علي هامش مؤتمر "المثقفين" القادم، نظم صالون "قصر الأمير طاز" ندوة بعنوان: "مستقبل الثقافة في مصر"، ضمن برنامجه الأسبوعي برعاية صندوق التنمية الثقافية، استضافت الدكتور محمد حافظ دياب ومحمد السيد عيد وإبراهيم عبد المجيد، وأدارتها سوسن الدويك. طرحت الدويك سؤالا حول مدي جدية مؤتمر مستقبل الثقافة، في ظل التردي العام للأوضاع الثقافية في مصر، فأكد الدكتور محمد حافظ دياب أن مفهوم الثقافة لن يتوقف عند صياغات محدودة، وأشار إلي أننا مقبلون حاليا علي مرحلة تاريخية، ربما كانت جديدة في ملامحها، تحتاج لصياغة ثقافية ترتبط بها، ورفض كل ما ورد حول جدول أعمال المؤتمر، فهو لا يمكن أن يقدم 120 ورقة في ثلاثة أيام، حيث لن ينوب المتداخل أكثر من دقيقة، ومن ثم سينتفي الحوار، كما أنه للمرة الأولي التي يتم فيها تحديد المحاضرين بخلاف ما كان يحدث سابقا، حيث كانت الدعوة مفتوحة للمثقفين، كما سيتحدد نوعية الجمهور المشارك مما يعني أن المصادرة كاملة. وتصور محمد السيد عيد أن هناك علاقة بين السياسة والثقافة، كما توجد عدة سيناريوهات مطروحة للفترة المقبلة، المستقبل ليس له سيناريو واحد قاطع، نستطيع خلاله أن نرسم المستقبل في ظل هذا الوضع، وأنا أتصور أن الفترة المقبلة ليست لها معالم محددة، وغاية ما يستطيع فعله مؤتمر المثقفين هو أن يضع بعض الأشياء العامة، التي لا يمكن أن ترقي لاستراتيجية. ورأي إبراهيم عبد المجيد أن مسألة وضع استراتيجية ثقافية مرتبطة بالمجتمعات الديكتاتورية، ونحن مجتمع حر، لدينا ثقافات متنوعة، لكن أن نقوم بتعليم الناس فهذا يجوز في التربية والتعليم وليس الثقافة، لكن عن إقامة المؤتمر فهذا شيء جيد، ولابد أن يجمع كل أنواع الثقافة. وأضاف عبد المجيد: لدينا قصور في الإعلام والتعليم الذي يعتمد فيه التلاميذ علي الحفظ لينجحوا وحسب، كما أن مصر منذ عام 1975 بها التيار الوهابي أو الإسلامي الرجعي السلفي، الذي اختزل العالم في العبادات وليس في المعاملات، واتجه نحو "بدونة" المجتمع. واتفق الدكتور دياب مع عبد المجيد في "بدونة" الثقافة المصرية أي محاولة تقديم حمولات لما يسمي بثقافة النفط بأشكال متعددة، كما يوجد جدل حول أن هناك محاولات من المركز العربي الجديد لمحو فعاليات المركز العربي القديم الذي تمثله مصر وتونس وسوريا. وأكد عيد أن الثقافة لابد أن تسهم إسهاما يوميا، وإلا سوف تتحول التنمية إلي بيروقراطية، ولكي نصل لاستراتيجية ثقافية علينا تحديد موقع الثقافة المصرية ومشكلاتها، كتدني النظرة للمرأة والاعتماد علي أكثر من ثلثي التغذية من الخارج، والانفجار الإعلامي وتخلف اللغة العربية، فنحن نظل دائما في حاجة لهذه الاستراتيجية. وتصور عيد أن المثقف المصري في العصر الحديث دائما كان له دور يدفع ثمنه، فالمثقف هو الذي يستطيع التصحيح، والمثقف المصري تحديدا أفضل حالا من مثقفين كثيرين في المنطقة من حولنا، وفي الوقت الحالي يوجد جديد وهو أن الشباب كسر المعايير التقليدية واتجه للبعد الإلكتروني، بعالمه الأكثر اتساعا والأسرع نموا، والذي قد يجعل وضع المثقف الشباب أفضل من وضع الأجيال القديمة. وعندما سألت الدويك عن إمكانية الموافقة علي مشاركة الإخوان في المؤتمر أجاب الدكتور دياب: أنا أرفض تماما المتاجرة بالدين، ولكننا جميعا مواطنون نمتلك الحق في أن نقول كلماتنا، ويمكن أن تتم المشاركة لكن القضية هنا ليست فكرية وإنما قضية مصلحة، وهي من يستطع أن يستحوذ علي مقدرات المجال الثقافي؟ وأكد دياب علي ضرورة احتواء لجنة المؤتمر علي مثقفين من محافظات مصر، قائلا: إننا بحاجة أكثر إلي دراسة موضوع التعددية الثقافية، ولا يهمنا كثيرا أن تكون اللجنة المنظمة هنا أو هنالك، فالثقافة المصرية حاليا وصلت إلي خط الخطر. وتحدث عبد المجيد عن أننا كنا بالفعل مجتمعًا متحضرًا، وأننا وجدنا حلاً لكل المشكلات، وقمنا بنهضة حقيقية وكان عندنا حرية للمرأة، إلا أننا نتردي وأصبحنا خلف كل الدول العربية حاليا، فالدافع وراء جهل الشعب هو سياسي والوصول للسلطة. وأوضح عبد المجيد أننا في مرحلة مستوردة من الصحراء والبدو جديدة علي مصر، وأن الرئيس السادات هو من بدأ ذلك وهذه كارثة مصر، فنحن أصبحنا دولة بدوية، وقضيتنا هي قضية العقل المتغيب.