ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم (الجمعة) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعول على أصوات مؤيدي الاستيطان لمواجهة التراجع المستمر لشعبية تحالف "الليكود-بيتنا"، والذي كشفت عنه نتائج آخر استطلاعات الرأي قبل اجراء الانتخابات المحلية يوم الثلاثاء المقبل. وقالت الصحيفة - في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت- إن نتنياهو تحدث للناخبين الإسرائيليين عن رغبته في التوصل لحل "حقيقي وعادل" مع الفلسطينيين "دون أن يشمل ذلك بالطبع إخراج مئات الآلاف من اليهود الذين يعيشون في كتلة آرييل الإستيطانية" ، والتي تتعمق داخل الضفة الغربية وصولا إلى وادي الأردن. وأشارت الصحيفة إلى تصريح نتنياهو لصحيفة معاريف الناطقة بالعبرية ، والذي أجاب فيه على سؤال بشأن قدرته على ضمان عدم استئصال أية مستوطنات خلال السنوات الأربع المقبلة ، قائلا "إن الأيام التي شهدت قيام الجرافات بتسوية مبان المستوطنات بالأرض لن تعود". وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو بات الأقرب لرئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة على الرغم من تراجع أعداد المقاعد التي من المتوقع أن يحصل عليها التحالف بين حزبه الليكود وحزب إسرائيل بيتنا برئاسة أفيجدور ليبرمان وفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة. ولفتت الصحيفة إلى التراجع المستمر لشعبية التحالف خلال فترة حملات الدعاية الانتخابية، حيث أظهرت الإستطلاعات المبكرة احتمال حصد التحالف ل45 من أصل 120 مقعدا بالكنيست، وهو الرقم الذي أخذ في التراجع حتى وصل إلى ما يتراوح بين 32 و35 مقعدا في أحدث نتائج استطلاعات الرأي التي صدرت اليوم الجمعة. وقالت الصحيفة إنه على الرغم مما سبق ذكره ، فإن نتائج جميع الاستطلاعات التي أجريت حتى الآن أشارت إلى تقدم تحالف نتنياهو بفروق كبيرة عن أقرب منافسيه، وهو ما أكدته النتائج الأخيرة التي رجحت فوز حزب العمل، المنافس الأقوى للتحالف ، بستة عشر أو سبعة عشر مقعدا، وحصول حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف برئاسة نافتالي بينيت على ما يتراوح بين 11 و13 مقعدا. وأضافت أن الأرقام تشير إلى أن الحكومة المقبلة ستتسم بالتشدد وتأييد الاستيطان، الأمر الذي يدفع نتنياهو نحو التفكير في إشراك أحزاب وسطية أو يسارية في حكومته المقبلة، على نحو قد يخفف من حدة توتر العلاقات بين حكومته وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي تزايدت خلال العام الماضي. وبالنظر لأحزاب الوسط واليسار، فإن حزب العمل أعلن أنه سيقود المعارضة في حال فشله في تشكيل الحكومة المقبلة وعدم الانضمام للتحالف الذي يقوده نتنياهو، بينما لم تحدد أحزاب الوسط ، مثل "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد و"الحركة" بزعامة تسيبي ليفني ، مواقفها بشأن مشاركة تحالف "الليكود - بيتنا" في تشكيل الحكومة المقبلة ، وهي المواقف الناتجة عن فشل محاولة الأحزاب الثلاثة ذات التوجه اليساري في تشكيل تحالف يمكنه منافسة تحالف نتنياهو - ليبرمان في الانتخابات المقبلة.