واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أمس السير علي طريق التشدد قبل أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية في22 يناير الحالي.وأكد أن أي حكومة برئاسته لن تخلي أي مستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. مشددا علي أن عهد تقديم التنازلات قد ولي إلي غير رجعة. وبالتوازي تحفظ نيتانياهو علي الرأي الخاص بتراجع احتمالات الحرب التقليدية مع دول الجوار في ظل التطورات الإقليمية الراهنة. وبدا رئيس الوزاء الإسرائيلي, الذي يتزعم كتلة' الليكود- بيتنا' الانتخابية, واثقا من الفوز بأكثرية المقاعد في الكنيست التاسع عشر رغم تراجع حظوظ تحالفه مع وزير الخارجية المستقيل أفيجدور ليبرمان في استطلاع الرأي. وقال نيتانياهو إن مسألة توليه رئاسة الحكومة المقبلة أمر مفروغ منه, معتبرا أن' ما يهمه هو تراجع قوة( الليكود) الانتخابية وبالتالي إضعاف قدراته علي التصدي للضغوط الحزبية في الائتلاف الحاكم'. وفي تعليقه علي التصريحات التي نسبت للرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن قيادة نيتانياهو الدولة العبرية للعزلة عبر سياساته الإستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة, قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن هناك خلافات في المواقف بينه وبين أوباما بشأن كيفية التوصل للتسوية السلمية. وأوضح أن سبب الخلاف الرئيسي هو رفضه لإخلاء أي مستوطنات بالضفة الغربية, زاعما أنه خيار غير واقعي. وعلق علي الحديث عن مبادرات أوروبية للسلام عقب الانتخابات الإسرائيلية,بقوله إن من المؤكد أنه سوف تكون هناك مبادرات كثيرة وسوف تكون أمامنا مهمة هامة في محاولة قول الحقيقة للعالم'. وزعم نيتانياهو أن' قضية الاستيطان ليستجوهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كما أن القضية الفلسطينية ليست هي سبب عدم الاستقرار في الشرق الاوسط. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تحفظه إزاء الرأي القائل بأن التطورات الاقليمية, لاسيما في مصر وسوريا, قللت كثيرا من خطر اندلاع حرب تقليدية مع دول الجوار. من جانبها, أشارت مجلة ذي إيكونوميست إلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيواجه صعوبات بالغة خلال الحكومة المقبلة خاصة فيما يتعلق بالتمسك بموقفه الخاص بقبول حل الدولتين. وأشارت المجلة إلي أن الحكومة الائتلافية الجديدة ستضم- علي الأرجح- عددا كبيرا من الوزراء المعارضين للتسوية مع الفلسطينيين أو أي شكل للسيادة الفلسطينية علي الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضحت ذي إيكونومست أن صعود نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي في الساحة السياسية العبرية اربك حسابات نيتانياهو المستقبلية بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين, حيث إن بينيت يتبني موقفا متشددا تجاه الفلسطينيين ونجح خلال الشهرين الآخيرين في كسب الأصوات من تحالف نيتانياهو وليبرمان ليرتفع نصيبه في الكنيست, بحسب الاستطلاعات, من3 مقاعد فقط إلي14مقعدا. وقالت المجلة إنه أيا كان موقف نيتانياهو حال فوزه بالانتخابات, سواء ظل علي موقفه من إقامة الدولتين أم انصاع وراء نداءات المتشددين وتحول عن هذا الموقف, فإن المؤشرات كافة تدل علي استبعاد إقامة سلام في الوقت الراهن مع الفلسطينيين, وترجح كذلك زيادة استبعاد إقامة هذا السلام غداة انتهاء الانتخابات الإسرائيلية. وعلي صعيد استطلاعات الرأي مع بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية, واصل تكتل الليكود بيتنا تراجعه مقابل ارتفاع نصيب كل من البيت اليهودي وحزب العمل اليساري. وبحسب استطلاع لصحيفة جيروزاليم بوست فإن الليكود- بيتنا سيحصل علي34مقعدا في الكنيست( من اجمالي120 مقعدا) مقابل42مقعدا في استطلاعات شهر ديسمبر الماضي. في المقابل سيحصد حزب العمل بزعامة شيلي يحيموفيتش علي17مقعدا و13مقعدا لالبيت اليهودي و11 لكل من حزب هناك مستقبل العلماني وحزب شاس الديني المتشدد, فيما توقف نصيب حزب تسيبي ليفني الحركة عند7 مقاعد ذهبت ست مقاعد لحزب يهدوت هتوراة الحريدي الاشكنازي ومثلهم لحزب ميريتس اليساري واربع مقاعد لكل من حداش وبلد و3 مقاعد للقائمة العربية الموحدة ومقعدين لكل من كاديما وإسرائيل القوية.