بدأت المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسط أجواء تفتقر إلي الثقة في إمكان بلوغها الاهداف المرجوة وهي استئناف المفاوضات المباشرة وبحث قضايا الحل النهائي للمشكلة الفلسطينية وصولا إلي حل الدولتين الفلسطينية والعبرية. ومسألة الافتقار إلي الثقة لم تنكرها الادارة الامريكية ولفت المتحدث باسم الخارجية الامريكية الانتباه إليها وهنا لابد من الاشارة الي نقطتين مهمتين: أولاهما: ان اسرائيل تلجأ دوما الي انتهاج اسلوب المراوغة الدبلوماسية والسياسية للتنصل من أي التزمات ولهذا وصلت المفاوضات السابقة مع الفلسطينيين الي طريق مسدود وليس أدل علي ذلك من المفاوضات التي جرت آبان حكومة ايهود أولمرت ولم تسفر عن أي نتائج محددة. ثانيتهما: ان اسرائيل اتخذت العديد من المواقف والاجراءات التي تكدر أجواء أية مباحثات او مفاوضات ومنها عدم التخلي عن سياسة المستوطنات وتنفيذ مخطط تهويد القدس. والجدير بالذكر في هذا السياق انه في الوقت الذي بدأت فيه الجلسة الاولي للمفاوضات غير المباشرة كشفت حركة السلام الان الاسرائيلية عن بدء تنفيذ السلطات الاسرائيلية مخططا استيطانيا لبناء14 مسكنا في حي رأس العمود في قلب القدسالشرقيةالمحتلة. والسؤال الآن: من يحاول تقويض مفهوم بناء الثقة اللازم لاستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟ وأيا ما يكن الأمر, فإن الادارة الامريكية, كما أوضح المتحدث باسم الخارجية الامريكية انه اذا ما اتخذ هذا الطرف أو ذاك خلال المفاوضات اجراءات قد تقوض الثقة بشكل خطير فإن واشنطن سترد بتحميله المسئولية بهدف التصرف بما يؤذي إلي استمرار المفاوضات. وهذا هو المطلوب حتي نقطع الطريق علي المراوغة الإسرائيلية.