شهدت عملية التصويت علي إنضمام فلسطين للأمم المتحدة, كدولة مراقب مفاجأة من العيار الثقيل عندما امتنعت دولتان مسلمتان هما البانيا والبوسنة والهرسك عن التصويت لصالح منح فلسطين وضع الدولة المراقب بينما صوتت صربيا مع الطلب الفلسطيني وجاءت هذه الخطوة في ظل محاولة صربيا إعادة الدفء لعلاقاتها مع العالم العربي. بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة, السيد بوك يريميتش للقاهرة, جاء حديثي مع سفير صربيا بالقاهرة السيد بيسينيتش دراجين والسفير لدي فلسطين أيضا ليلقي الأضواء علي أهمية المحادثات التي أجراها بالقاهرة مع الرئيس محمد مرسي ورئيس مجلس الوزراء د. هشام قنديل, وزير الخارجية محمد كامل عمرو. يقول السفير دراجين: إن صربيا هي الدولة الوحيدة في منطقة البلقان التي قامت بالتصويت لمصلحة فلسطين, وهذا كان جزءا من الحديث المدعم بالشرح للدكتور مرسي ود. هشام قنديل ووزير الخارجية محمد كامل عمرو, لذلك فلقد أرسل سكرتير عام منظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو احتجاجه لبعض دول البلقان التي لم تقم بالتصويت من أجل فلسطين لتتبوأ عضوية الجمعية العامة بصفة المراقب, وهذه الدول كانت ألبانيا, والبوسنة والهرسك, وبعض الدول الإفريقية أيضا مثل توجو والكاميرون. سألته: كيف تفسر هذا التقارب الفلسطيني الصربي أجاب بقوله: لقد شرح ممثل صربيا الدائم في الجمعية العامة في دورتها السابعة والستين(67), أن خطوة حصول فلسطين علي صفة الدولة المراقب بالأممالمتحدة هي خطوة مهمة سوف تظهر نتائجها علي المدي الطويل من أجل تحقيق الآمال الشرعية للشعب الفلسطيني في إنشاء دولة فلسطين. واستطرد سفير صربيا: لقد أعربت صربيا خلال الدورة, عن ان اعتراف132 دولة أعضاء في الأممالمتحدة بدولة فلسطين هو علامة علي دعمهم للقضية الفلسطينية, وتعز يز حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم, وإنشاء دولة فلسطينية, وأن دعم صربيا ينطلق من أهتمامها بأهمية تحقيق العدالة. ودعيني أقول لك: إنه لأن كما أعربت صربيا في الأممالمتحدة أهمية استئناف مفاوضات السلام فورا والإسراع في تحقيق التسوية السلمية وفقا لقرارات مجلس الأمن ومبادئ مدريد وخطة الطريق, وهذا في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين أيضا. وأضاف السفير الصربي في القاهرة السيد بيسينتش دراجين: إن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السيد يريميتش اجتمع خلال زيارته للقاهرة, التي استغرقت ثلاثة أيام, بالرئيس محمد مرسي, ورئيس مجلس الوزراء هشام قنديل, ووزير الخارجية محمد كامل عمرو, وتناول خلال المحادثات التي أجراها القضايا الإقليمية المطروحة علي جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة, وعلي رأسها الأزمة السورية, وأشار سفير صربيا إلي أن لقاء الرئيس مرسي والسيد يريميتش انعقد بالقصر الرئاسي بالاتحادية, وحضره وزير الخارجية محمد كامل عمرو, واتسم بالودية والتقاء وجهات النظر, وتم التركيز علي التطورات في سوريا وفلسطين, والأوضاع الداخلية بمصر, وأكد السيد يريميتش أهمية دعم مجهودات ودور الجمعية العامة للأمم المتحدة, كما دعا الرئيس مرسي إلي الإسهام الفعال في هذه العملية, ورحب الرئيس مرسي بتلك الدعوة. وهنأ د. هشام قنديل السيد يريميتش برئاسته لأعمال الجمعية خلال هذه الدورة التاريخية, وأعرب د. قنديل عن أهمية تعزيز مساندة صربيا لعملية السلام في الشرق الأوسط بعد تصويتها المهم من أجل فلسطين, وتناولت المحادثات خطط تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا. وقال سفير صربيا: إن محادثات وزير الخارجية السيد محمد كامل عمرو مع رئيس الجمعية العامة تناولت أيضا اهتمام مصر بتفعيل دور الجمعية العامة في الحفاظ علي السلام والأمن الدوليين, برغم محاولات مجلس الأمن إضعاف صلاحياتها في هذا الشأن, كما أثني عمرو علي إدارة يريميتش لمداولات الجمعية العامة لحصول فلسطين علي صفة عضو مراقب بالجمعية العامة.