفي الحقيقة فان الدولة ممثلة في وزارة الثقافة فعلت الكثير .. ومثلا فان لدينا مائة وعشرين متحفا .. بينما اذا أنشئ متحف في بلد .. قامت ضجة !! كما ان لدينا بنية أساسية ثقافية متينة تخدم الحاضر والمستقبل فانني أعمل للوطن وأعلم انني لست مخلدا في هذا الموقع ولذلك كان الهدف السريع أمامي هو : بناء " السكن الثافي " الذي يحتوي المبدع الجديد .. و " وسيلة توصيل الثقافة للجميع " .. لكل مواطن .. فإننا لسنا مثل " الاعلام " حيث توجد قنوات التليفزيون التي تحمل المنتج الي كل بيت .. ولذلك أقول اننا نرحب بالتعاون المشترك . وأمس زارني المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون وقال ان الاتحاد سيطلق قناة " ابداع " الجديدة فعرضت عليه كل ما عندنا وهو متنوع ووفير ..
وسوف نناقش كل هذا وماأثاره الدكتور محمد كمال في مؤتمر الثقافة الذي نعد لإنعقاده في نوفمبر القادم .. وان كنت أتحفظ علي تعبير " الاصلاح الثقافي " .. فهل الابداع .. أم .. اصلاح أسلوب التعامل مع الثقافة ؟
لقد تحقق انجاز كبير وانتاج ثقافي وفير .. ويصعب علي انه غير معروف .. ولا يصل الي الجميع .. لذلك عقد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء منذ أيام اجتماعا شاركت فيه مع الوزراء المعنيين .. لمناقشة دور الثقافة وكيف تصل الي الجميع ، وفي المقدمة الشباب بدءا من هذا الشهر ، عبر معسكرات وتجمعات الطلاب الصيفية .. وما أدهشني ان ما نفعله لم يكن معروفا بالقدر الكافي .. وتم الاتفاق علي خطة ستنفذ بالاتفاق مع الوزراء المعنيين وفي المقدمة : التعليم العالي .. والتربية والتعليم .. والتنمية المحلية .. وغيرهم .. ونأمل في تحقيق هذا جيدا ليصل الحصار الثقافي والفني الي الجميع في كل أنحاء البلاد .. لنشر المعرفة ومواجهة التيارات الوافدة والمنحرفة !
• محمود مراد : إستكمالا لدور الثقافة وباعتبارها مكونا أساسيا للقوة الشاملة لمصر في المجال الخارجي فانه لابد من رؤية تصل الي العالم ان لم يكن عبر مراكز ثقافية مصرية لندرتها فتكون عبر أسابيع ثقافية شاملة يعد لها جيدا .. وتقام في عواصم الدول المختلفة ..
• الفنان فاروق حسني : نحن نفعل هذا .. وأمامنا برنامج طموح .. وطلبات لا تحصي ..
• شوقي جلال : المطلوب أيضا ان تكون لدي المواطن المصري فرصة للاطلاع علي ثقافات الآخرين
• الدكتور محمد كمال : وكذلك الاهتمام بالترجمة .. وهذا جاء ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس ..
• الفنان فاروق حسني : بالنسبة لثقافات الأخرين فانه تقام لدينا معارض وأسابيع ثقافية وفنية من كل الدنيا . وبالنسبة للترجمة فإننا ننفذ المشروع القومي للترجمة وهو ناجح باكثر مما تصورنا ، وتجري الترجمة من نحو ثلاثين لغة منها السواحيلي والأمهري وليس فقط اللغات الشائعة .. لكن هناك صعوبات تتمثل في عدد المترجمين وقدراتهم وأجورهم اضافة الي المقابل المادي الذي يدفع لحقوق الملكية الفكرية .. ورغم هذا فقد استطاع المركزالقومي للترجمة تشكيل منظومة مؤسسية وأنتج حتي الآن ألف وخمسمائة كتاب مترجم منذ عام 2005 حتي الآن ..
• الدكتورة فاطمة بودي : أمام هذا الإنجاز .. لماذا لا تطلق وزارة الثقافة قناة تليفزيونية قضائية لعرض هذا الانتاج ومواجهة التيارات المتطرفة . ولماذا لا يتحقق التعاون مع وزارة التربية والتعليم لنشر الثقافة والمكتبات في المدارس .. ولماذا لا تشهد ندوات في قصور الثقافة التي تنتشر في كل المحافظات لكي توجد اضاءات قوية أكثر مما هو حادث ؟
• الفنان فاروق حسني : سيتحدث الدكتور أحمد مجاهد عن قصور الثقافة .. أما بالنسبة للقناة التليفزيونية فقد سبق ان فكرنا فيها .. ولكن رأينا الاكتفاء بمؤسسات الوزارة ثمانية عشر مؤسسة والتعاون مع وزير الاعلام لتقديم كل ما لدينا لعرضه في قنوات التليفزيون .. وأعود الي الاجتماع الذي عقده رئيس مجلس الوزراء حيث اتفقنا علي التعاون مع وزارة التعليم لتوصيل الثقافة الي الطلاب وتنظيم زياراتهم الي المتاحف في كل مصر .. وأيضا بحثنا أساليب جذب المصريين الي المتاحف والمؤسسات والمراكز الثقافية والفنية .. وكذلك استثمار التليفزيون .
• الدكتور أحمد مجاهد : بالأمس فقط كنا في اجتماع لجنة المواطنة بالمجلس الأعلي للثقافة .. واتفقنا علي ان الثقافة ليست فقط : الأدب والفن ، وخلال العامين الماضيين فتحنا اربعة ملفات " الأزمة الاقتصادية " وقد نظمنا خلال هذه الأزمة العالمية ندوات وصلت الي القري والنجوع لتشرح ان اقتصادنا بخير واننا لن " نفلس " حتي يثق به المواطنون والا لو كان المدخرون الصغار قد سحبوا ودائعهم لكانت قد حدثت مأساة ! وأيضا فتحنا ملف " الاحتقان الطائفي " وناقشناه بالندوات وبالأعمال الفنية شارك فيها مبدعون وقنانون مسلمون وأقباط من المحافظات ومن بين ما قدموه صورة " كنيسة الأنبا بولا " التي تأسست عام 1919 وهي الوحيدة المنقو علي برجها " الهلال " و " الصليب " متعانقان .. والمنلف الثالث الذي فتحناه هو " المرأة والمشاركة السياسية " بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة .. والأخير وقد وافق عليه معالي الوزير الاسبوع الماضي هو ملف " المياه " .. هذا وغيره نفعله الي جانب ما نقدمه من فعاليات ثقافية وعروض فنية تجوب المحافظات .. وفي 540 قصر ثقافة .. ونرحب في أنشطنا بالتعاون مع أية جهود ..
• الدكتورة شادية قناوي : اضافة الي كل ما قيل في هذه الندوة ومن واقع متابعتي لما تقوم به وزارة الثقافة خلال السنوات السابقة فإنني أشفق علي المسئولين فيها وعلي رأسهم معالي الوزير لأهمية وضخامة المسئولية .. وبالفعل فانه رغم كل الانجازات الا ان معظمها غير مرئي .. وبالتالي فانه في مجتمعنا بظروفه لا يمكن ان نتحدث عن بنية ثقافية فاعلة ومؤثرة ما لم يوجد احساس وطني منا جميعا وتعاون تشترك فيه كل الوزارات خاصة التعليم والاعلام .. وهنا أؤيد فكرة القناة التليفزيونية وليس بالضرورة ان تكون تابعة لوزارة الثقافة ولكن تتعاون مع وزارة الاعلام لتقديم المنتج الثقافي والفني المتوفر والمتجدد .. ولعرض الانجازات الرائعة التي لم تشاهدها ولم تلمسها الا نسبة متواضعة من الشعب ..
• الدكتور أحمد يوسف القرعي : انه الي جانب هذه الانجازات الكبيرة .. نحتاج الي مرصد ثقافي بالوقائع والأرقام ويقدم دراسة حالة عن التأثيرات الثقافية .. علي المواطن والمجتمع .. كما اننا في حاجة الي زيادة عدد المكتبات ..
• الفنان فاروق حسني : لقد بدأنا ومنذ سنوات في انشاء مكتبات اضافة الي فروع دار الكتب وهي 38 فرعا في المحافظات ولتكون كل مكتبة جديدة مركز اشعاع ثقافي .. تنويري .. وقد افتتحنا حتي الآن مائة وثلاثين مكتبة في قري بشمال وجنوب مصر وهي قري ربما لم يسمع اسمها الكثيرون .. وانني أتمني ان نغطي كل قري مصر التي يزيد عددها عن خمسة آلاف قرية .. وهذا يحتاج الي جهود وسنوات .. والي تعاون بين كل الوزارات .. ومستعدون للتعاون مع كل الجهات ..
• محمود مراد : اتصالا بهذا .. فانه يمكن فتح الباب لمساهمات من المحليات والألإراد للتبرع بالأراضي .. وبالنسبة للمحتوي فان عددا كبيرا من المثقفين والعلماء وأساتذة الجامعات والفنانين لديهم مكتبات ومقتنيات هائلة ولكنهم يخشون عليها مستقبلا بعد رحيلهم عن الدنيا ولذلك فانهم علي استعداد لإهدائها وليس شرطا ان يكون لكل منهم مكتبة خاصة به وانما يمكن ان تضم المكتبة كتب ومقتنيات اكثر من واحد .. وبهذا نطلق مشروعا طموحا بانشاء الف مكتبة في كل الأنحاء ..
• الفنان فاروق حسني : اننا مستعدون .. وعليك ان تدعو للتبرع وتخصيص الأراضي اللازمة من المحليات .. والمقتنيات ممن لديهم الرغبة .. من المثقفين والفنانين ..
• محمود مراد : ويمكن ان توجد أنشطة اقتصادية تدر عائدا ماليا للصيانة والتشغيل .. مثل ان تخرج المكتبة من الشكل التقليدي ليلحق بها منتدي ثقافي .. وكافيتريا حسب المستوي تؤجر لمن يديرها بروط .. وبعائد مادي معقول .. وعمل مستنسخات وصور من المقتنيات تباع للمترددين علي المكتبة .. وهكذا .. ومن ثم تتحقق أهداف مضاعفة منها نشر المعرفة تقدير وتكريم المثقفين والفنانين المتبرعين بتخليدهم وجذب الشباب والكبار أيضا الي المكتبة ومنتداها الثقافي لمناقشات صحية سليمة تواجه الانحراف ..
• الفنان فاروق حسني : نحن مستعدون لهذا .. وننتظر ردود الفعل .. وبالمناسبة فاننا قمنا فعلا بالتطوير في مكتبات مبارك ، وأول مكتبة أنشأنا فيها كافتيريا كانت مكتبة مبارك في الجيزة . ويمكن تحقيق فكرة بيع الكتب من خلال منافذ بيع تلحق بالمكتبة .. المهم ان تتحقق هذه الأفكار .. ومن خلال ندوة " الأهرام " نطرح هذا المشروع .. ومستعدون فورا للتنفيذ ..
• المهندس حسام نصار : اننا بالفعل في حاجة الي قنوات تواصل مع الناس ومن الواضح كما قيل في الندوة الآن، انه توجد مشكلة حقيقية .. اذ بينما يوجد حجم كبير من الانتاج الثقافي الابداعي فانه لا يصل الي الجماهير اما لعزوفها .. أو .. لانشغالها بالفضائيات وما اليها .. وهذه المشكلة تنطبق علي الفنون الرفيعة .. والشعبية .. وعلي " الكتاب " وحسب دراسة أخيرة فان 3% فقط من المصريين يقرأون الكتاب .. و79% ممن يقرأون يهتمون بكتب التراث ! ثم هناك مشكلة كما أثير في المراكز الثقافية الخارجية ومنذ شهور طالب معالي الوزير بالتحرك الثقافي الخارجي .. وتم اعداد مشروع لإنشاء مراكز ثقافية في الخارج .. وسنقيم مركزا في شيلي .. التي تحدث عنها الأستاذ محمود مراد وآخر في كوبا .. علي ان تكون الصلة مستمرة بينهما وبين المركز الثقافي اسبانيا .. وتم الاتفاق بين وزارتي الثقافة والخارجية علي هذا .. كما نبحث انشاء مركز في بكين .. وهكذا في عواصم أخري ..
أما عن الأسابيع الثقافية والفنية التي تنظمها في الدول الخارجية فانها مستمرة ومخططة ومطلوبة وسيشهد العام القادم تحركا واسعا لنقل مصر المعاصرة بثقافتها الي العالم .. وربما نحتاج الي اعلام هنا وهناك للتعريف بهذا .. ولمزيد من التواصل .
هناك أيضا مشروع يوشك علي التنفيذ .. لإنشاء موقع علي شبكة المعلومات لعرض الكتب كاملة ..
• الفنان فاروق حسني : دعني أضيف ان هناك مشكلة في ندرة عدد المثقفين بكسر وتشديد القاف أي المحركين الثقافيين .. فانه يوجد لدينا 540 قصر ثقافة لكن : ما هو عدد القادرين علي التحريك والعمل الثقافي ؟ ان الثقافة حرفة .. تحتاج الي قدرات ورؤية وبرامج تنفيذ .. وفي الخارج وقد حضرت هذا في فرنسا عندما كنت موظفا دورات تدريبية لهذا الغرض ولقد فكرت في تنفيذ هذا عندنا سواء في دورات تعقد بمصر .. أو .. الخارج ولدينا الأكاديمية المصرية للفنون في روما وهي واحدة من 17 أكاديمية دولية ولقد سبق ان نفذت دورة ضمت 17 شابا في أكاديمية روما .. وصاروا بارزين الآن ..
• محمود مراد : أنتقل الي موضوع آخر .. لماذا لا ننشئ قرية ثقافية في احدي المدن الجديدة مثل القاهرة الجديدة تضم أنشطة ثقافية فنية مثل مجمع للانتاج والعرض والبيع للصناعات والفنون الحرفية .. وأيضا مجمعا يضم مكتبة ضخمة ومعرضا وقاعات للكنوز التي توجد في مخازن الرقابة علي المصنفات الفنية وتتمثل في السيناريوهات المكتوبة ونصوص المسرحيات والموسيقي والغناء .. وبعض نسخ العمل للأفلام .. وغير ذلك من مصنفات ذات قيمة كبري ومعرضة للتلف والضياع .. ومن المهم انقاذها وطباعتها أو نسخها وعرضها .. وان تكون مراجع دراسية وبحثية وتاريخية .. وهذا كله وغيره .. يخطط وينفذ بمعمار مناسب .. ومراعيا البعد الاقتصادي .. بل انه يدر في بعض أنشطته عائدا ماليا .. وان هذه القرية المقترحة لابد وان تضم فندقا بطراز خاص .. وقاعات ثقافية وفنية .. وخدمات متنوعة .. وتضم أتيليهات وجاليريهات ..
• الفنان فاروق حسني : ان هذه فكرة جيدة .. ويمكن ان تقام سوق ثقافية فنية ضخمة .. ولا تنسي ان لدينا المركز القومي للسينما والمركز القومي للمسرح .. علي طراز حديث وكل منهما مزود بكل التقنيات لتسجيل وحفظ التراث الذي كان مهدرا .. ولدينا مركزا للحرف في الفسطاط ..
• محمود مراد : هذا كله عظيم ولكنه لا يغني ولا يتعارض مع القرية الثقافية التي يمكن ان تحتوي علي الكثير .. ومثلا فانه يوجد مهندسو ديكور ومنفذو مناظر سينما تقدم بهم العمر ولديهم ثروة من الديكورات ليست فقط " اسكتشات " وانما أثاثات وقطع فنية واكسسوارات وغيرهما . وهي مهددة بالضياع أو النقل خارج البلاد بالاغراء المادي .. وهذه يمكن ان يضمها معرض كبير في القرية المقترحة مع ورشة لصناعة نماذج مقلدة تدر عائدا ماليا .. انه مشروع كبير ..
• الفنان فاروق حسني : كما قلت انه يمكن وجود سوق كبيرة تضم أيضا .. منتجات الثقافة الجماهيرية من سجاد وخوص وأخشاب .. وخلافه . انها عموما فكرة جميلة .
• هاني مصطفي : أتساءل عن دعم وزارة الثقافة للسينما وانتاج الأفلام .. وقد كانت الترجبة ناجحة .. فهل ستستمر وتتوسع اذ ان الأمل في زيادة دعم الشباب .. والانتاج منخفض التكاليف الذي يقدم أفكارا وتجارب جديدة..
• الفنان فاروق حسني : الحقيقة لابد ان أشكر الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الذي أعطانا عشرين مليون جنيه سنويا لدعم السينما . ونحن في تنفيذ الخطة ندعم الشباب وأفلام " المحاولة " و " الديجيتال " .. التي تقدم أفكارا وتجارب وأساليب جديدة ، وبالنسبة للأفلام السينمائية المعتادة فقد قررنا ان تنتج الوزارة كل سنة " فيلما " يكون صالحا ومناسبا لدخول المهرجانات . وكما تعرفون فان فيلم " المسافر " الذي انتجته الوزارة كان أول فيلم يدخل مهرجانا كواحد من الافلام المتنافسة وتصارع عليه الموزعون وهذا العام نفكر في انتاج فيلم عن رواية " كفاح طيبة " لنجيب محفوظ .. وليصبح عملا كبيرا عظيما .. وأعتقد ان لدينا الامكانيات والعناصر البشرية القادرة علي تنفيذه .
• الدكتور محمد كمال : كان موضوع أكاديمية الفنون بالهرم قد أثير في مناقشات المؤتمر السنوي للحزب وحاجتها الي التطوير .. فماذا حدث فيها ؟
• الفنان فاروق حسني : لقد استلمنا الأكاديمية عند تولي مسئوليتي وكانت بها ست معاهد وقد توسعنا فأصبح عددها عشر معاهد .. وتشغل حاليا 23 مبني أي أكثر من ضعف ما كانت وضمت 25 فدانا الي مساحتها .. وأصبحت تتعامل مثل الجامعة في كوادرها .. لكنها لا تزال في حاجة الي تطوير جذري للمناهج والاستديوهات وتقنيات التعليم . وفي حاجة بلاشك الي فلسفة جديدة للعمل وهذا ما نعكف عليه الآن مع رئيس وأعضاء هيئة التدريس ..
• محمود مراد : شكرا لمعالي الوزير .. ولكل من حضراتكم .. ونلتقي باذن الله مرة أخري لمناقشة الثقافة .. التي هي ويجب ان تكون علي رأس أولويات استراتيجية العمل الوطني .


اشترك في " الندوة " :
• الأستاذ الفنان فاروق حسني : وزير الثقافة
• الدكتور محمد كمال : أستاذ العلوم السياسية وأمين التثقيف السياسي بالحزب الوطني وعضو مجلس الشوي ..
• الدكتورة شادية علي قناوي : رئيس لجنة الإشراف علي مشروع المتحف المصري الكبير ..
• المهندس حسام نصار : وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية ..
• الأستاذ شوقي جلال : كاتب ومترجم ..
• الدكتور أحمد مجاهد : رئيس هيئة قصور الثقافة ..
• الدكتور أحمد يوسف القرعي : كاتب صحفي الأهرام ..
• الدكتورة فاطمة حسن البودي : ناشرة عضو اتحاد الناشرين ..
• الأستاذ هاني مصطفي : من الأهرام ويكلي

كلام الصور :
• الحوار في الندوة المحدودة التي تفتح ملف الثقافة والمثقفون .. والمسئولية . وزير الثقافة يتحدث وأمامه محمود مراد يدير الحوار وحولهما المشاركون .. " تصوير : مدحت عبد المجيد "
• فاروق حسني
• حسام نصار
• شادية قناوي
• محمد كمال
• شوقي جلال
• أحمد مجاهد
• فاطمة بودي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.