لا أظن أنه يمكن للرئيس المصري المرتقب أن يتجاهل أن مشروعية الأحلام لدي المواطن المصري تتزامن مع حزمة واسعة من التحديات في مقدمتها مشكلة البطالة التي تؤرق كل بيت في مصر ولم يعد ممكنا التعامل معها بمنهج الحلول المؤقتة والحقن المخدرة وإنما تحتاج إلي حلول جذرية تبدأ من المنبع وبالتحديد من بداية التوجيه نحو التعليم أو التدريب المهني في إطار الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل, وبما يتناسب مع متطلبات المشروعات الجديدة سواء في مرحلة الإنشاء أو مرحلة البناء أو مع بدء دوران عجلة التشغيل والإنتاج. إن الرئيس المرتقب يتحتم عليه أن يدرك أن قضية البطالة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية تحتاج إلي رؤية جديدة يتحمل فيها المجتمع بكل قواه الفاعلة مسئوليتهم جنبا إلي جنب مع الدولة خاصة رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب المشروعات من أجل توفير ما لا يقل عن مليون فرصة عمل سنويا, مثلما يتحتم عليه إجراء تقويم لتجربة الصندوق الاجتماعي وتصويب وتصحيح ما وقع من أخطاء أو عثرات في طريق المشروعات الصغيرة للشباب والعمل علي منح المزيد من التيسيرات والمزيد من فترات السماح في سداد أقساط وفوائد القروض لكل من يثبت جديته في رعاية مشروعه الصغير!. ولعل ذلك هو ما يزيد اليقين حول صحة احتياج المجتمع لتغيير يضمن استمرار الغايات ولا يحول دونه حائل في استحداث الوسائل الكفيلة بسد الثغرات والثقوب في كافة أجهزة الدولة والتخلص من تركة وأعباء الديون المادية والنفسية في بعض المواقع التي لم يكن غريبا أن ينبت فيها الفساد وأن ينتشر بها دون أن يراه أحد بعد أن تمت إحاطته بسياج من التعتيم الإداري الذي يشبه سياج التعمية لدي زراع المخدرات عندما يحيطون هذه المزارع السرية بمزارع شرعية لنباتات شبيهة ومضللة! و ليس هناك ما يرتفع بدرجة الأداء- في أي مجتمع- إلي مستوي الأهداف سوي الوضوح والشفافية تحت مظلة من الجدية والإصرار المستندة إلي روح العمل و الانتماء. وغدا نواصل الحديث..
خير الكلام: المريض يأكل قليلا وينفق كثيرا! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله