تعهد الدكتور أحمد فهمي, رئيس مجلس الشوري, بعدم إصدار المجلس لأي تشريع إلا بعد الاطمئنان إلي أن هذا التشريع سيصب في مصلحة الشعب,وأعلن فهمي أن جميع مشروعات القوانين التي سيناقشها المجلس سيتم الإعلان عنها وطرحها للحوار المجتمعي. قبل اقرارها في المجلس, وقال فهمي إن الشعب يترقب رؤي رئيسه للمرور من المرحلة الفارقة الحالية نحو تحقيق الحرية والكرامة والعدالة, جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الشوري خلال الاجتماع الذي عقده المجلس أمس بقاعة مجلس النواب للاستماع إلي كلمة الدكتور محمد مرسي بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية رقم33 لمجلس الشوري وبعد أن تم نقل سلطات التشريع كاملة للمجلس. وأكد فهمي في كلمته, والتي تلاها واقفا أنه في تاريخ الأمم والشعوب لحظات فارقة تشهد تحولات تاريخية تتجلي فيها إرادة الشعوب في تحقيق أمانيها. وقال فهمي اليوم تنجلي هذه اللحظة بحضور أول رئيس اختاره الشعب في أول انتخابات رئاسية تاريخية في تحول تاريخي مشهود نجح صوت الشعب وإرادة الأمة في تحديد مسار حركته إلي المستقبل. وأضاف فهمي أن لقاءنا اليوم مع رئيس الجمهورية يأتي في أجواء احتفالية حيث تحتفل مصر بأعياد حددت مصير الشعب ما بين الاحتفال بأعياد الانتصار علي العدوان الثلاثي عام1956 واحتفالات ببداية عام جديد نرجو من الله أن يتحقق فيه الأمان وتتراص فيه قوي الأمة مجتمعة في نسيج واحد متماسك لمواجهة تحديات جمة وتتواري وراءها المصالح الضيقة نحو بناء أمة قوية, كما تحل في25 يناير المقبل الذكري الثانية لثورة يناير التي حطمت الأغلال وأطلقت طاقات الشعب. ووجه رئيس مجلس الشوري في كلمته التحية لشهداء ثورة يناير داعيا الجميع إلي أن يقوم بواجبه للقصاص للشهداء والمصابين ورعاية أهاليهم وذويهم. وقال فهمي إن الأقدار شاءت أن تشهد ساحات مجلس الشوري مولد أول دستور بعد ثورة أطاحت بعهد الظلم والفساد مؤسسا لدولة القانون. وأكد فهمي أن الدستور الجديد جاء ثمرة لجهود مضنية ومشكورة بذلت علي مدي نصف عام استخلص خلالها خبرات وأطروحات خبراء وفقهاء دستوريين من أجل ضمان صياغة إصدار دستور يؤسس لمرحلة الانطلاق وقد حظي هذا الدستور بموافقة المواطنين, ومجسدا لهدف الوطن والمواطنين ومشرعا للأطر الحاكمة لسلطات الحكم. ووجهه رئيس مجلس الشوري في كلمته التحية لرئيس الجمهورية في بداية دورة برلمانية جديدة ومرحلة فارقة نعاهد فيها الشعب أن يكون مجلس الشوري ساحة للحوار الحر البناء بين كل القوي السياحية في المجتمع دون تميز أو إقصاء للوصول إلي مصالحة وطنية شاملة لضم الصفوف وتجميع شمل القوي الوطنية علي كلمة سواء علي أساس من الحوار المتبادل للوصول إلي حوار يكفل للمجتمع تحقيق آماله المنشودة. ووجه فهمي في كلمته رسالة للشعب المصري باسم مجلس الشوري ونوابه أكد فيها أن مجلس الشوري الذي أولاه الشعب ثقته سيكون عند حسن ظن الشعب به ولن يصدر أي تشريع إلا بعد أن يطمأن إلي أن هذا التشريع سيصب في مصلحة الشعب, وسيتم الإعلان عن هذه المشروعات للقوانين لطرحها للحوار المجتمعي قبل اقرارها في المجلس, وتعهد فهمي في كلمته بأن يكون مجلس الشوري محرابا وحصنا للشرعية الدستورية. وفي نهاية كلمته دعا رئيس مجلس الشوري الدكتور محمد مرسي لإلقاء كلمته, مؤكدا أن نواب الشوري يعتزون بوجود الرئيس بينهم ليستمع إلي بيان الرئيس لنواب الشعب وكل أفراد الشعب في منعطف مهم يترقب فيه الشعب رؤي الرئيس لتلك المرحلة الفارقة من أجل تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لكل أبناء الشعب. علي هامش الجلسة حرص أعضاء مجلس الشوري علي الحضور مبكرا إلي قاعة مجلس النواب بوقت يزيد علي ثلاث ساعات عن موعد الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية في افتتاح الدورة البرلمانية الثالثة والثلاثين لمجلس الشوري, وذلك في ظل إجراءات أمنية مشددة في التحقق من شخصية النواب والصحفيين والمدعوين لهذا الاجتماع. استغل النواب طوال الوقت الذي جلسوه بالقاعة في الأحاديث الجانبية في حوارات متبادلة حول كل القضايا التي تهمهم سواء بصفة شخصية أو مشكلات المواطنين في دوائرهم الانتخابية. جلس النائب ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل في المقعد المخصص لوكيل مجلس الشوري, ثم رفض بشدة أن يترك المكان رغم المحاولات المضنية من مدير المراسم بالمجلس والرجاء منه اخلاء المكان مراعاة للقواعد البروتوكولية المعمول بها في هذا الشأن. في أثناء جلوس النواب بالقاعة أذاعت الأمانة العامة لمجلس النواب بيانا علي الحاضرين نبهتهم فيه إلي أن القاعة مجهزة بجهاز إطفاء ذاتي باستخدام نظام الشبورة المائية الأمر الذي يتطلب عدم التدخين بالقاعة أو استخدام أي معطرات عن طريق الرش داخل القاعة وذلك منعا لتشغيل جهاز الإطفاء ذاتيا. حضر أعضاء المجلس الأعلي للصحافة الجلسة الخاصة لمجلس الشوري بناء علي الدعوة الموجهة إليهم من رئيس مجلس الشوري, وهو تقليد يتم لأول مرة ولم يسبق حدوثه من قبل, حيث كان جلوسهم في شرفة الصحافة الخاصة بالمحرريين البرلمانيين. حضر رؤساء مجلس الإدارة ورؤساء تحرير الصحف القومية الجلسة الخاصة للشوري بمناسبة خطاب رئيس الجمهورية في افتتاح الدورة البرلمانية للمجلس وكان جلوسهم بشرفة الصحافة الخاصة بالمحررين البرلمانيين. فور دخول النائب رامي لكح توجه مباشرة إلي حيث يجلس النائب الإخواني صبحي صالح وتبادلا التحية بالأعناق والسلام بحرارة وظل الحوار الودي بينهما متواصلا لأكثر من خمس دقائق, الأمر الذي كان محل اهتمام ومتابعة من المحررين البرلمانيين في شرفة الصحافة مع التساؤل عن سر هذه المودة الحارة, وبعدها توجه لكح إلي النائبة مني مكرم عبيد للتحية وإجراء حوار متبادل معها لأكثر من عشر دقائق. عندما حان موعد صلاة الظهر خرج عدد محدود من النواب من القاعة لأداء الصلاة لوقتها بينما استمر غالبية النواب جلوسا بالقاعة انتظارا لبدء الجلسة وحضور رئيس الجمهورية. من كبار رجال الدولة الذين حضروا الجلسة أيضا الدكتور عبدالعزيز حجازي والدكتور كمال الجنزوري والدكتور عصام شرف والدكتور علي لطفي والمهندس حسب الله الكفراوي والدكتور سعد الكتاتني الذين جلسوا في الصف الأول من القاعة ومعهم الدكتور أحمد زويل. لأول مرة يجلس فضيلة شيخ الأزهر الشريف ونيافة بابا الأقباط داخل قاعة مجلس النواب لحضور خطاب رئيس الجمهورية بدلا من الجلوس في الشرفة الخاصة بالضيوف المدعوين بحضور الجلسة وكان جلوسهما في الصف الأول بقاعة المجلس. فور دخول رئيس الجمهورية قاعة المجلس استقبله الحاضرون من النواب والضيوف بالتصفيق ورد الرئيس التحية باليد مشيرا إلي الجلوس وفور جلوس النواب هتف أحدهم الله أكبر ولله الحمد. افتتح الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري الجلسة الخاصة بتلاوة قرار رئيس الجمهورية بدعوة المجلس للانعقاد في جلسة خاصة للاستماع إلي بيان رئيس الجمهورية بمناسبة بدء الدورة الجديدة لمجلس الشوري. أنصت النواب باهتمام بالغ إلي خطاب الرئيس محمد مرسي حتي ساد القاعة هدوء لم يتخلله أي همس أو صوت وقد انقطع الإرسال التليفزيوني عن الشاشات الداخلية بالقاعة في سابقة لم تحدث منذ وضع هذا النظام داخل القاعة لتمكين النواب من المتابعة في أثناء الجلسات. ارتجل الرئيس محمد مرسي كلماته عندما كان يقرأ بيانه أمام المجلس حينما تحدث عن العمل والإنتاج ومحاسبة المقصرين ومقاومة الفساد وترشيد الانفاق من أجل صيانة الاقتصاد من أجل إعادة البناء والتنمية مع الحرص علي تحقيق المحبة والتعاون بين كل أفراد المجتمع وقد صفق له الاعضاء خلال ذلك نحو5 مرات. استغرق خطاب الرئيس مرسي نحو40 دقيقة وبمجرد انتهاء الخطاب هتف أحد نواب سيناء قائلا للرئيس: أوصيك خيرا بأبناء سيناء ياريس.