تحقيق- سيد صالح يبدو أن مدينة البدرشين بالجيزة قد أصبحت علي موعد مع حوادث القطارات, فبعد أقل من6 أشهر , علي حادث قطار القاهرةسوهاج رقم990, والذي أسفر عن14 مصابا, تشهد البدرشين حادثا جديدا وقع نتيجة تصادم بين قطار حربي, وآخر يحمل بضائع, أثناء سيرة أمام كوبري أبو ربع, حيث انفصلت عربة الجنود الأخيرة عن القطار, وانقلبت عدة مرات! الكوارث كثيرة, فأحد القطارات يحترق. وآخر يخرج عن القضبان. وثالث يصطدم بقطار آخر في اثناء توقفه في إحدي المحطات. ورابع يطيح بسيارة ملاكي في أثناء عبورها المزلقان. وعامل تحويلة يترك مقر عمله غير عابيء بمسئولياته, فيتسبب في مقتل أكثر من50 تلميذا في أسيوط. وإشارات لاتزال تعمل يدويا حتي الآن. فتعمل حينا. وتتعطل في أحيان أخري. أما علي المزلقانات, فتزهق أرواح الركاب! والسؤال الذي يطرحه الحادث: ما هي أسباب حوادث القطارات؟.. وإلي متي ستظل قطارات الموت تسير علي القضبان؟.. ومتي نتخلص من حوادث انقلاب, واصطدام, وخروج القطارات عن القضبان؟.. وإلي متي سيظل نزيف الدماء مستمرا ؟.. وهل يمكن تطوير السكة الحديد لتقليل الخسائر المادية والبشرية؟ العنصر البشري يقول المهندس وحيد يوسف شاهد خبير تخطيط النقل وهندسة السكك الحديدية, إن أصابع الاتهام تتجه في معظم الأحيان إلي العنصر البشري عند وقوع حوادث القطارات, مثل السائقين, وعمال البلوكات, والمزلقانات, فلا يتم تدريبهم, وبعضهم ليس لديهم شعور بالمسئولية, فينامون, أو يتناولون الطعام أثناء الوردية, أو يتركون المزلقانات لفترة ثم يعودون, ويتعاملون مع مسئولياتهم بشئ من اللامبالاة, كما أن سائق القطار يهمه في المقام الأول أن يقطع الطريق بسرعة, دون أن يهتم بمعايير السلامة والأمان في القيادة, ناهيك عن غياب التوصل العلمي بين الادارة, والموظفين, والسائقين, وغيرهم من العاملين, ومن حق هؤلاء جميعا أن يحصلوا علي حقوقهم في مقابل آداء واجباتهم. خطة لتطوير المزلقانات والحال كذلك, فإن المهندس سمير يوسف رئيس وحدة مشروعات البنك الدولي بالهيئة العامة للسكة الحديد- يري أن خطط التطوير يجب أن تسير في ضوء الامكانات المتاحة, مشيرا إلي عدم وجود مشاكل في الاشارات, إذا تم اتباع التعليمات الخاصة بها, فهي توفر عنصرالأمان للقطار, كما أن السائق لابد أن يعرف واجباته قبل الخروج بالقطار, كأن يطمئن علي سلامة دوائر الكهرباء, والفرامل, والسولار. نقص الكوادر ومع ذلك تعاني الهيئة- كما يقول المهندس سمير يوسف- من نقص حاد في الكوادر البشرية, كما أن سياسات تطوير العنصر البشري لا تسير بالتوازي مع خطط تطوير السكة الحديد, كما أن المزلقانات كانت تم الموافقة علي إنشائها بسبب ضغوط نواب البرلمان في عصر النظام البائد, دون الالتزام بالمعاييرالفنية, واشتراطات السلامة والأمان التي يجب اتباعها عند إنشاء مزلقانات جديدة, مشيرا إلي أن هناك خطة لتطوير360 مزلقانا, بحيث يتم ربطها جميعا بحيث تعمل بشكل أوتوماتيكي مع مسير القطار. الإصلاح يبدأ من هنا ولأن الحوادث علي مزلقانات السكك الحديدية كما يقول الدكتور الدكتور أحمد محمود فرج استاذ هندسة السكك الحديدية بكلية الهندسة جامعة القاهرة- تمثل اكثر من50% من اجمالي جميع الحوادث التي تقع علي شبكة السكك الحديدية المصرية, نظرا لكثافة عددها, وما تمثله من نقاط اتصال ضرورية لخدمة المواطنين, والمركبات بجميع انواعها, كما تمثل بالنسبة للسكك الحديدية وحركة القطارات مواقع خاصة تستلزم نظم تشغيل, وتأمين, ورقابة, وتحكم غير عادية حتي لا يترتب علي هذه التقاطعات السطحية من شبكة الطرق وخطوط السكك الحديدية أية مخاطر لكلا المرفقين, ومن ثم يجب الاستفادة من التجارب الناجحة في الدول التي طورت سككها الحديدية, وفي سبيل تنفيذ مشروعات التطوير, لابد من العمل علي إنجاز ثلاثة محاور أساسية, وتشمل: ضرورة توفير بيئة تخطيطية منضبطة, بمعني الالتزام بدورة تشغيل منتظمة, أما المحور الثاني فيتعلق بضرورة وضع معايير للسلامة, ومن بينها تحديد مواصفات للسكة الحديد, وإجراء الصيانة الدورية لها, إجراء اختبارات بقياسات معينة, أما وضع المعايير, ومراقبتها فيجب أن يتم إسناده إلي جهة خارجية, وليس السكة الحديد ذاتها, كما هو الحال في الولاياتالمتحدة والتي أنشأت إدارة مستقبل تسمي الادارة الفيدرالية لسلامة السكة الحديد, وأعتقد أنها تتبع الكونجرس, وتضم متخصصين في هذا المجال, بدءا من الفنيين, والمهندسين, وأساتذة الجامعات, بحيث يتم وضع أسس ومعايير للسلامة, وأسس لمتابعتها, ومراقبتها, كما أن التفتيش المفاجئ علي المحطات, والسكك, مما يساهم إلي حد كبير في منع الحوادث قبل وقوعها. [email protected]