لو أن أحدا سألني عما أحلم به لمصر ونحن علي مشارف انتخابات رئاسية تعكس بداية مرحلة جديدة من تاريخ الوطن, لاختصرت إجابتي في عبارة موجزة هي: أحلم بأن تعود مصر نموذجا للاستقرار والتسامح ومنارة للعلم والمعرفة تشع بأضوائها علي كل أرجاء أمتها لأننا بعد أن نضمن لمصر ثباتها ورسوخها وتواصل دورها تحت رايات الاستقرار والتسامح يمكن لنا أن نناقش أجندة طويلة من خطوات وإجراءات ووسائل وأساليب نحن في أمس الحاجة إليها لكي لا يتحول الاستقرار إلي جمود, ولكي لا يصبح التسامح عجزا أو استكانة أو استسلاما للواقع الذي لابد من العمل علي تغييره وتطويره. وإذا سئلت عن هذه الأجندة فإنني أستطيع أن أشير إلي قائمة طويلة من رءوس الموضوعات التي ينبغي أن تكون في مقدمة شواغلنا علي طريق تحديث وتطوير الدولة القادرة علي تلبية الطموحات المشروعة في العيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. لابد لنا في البداية أن نضع هدفا أساسيا هو إصلاح النظام التعليمي إصلاحا جوهريا شاملا بما يتلاءم مع لغة العصر التي أصبحت أهم مفرداتها أن قوة العقل تسبق قوة رأس المال, ومن ثم فإن التعليم الذي لا يؤدي في النهاية إلي تواصل مع البحث العلمي يصبح أثرا من الماضي ولا معني له ولا قيمة؟ ثم إنه يتحتم علينا القبول بالمخاطر مهما كان ثمنها من أجل غزو الصحراء وإنهاء هذه الوصمة الإحصائية التي تقول إن شعب مصر مازال يعيش علي6% فقط من مساحة مصر الكلية, بينما بقية الأرض صحراء جرداء خالية من أي تنمية وأي عمران, وهو الأمر الذي أفرز أمراضا اجتماعية وعللا اقتصادية وأعباء أمنية ضخمة نتيجة التكدس السكاني علي شريط ضيق. وليس بالإمكان أن نتحدث عن أجندة قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع دون حشد كل إمكانيات المجتمع بمؤسساته الرسمية والحزبية وجمعياته الأهلية نحو تعظيم حجم المشاركة الشعبية وإنهاء واقع العزلة الذي يضع جدارا فاصلا بين الحكومة والناس لتحقيق التناغم المطلوب بين السياسات الرسمية والمطالب والاحتياجات الشعبية. وغدا نواصل الحديث خير الكلام:
علي عكس ما نريد.. الورد يذبل والأشواك تبقي! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله