سيظل الشباب الركيزة الأساسية, للمجتمع الراغب في التقدم, والوقود الحقيقي لتحقيق التنمية الشاملة والأمل في المستقبل, رضي البعض أو لم يرض, ولسنوات طويلة ظل البعض أو الأكثرية في بلادنا, تتعامل معهم علي أنهم صغار السن, لايعرفون ولايفهمون, وليس لديهم خبرة, ونسوا ان لديهم حلما وطموحا ورغبة وحماسا وأملا, وأمامهم تجاربنا التي كانت معظمها فاشلة وفاسدة, وبسببها قامت ثورة25 يناير وهم قادتها, وتجارب الآخرين الناجحة في العالم الذي سبقنا, وكان يوما ما يعيش خلفنا في ظلام حالك, رفض ان يستسلم له وحاربه وقاتله بالشباب والخبرة والعلم والعلماء, حتي وقف في الصفوف الأولي. يجب ألا ننسي ذلك, ونحن نخطو خطواتنا الأولي, نحو المستقبل الذي يحتاج منا الكثير والكثير, وإننا مازلنا في البداية وسنظل لمدة نأمل ان شاء الله تكون قصيرة, لكي تبدأ مرحلة الانطلاق, عندما يبدأ المجتمع تحريك عجلة الإنتاج واحترام القانون واستقرار الأمن والاعتراف بالعلم والعلماء, والاتجاه نحو تعليم حقيقي متميز, ليس له صلة بما نحشره في عقول أولادنا والمجتمع, علي انه تعليم وماهو إلا تشتيت للعقول, حتي ان المجتمع بأكمله اعتبره صراعا من اجل الالتحاق بالتعليم العالي. أقول ذلك رافضا الانقسام, الذي يغذيه البعض بين الشباب في ميداني التحرير والعباسية, وبين التيارات السياسية خلال الانتخابات, وهو خداع مستهلك ومعروف ومفهوم من سنوات طويلة, كانت تحركه الايادي ذات القلوب السوداء والعقول المتحجرة, من أصحاب المصالح الفاسدين, والذي دائما مايحدث الفرقة في المجتمع, ليضاف ذلك إلي الأخطاء العديدة التي وقع فيها الجميع, من قيادات وتيارات وأحزاب وغيرها, خلال المعالجة والمطالبات في الشهور العشرة الماضية, وساعدت في توسيع هذا الانقسام المصنوع الذي سرعان مايتم كشفه بسهولة, والكارثة ان بعض وسائل الإعلام مدانة ومشاركه في هذا الانقسام وتكوينه ورعايته واستمراره, والعناوين والشاشات مدونة وشاهدة عليه, والأغرب ان الجميع لا يتعلم من تجاربه, فراح يجري وراء الانتخابات ليس راصدا بل لتغذية فكرة الانقسام والبعد عن الحيادية. الانتماء يجب ان يكون للوطن فقط, أما العداء الذي يريد ان يغذيه البعض بين الشباب, أو الأحزاب أو التيارات السياسية, وإظهار ان هناك صراعا خفيا ومشاكل كبيرة وضخمة بينهم جميعا والمجلس العسكري, أجاب عليها الشعب بكل صراحة ووضوح, في المشاركة الايجابية والإقبال الضخم والتعبير الجيد خلال انتخابات المرحلة الأولي, حاملا رسالة للجميع سواء داخليا أو خارجيا, ان الذين يغذون الانقسام خسروا وسيخسرون, لأنهم لم يضعوا حرية وديمقراطية وامن وسلامة مصر في المقدمة, والشعب لن يغفر لهم جميعا لأنه يريد مجلسا نيابيا متنوعا يمثل كل القوي ليعبر عن إرادته في تحقيق مستقبل قريب لمصر. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب