عقد الرئيس حسني مبارك لقاء امس بمدينة شرم الشيخ, حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن , ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو, ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وهي الاطراف الثلاثة التي شاركت في الجولة الثانية للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة التي عقدت امس بشرم الشيخ.00 ويأتي هذا اللقاء الرباعي في اطار النشاط السياسي المكثف للرئيس مبارك امس بشكل متزامن مع استضافة مصر لهذه الجولة الجديدة من المفاوضات التي اختتمت اعمالها امس وتستأنف اليوم بمدينة القدسالغربية, حيث حرص الرئيس مبارك علي ان يلتقي صباح أمس مع ابو مازن, ونتنياهو وكلينتون, كل علي حدة, في اطار مساعي مصر الحثيثة لدفع مسيرة السلام, ودعم قضية الشعب الفلسطيني. وجاء عقد الرئيس مبارك لهذا اللقاء الرباعي عقب انتهاء جولة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بشرم الشيخ, والتي استغرقت نحو ساعة ونصف الساعة, وقبيل مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس مبارك تكريما للوفود المشاركة في المفاوضات. في غضون ذلك عقدت الاطراف الثلاثة المشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات اجتماعا مرة اخري للبناء علي ما تحقق خلال جولة المفاوضات الاولي والمناقشات التي جرت علي هامش هذه المفاوضات. وصرح وزير الخارجية احمد ابو الغيط بأن الجولة المسائية من المفاوضات عقدت بمشاركة كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الامريكية. في الوقت نفسه نفي ابو الغيط ما تردد عن تأجيل جلسة المفاوضات الاولي بسبب ما زعم عن نشوب خلافات, وأوضح ان التأجيل البسيط الذي حدث نتج عن طول الاجتماع الذي عقد بين وزيرة الخارجية الامريكية ورئيس الوزراء الاسرائيلي والذي سبق موعد بدء المفاوضات. و أعرب أبوالغيط عن أمله في أن تحقق سلسلة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين الهدف المرجو منها وهو التوصل الي اتفاق لتحقيق السلام الشامل بين الجانبين. وقال في مؤتمر صحفي عقب الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة: نأمل في أن تكون هذه الاجتماعات فاتحة لمزيد من الاتصالات والمفاوضات حتي تحقق الهدف المرجو منها والتوصل الي اتفاق يقيم الدولة الفلسطينية المتصلة الفاعلة القادرة ذات الحدود الواضحة وأوضح أبوالغيط أن اجتماعا عقد مساء امس بين الرئيس الفلسطيني ونيتانياهو وهيلاري وأشار وزير الخارجية الي أن الرئيس مبارك التقي امس مع وزيرة الخارجية الأمريكية ثم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ثم الرئيس الفلسطيني وعندما أنهوا اجتماعات الصباح عادوا للاجتماع بالرئيس مبارك لكي يعطوه تقريرا عما دار بينهم ووجهات النظر التي تم تبادلها, كما دار حديث ممتد حول السلام خلال مأدبة غداء عمل وأضاف أحمد أبوالغيط أن الرئيس حسني مبارك أكد في كل اجتماعات أمس وجهه النظر المصرية بأكبر قدر من الوضوح, وأن المطلوب من كل الاطراف هو المصداقية وتأكيد الرغبة في التوصل إلي تسوية سياسية, وبالتالي توفير المناخ المناسب الذي يحقق لعملية المفاوضات مسارها الطبيعي وأن تستمر في الاتجاه المطلوب. وتابع أبوالغيط قوله إن الرئيس مبارك أكد عدم إتاحة الفرصة لأي عقبات يمكن أن تثار في طريق هذه المفاوضات وبالتالي يتحقق النجاح المأمول لها خلال هذا العام. وردا علي سؤال بشأن وجود تفاؤل بخصوص قضية المستوطنات في ظل وجود خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن, قال أبوالغيط' أنا لا أقول انه يوجد تفاؤل بخصوص قضية المستوطنات, بل أقول انه توجد مفاوضات جادة تتناول كل المسائل المطروحة علي مائدة المفاوضات من خلال جدول أعمال متفق عليه وواضح. وأوضح وزير الخارجية أن هناك بعض النقاط تم الطرق إليها وتناولت كل عناصر التسوية, ولكن لا يمكن القول بعد اجتماع واحد إن هناك انفراجة في الموقف وردا علي سؤال يتعلق بيوم26 سبتمبر والمستوطنات, وهل ستكون الاولوية للحدود أم للامن, قال أبوالغيط إن الرئيس مبارك تطرق إلي نقطة تمديد قرار وقف الاستيطان لانه أمر طبيعي, موضحا ان كل القوي الدولية والرباعية الدولية طالبوا بضرورة اتاحة الفرصة لهذه المفاوضات. وأضاف انه لكي تتحقق الفرصة لاستمرار المفاوضات فلا يجب ان نضع في طريقها اي عقبات, مشيرا إلي أن العودة مرة آخري لاستئناف الاستيطان تمثل عقبة في طريق المفاوضات. وتابع أبوالغيط قائلا' أما بشأن الحدود والامن فإن هذه مسألة سوف تستغرق الكثير من الجهد للتركيز عليها والتوصل إلي تسوية بشأنها' مضيفا أن أي تسوية للقضية الفلسطينية سوف تقوم أساسا علي تحديد الحدود وستكون علي رأس جدول أعمال المفاوضات. وأشار أبوالغيط إلي أن الجانب الإسرائيلي يركز أيضا علي البعد الامني, معربا عن إعتقاده بأن الجانب الفلسطيني ليس لديه أي مشكلة في البحث في هذين الموضوعين معا, ولكن مع التركيز أولا علي الحدود ومن ثم بحث مسائل الامن. وردا علي سؤال ان كانت اجتماعات قادمة ستعقد في نيويورك, قال أبوالغيط انه سيتم عقد اجتماع اليوم في القدسالغربية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي علي مستوي القيادتين. مضيفا أنه ليس لديه علم بأي اجتماعات قادمة في المستقبل بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. لكنه لم يستبعد أيضا عقد مثل هذه الاجتماعات. وبشأن ما تردد حول حدوث خلافات اليوم خلال المفاوضات مما أدي إلي تأجيلها لمدة ساعة, أكد أبوالغيط ان هذا الأمر ليس دقيقا علي الاطلاق, موضحا أن ما حدث هو أن الاجتماع الأمريكي الإسرائيلي امتد إلي وقت أطول مما كان مقررا له فاضطر الرئيس الفلسطيني إلي تأخير انضمامه وردا علي سؤال بشأن تلقي أي وعود من قبل الجانب الاسرائيلي بمد فترة تجميد بناء المستوطنات, قال أبوالغيط إن' الجانب الاسرائيلي لم يصرح بأي نوايا بالسلب أو بالايجاب, ولكنه استمع للتدخلات المصرية, وأعتقد أن الجانب الامريكي أيضا تحدث بنفس المنهج. وفي ختام المؤتمر الصحفي أكد وزير الخارجية أن مصر تقف بجانب الشعب الفلسطيني وتعرض دائما وساطتها, وأن مصر تتفهم الاحتياجات الفلسطينية وتسعي إلي تحقيق هدف الدولة الفلسطينية من خلال السعي الي إقناع الجانب الاسرائيلي بالمتطلبات الفلسطينية. من جانبه أعرب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل عن تقديره العميق للرئيس حسني مبارك لدعمه المستمر لرؤية الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتوصل إلي سلام شامل في الشرق الأوسط. وقال ميتشيل في مؤتمر صحفي عقب الجلسة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شرم الشيخ امس إن المفاوضات بدأت باستضافة الرئيس حسني مبارك عدة لقاءات ثنائية منفصلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس' أبومازن' ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وأضاف ميتشيل قائلا إن' وزيرة الخارجية الأمريكية التقت أيضا بالقادة الإسرائيليين والفلسطينيين وأعقب ذلك لقاء متعدد الاطراف, كما سنحضر مأدبة غداء مع القادة الاخرين يستضيفها الرئيس مبارك. وتابع ميتشيل قائلا' إن الاطراف المعنية بدأت اليوم سلسلة من المناقشات حول قضايا أساسية, حيث أكد الجانبان نيتهما دخول المفاوضات بجدية وإخلاص, كما جددا تنديدهما بكل أنواع العنف التي تستهدف المدنيين الأبرياء وتعهدا ببذل الجهود للمحافظة علي الامن. وأكد ميتشل أن الأطراف المعنية أكدت ضرورة التوصل إلي سلام شامل ودائم وعادل, مشيرا إلي أن الهدف المشترك يبقي إقامة دولتين لشعبين, والالتزام بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وكل القضايا. وقال ميتشل إن الرئيس أبو مازن ورئيس وزراء اسرائيل نتنياهو مستمران في الاتفاق علي ان هذه المفاوضات التي هدفها حل كل القضايا الاساسية يمكن أن تحسم خلال عام. وتابع يقول' كما قلت مؤخرا في واشنطن فقد اتفقت الاطراف علي ان تبدأ اولا بالعمل علي التوصل إلي اتفاق اطاري للوضع النهائي' مؤكدا ان هذا العمل جار علي قدم وساق. واضاف المبعوث الأمريكي ان الاطراف الآن اتفقت علي ان نجاح هذه المفاوضات يعتمد علي المحافظة علي سريتها بشكل كامل والتعامل معها بحذر. وردا علي سؤال بشأن حدوث اي تقدم في قضية الاستيطان خلال المفاوضات المباشرة, قال ميتشيل' ان موقفنا واضح بالنسبة لقضية الاستيطان, ولم يتغير'. وتابع يقول' كما قال الرئيس أوباما نحن نعتقد انه من المنطقي ان يستمر تجميد الاستيطان لكي تستمر المفاوضات بشكل بناء'. وأضاف أن الادارة الأمريكية تعلم ان قضية الاستيطان ذات طبيعة حساسة سياسيا بالنسبة لإسرائيل, وطالبنا من الرئيس عباس ان يمضي قدما في الخطوات التي من شأنها ان تسهل التوصل إلي السلام. وحمل المبعوث الأمريكي الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني مسئولية ضمان استمرار هذه المفاوضات بشكل بناء.