في بداية السير علي طريق بناء الجمهورية الثانية لابد أن نسلم- وعن اقتناع- بأن الإدارة علم له أصوله وقواعده مهما اختلفت الأيديولوجيات السياسية والاجتماعية لأن الإدارة بتعريفها العلمي الصحيح هي علم توظيف الإمكانات المادية والبشرية المتاحة من أجل الحصول علي أفضل النتائج. إن علينا أن ندرك أن الإصلاح الإداري في أي مجتمع يبدأ بالإنسان الذي يمثل الغاية والوسيلة في أي إصلاح منشود ومن هنا تأتي أهمية تدريب الكوادر قبل أن نلقي عليها بالمسئولية, وأهمية الإدراك لحقوق المواطن عندما نتعامل معه. والحقيقة أن كل تجارب الدول الناهضة تؤكد أن القائد الإداري الناجح هو الذي يستطيع أن يحقق الاستفادة الكاملة من حصيلة الخبرة والتجربة التي اكتسبها علي مدي سنوات الممارسة, وأن يمزج ذلك بما يملكه من قدرات شخصية تعكس موهبة القيادة وحسن تسيير دفة العمل والتعامل مع البشر بأسلوب يتفق ومنطوق الحكمة التي تقول: لا تكن لينا فتعصر, ولا تكن جامدا فتكسر! ومعني ذلك أن المدخل الصحيح للإدارة الناجحة يعتمد في المقام الأول علي الاحتكام لأساليب عمل متطورة تؤمن بالتخصص وتوزيع المسئولية اسنادا إلي معايير الكفاءة والتخصص, التي تسمح دوما باستمرار القدرة علي التفريخ والتجديد! بوضوح شديد أقول: إنه لم يعد بوسع أي مجتمع في عصر المعلوماتية أن يملك ترف الاستغناء عن التكنولوجيا الحديثة في تطوير وتحسين وإصلاح نظم العمل والإدارة فلم يعد من المعقول أن تتوقف بعض هيئاتنا ومؤسساتنا العامة والخاصة عند استخدام طرق الحساب العتيقة وأساليب حفظ المعلومات التقليدية بينما يمكن استبدال ذلك بالتقنيات الحديثة التي توفر الوقت وتحقق الدقة وتختصر الزمان والمكان معا! ثم أقول في الختام إنه ليس أمامنا بالفعل إلا سرعة اقتحام المستحيل لكي نكون قادرين علي تصحيح أوضاعنا ومحاولة اللحاق بغيرنا وبالعصر الذي تتسارع خطواته بصورة مذهلة! ونقطة البداية تكمن أولا وأخيرا في نظم الإدارة الصحيحة بتعريفها العلمي الصحيح فهي التي كانت مدخل الدول المتقدمة لبناء كل عناصر التفوق والنجاح. خير الكلام: لا تعط النصيحة إلا لمن يطلبها! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله