تلقيت دعوة كريمة من المهندس خالد عبدالعزيز رئيس المجلس القومي للشباب لزيارة محافظة شمال سيناء بمناسبة ذكري العيد الثلاثين لتحرير سيناء. في زيارة تفقدية لمراكز الشباب هناك. كنا متخوفين من هذه الزيارة لعدم الاستقرار الأمني الذي يجتاح البلاد. ولكن اصراره علي اتمام هذه الزيارة شجعنا كإعلاميين لخوض هذه التجربة. طوال السنوات الماضية نعرف يوم تحرير سيناء من الاجازة الرسمية وترديد الأغاني الوطنية بأن سيناء رجعت تاني لينا. وفي كل زياراتنا في المرات السابقة. كنت اردد سؤالا واحدا. لماذا لم يتم تعمير سيناء بعد مرور هذه السنوات الماضية؟ فلسبب أو لآخر كان النظام السابق يتعمد عدم اعمار سيناء. وللجيل الحالي من الشباب نذكرهم بأن 25 ابريل من كل عام هو اليوم الذي استردت فيه مصر سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منه.. وتم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982. وهذا التحرير جاء بعد أن رويت هذه الأرض الطيبة بدماء خيرة شباب مصر. كنت ذاهبا للاحتفال هذا العام إلي سيناء حالما بأن تكون يد التعمير بدأت تطولها ولكن للأسف فبعد قيام ثورة 25 يناير ونحن في العام الثاني منها يبقي الوضع كما هو عليه. ياسادة ياكرام.. طوال الطريق وأنا ذاهب إلي سيناء كنت أحلم بمشاهدة الأرض الخضراء بدلا من الصحراء الجرداء التي لا يوجد بها زرع ولا ماء. كنت أحلم بوجود مصانع تستوعب شباب سيناء. بل شباب المحافظات القريبة منها. كنت احلم بتوطين 2 مليون مواطن من الشباب المصري الباحث عن فرصة عمل بدلا من السعي وذهابه إلي الموت بنفسه ضمن رحلات الهجرة غير الشرعية إلي ايطاليا وغيرها. فأين هي خطتكم يا من تمتلكون مقاليد الأمور والحكم؟ في تعمير سيناء للحفاظ علي أمن مصر وشعبها لأنها الجهة الأولي في استقبال الخطر لا قدر الله . ياناس ياهو.. نظرة لأهلنا في سيناء. ولا تتخيلوا فرحتهم الغامرة لوصول مسئول بصحبة وفد إعلامي إليهم بعد شعورهم بالعزلة والاضطهاد لسنوات طويلة. لقد آن الاوان لانصاف أهل سيناء مما وقع عليهم طوال السنوات العجاف الماضية. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.