المفاوضات كانت صعبة.. والخلافات عميقة في شرم الشيخ ولولا حكمة الرئيس مبارك وثقة الاطراف الامريكية والفلسطينية والاسرائيلية في حكمته وتقديره للأمور ورعايته للسلام علي مدي ثلاثين عاما ولقاءاته الثنائية في شرم الشيخ مع هيلاري كلينتون وزيرة خارجية امريكا والرئيس الفلسطيني ابومازن ونتنياهو رئيس وزراء اسرائيل التي دفعت المفاوضات المباشرة الي النجاح واستمرارها حتي الوصول الي الحل النهائي لاقامة الدولتين واتفقت الاطراف علي استمرار المفاوضات في القدس. كانت قضية الاستيطان هي السبب الرئيسي للخلافات العميقة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وأكدت القيادة السياسية المصرية وادارة اوباما علي استمرار وقف الاستيطان خلال المفاوضات المباشرة وليس وقفا جزئيا للاستيطان كما عرض نتنياهو بالأخذ برأي حكومة اولمرت السابقة في الوقف الجزئي للمستوطنات لتتمكن الحكومة الاسرائيلية من بناء 31 ألف وحدة سكنية في الضفة الغربية ورفضت القيادة الفلسطينية هذا الرأي ورفضته حركة السلام في اسرائيل ايضا. وظل الرئيس مبارك طوال ساعات المفاوضات المباشرة يبذل جهودا مكثفة والتأكيد علي الرؤية المصرية من استمرار المفاوضات وصولا للحل النهائي وقيام دولة فلسطينية مستقلة قادرة علي الحياة ورفض الدولة الفلسطينية المؤقتة وان علي اسرائيل اتخاذ قرارات مصيرية ومهمة من اجل السلام وليس تعطيل مسيرته.. ووسط عاصفة من الخلافات اكد الرئيس مبارك في لقاءاته علي اغتنام الفرصة الذهبية للسلام للوصول الي الحل النهائي وبذل جهدا كبيرا في تذليل العقبات التي واجهت المفاوضات وأجلتها لاكثر من ساعة وخرج جورج ميتشيل المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط من الاجتماع الثلاثي لابومازن ونتنياهو وكلينتون ليعلن ان المفاوضات مستمرة وان الرؤية الامريكية هي ان الحل النهائي يكمن في دولة يهودية ديمقراطية ودولة فلسطينية قابلة للحياة لشعبين الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني وهذا يتبني الرؤية الاسرائيلية ولكنه اكد علي وقف الاستيطان واعطاء انطلاقة لمفاوضات مباشرة قوية في القدس. المفاوضات الناجحة في شرم الشيخ ترجع الي حكمة مبارك واصرار اوباما علي حل الدولتين واستمرار المفاوضات حتي الوصول الي الحل النهائي.