من بين أهم الحقائق الجديدة في علوم الإدارة الحديثة التي يتحتم علينا التعرف عليها والمسارعة بتطبيقها إن دور أي قيادة إدارية أو فنية في كافة مواقع العمل لم يعد يدور في إطار السيطرة أو التوجيه فقط كما كان الحال من قبل, وإنما يتحتم أن تنقل من إطار السيطرة والتوجيه إلي إطار المشاركة واقتسام المسئولية مع معاونيها, وينبغي هنا علي الكوادر القيادية أن تشجع مرءوسيها علي مصارحتهم بكل شجاعة في أي خطأ يرونه أو أية ملاحظة يتوجب الإفصاح عنها لأن هناك فرقا بين الطاعة التي تعبر عن التزام المرءوس بقرارات وأوامر رؤسائه وبين العبودية التي تلغي أي حوار بين الرئيس ومعاونيه. والحقيقة أنه في علوم الإدارة الحديثة والقديمة معا يجب أن يطيع المرءوس الأمر بعد أن يعرض اعتراضاته لأنه لا يمكن أن يكون هناك عمل جماعي دون أن يكون هناك نظام.. فإذا كان الأمر بالغ الخطورة إلي حد أنه قد يؤثر علي مستقبل المؤسسة جاز لصاحب النقد أن يقدم استقالته, ولكن مع مراعاة أن هذا الإجراء يجب أن يكون آخر سهم في جعبته فمادام الرجل يعتقد أنه يستطيع أن يكون نافعا في عمله وجب عليه أن يبقي فيه... والتهديد بالاستقالة يكفي في بعض الأحيان!. ثم إن المرءوس اللبق ينبغي عليه أن يحترم شطحات رئيسه لأن الوقت اللازم لمحاربتها أثمن من أن يضاع, ومن ثم ينبغي علي المرءوس أن يتجنب النطق بالكلمات التي تثير غضب الرئيس وأن يعرف كيف ومتي يعرض الموضوعات. والخلاصة: إن الإدارة الحديثة ليس فيها تلك الطاعة العمياء التي قد تصل إلي حد العبودية وتلغي أية مساحة للحوار بين أي رئيس ومرءوسيه... ولا هي ذلك الصدام المدمر بين الرئيس ومعاونيه تحت مظلة العناد بصرف النظر عن الخطأ والصواب. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: من يغالط الحقيقة لأجلك سوف يغالط الحقيقة ضدك!. [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله