رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي حققته البشرية يبقي دور الإنسان كقائد هو العلامة البارزة التي تحدد تقدم أي وطن عن غيره من الأوطان, أو نجاح أي مؤسسة عن غيرها من المؤسسات.. و لعل ذلك هو السر وراء تعاظم الاهتمام بعلوم الإدارة في العصر الحديث باعتبار أن الإدارة هي المفرخة الحقيقية لإنتاج القادة. والحقيقة أننا أصبحنا نعيش في عصر يستلزم تطوير رؤية جديدة وأسلوب إداري جديد لأن ما كنا نعتقد مثلا بأنه الأسلوب السليم في الإدارة عند حدوث خطأ بضرورة البحث عن المخطيء وتوجيه اللوم له لم يعد له وجود في علوم الإدارة الحديثة التي تري أن التوقف عند حدود الكشف عن المخطئ وتوقيع العقاب أو إلقاء اللوم عليه فقط يمثل قصورا يمكن أن تترتب عليه مصادرة فكرة الإبداع في عصر أصبحت فيه التجربة ضرورة لبناء التقدم.. وكل تجربة تحتمل الصواب والخطأ.. ولا بد أن يكون هناك فرق في التعامل مع الخطأ الناشيء عن تجربة وخطأ ناشيء عن الإهمال أو اللامبالاة! وربما لهذا المنهج الجديد بدأت تسقط معظم المسلمات القديمة في علوم الإدارة مثل أن تمنح المكافآت والحوافز لمن ينفذون الأوامر ويلتزمون بالتعليمات فقط حيث برز منهج جديد يقول إنه يجب أن تكون أولوية منح المكافآت والحوافز للمبدعين الذين يقدمون حلولا وأفكارا إبداعية. إن الإدارة الحديثة أصبحت أقرب إلي فرقة موسيقية ينبغي أن تتناغم جميع آلاتها علي أصابع وأفواه العازفين بها تحت قيادة مايسترو ماهر يقدر علي استبعاد أي نشاز في هدوء. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الأشجار العتيقة تنكسر من شدة العواصف بينما الحشائش الصغيرة تنحني فقط! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله