الحوادث المتكررة للقطارات, وانهيار العقارات التي نستيقظ عليها كل صباح, بكارثة تحصد رقاب المواطنين الأبرياء, وتسيل فيها الدماء, دليل قاطع علي امتلاء دفتر أحوال الفساد بكل أنواع الموبقات, التي عششت في كل أركان قطاعات الدولة, وسبح فيها الإهمال والتسيب والرشوة والمحسوبية, وعدم المبالاة لفترات طويلة, ومازال مستمرا, ويؤدي عمله بكل كفاءة وإتقان يحسد عليها, وحتي إذا تركنا أعداءنا يقومون بهذه الكوارث, ما استطاعوا تنفيذها بهذه الصورة المرعبة, مهما يكن الاحتراف والتدريب التخريبي لديهم. الأزمة الحقيقية تتمثل في الحال السيئ لجميع المرافق بالدولة وما آلت إليه وانعدام الرقابة, وضمير العامل أو الموظف أو القيادة في عدم إتقان العمل, وعدم الإحساس بالمسئولية وجهله بالعواقب الوخيمة التي تحدث بسبب إهماله, ولا يعتبر الجميع من الأحداث الصادمة التي فاجأتنا من قبل للقطارات في الصعيد والعمارات في الإسكندرية, والأغرب تصريحات المسئولين عقب كل حادث, والإعلان عن تخصيص الملايين من الجنيهات, لتطوير وتحديث السكة الحديد خاصة المزلقانات وعربات الدرجة الثالثة. وإذا نظرنا إلي باقي مرافقنا فسنجد الأسوأ, ولكن لعدم وجود نزيف للدماء يجعلنا نغض البصر عنها, وبنظرة سريعة سنجد جميع المباني الحكومية, خاصة التي تقدم خدماتها اليومية لجماهير, غير صالحة للاستخدام, والكهرباء تنقطع يوميا في معظم المحافظات, والصرف الصحي موجود بشكل دائم في معظم الشوارع والحارات, وفي القري يصرف في الترع والمصارف, والحفر والتكسير يملان الشوارع الرئيسية والفرعية وغيرها من المخالفات. ندعو الله أن تكون حوادث القطارات, وسقوط المباني هي الأخيرة في أيامنا, وأن تبتعد عنا الأزمات والمصائب, برغم إهمالنا وتواكلنا, وعدم احترامنا للعلم والعلماء. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب