رئاسة أي دولة أمر معقد وتحتاج لقدرات خاصة لا تتوافر لدي الكثيرين, وأولي تلك القدرات هي إدراك أن المسئول يحتاج لفريق من المساعدين الخبراء في جميع التخصصات, لأن الرئيس مهما بلغ علمه لايمكن أن يكون ملما بدقائق وتفاصيل كل مجالات الحياة. في الولاياتالمتحدة يقوم كل عضو في الكونجرس الأمريكي بتشكيل فريق فني من المتخصصين في جميع المجالات, يرجع إليهم دائما قبل الخوض في أي قضية حتي تكون معلوماته موثقة ورؤيته منطقية تستند لأسس علمية حتي يمكن إقناع الآخرين بها. أما علي الساحة المصرية فالأمر مختلف, ويبدو أننا مازلنا لانعترف بالتخصص والخبرة, والدليل هو الحوارات التي يجريها المرشحون للرئاسة مع وسائل الإعلام ويطرحون خلالها آراء سطحية بسيطة تليق بشحصية عامة وليس بشخص يستعد لرئاسة البلاد. من جهة أخري, سيكون مطلوبا من الرئيس القادم لمصر أن يدير دولة, والإدارة فن يرتبط بالبشر وقدراتهم وشحذ الهمم واستنفار الطاقات, وهو أمر يختلف عن التنظير السياسي المرتبط بالقراءة والنقل ربما عن الآخرين. والرئيس القادم يبلغ من العمر أكثر من40 سنة ولابد أنه مر بتجارب قيادية في حياته... رأس شركة أو جمعية أو حزبا ولابد من معرفة تجربته الإدارية, وهل كانت ناجحة أم لا؟ فإذا كانت فاشلة فلابد له من الانسحاب لأن من فشل في إدارة كيان صغير لايمكن أن نسلمه قيادة دولة, أما اذا كان بلا تجربة إدارية فالتراجع عن الترشيح ضرورة لأنه لا يمكن أن نسلم الدولة لشخص بلا تجربة حقيقية في هذا المجال ليكون( أول بخته) إدارة شئون80 مليون مصري. الواضح حتي الآن, أن أسلوب الإدارة الفردي( عنتر شجيع القبيلة) هو المفضل لدي المرشحين للرئاسة, وهو أسلوب عقيم لم يعد ينفع في العصر الحديث. نريد عملا جماعيا, يشارك فيه مجموعة من الخبراء, يظهرون مع المرشح في اللقاءات التليفزيونية, ومن المؤكد أن تكوين هذا الفريق سيعد دليلا علي القدرات القيادية الشخصية لدي المرشحين للرئاسة, لأن من لا يملك القدرة علي تشكيل فريق من الخبراء يؤمن بأفكاره لا يستحق رئاسة مصر. [email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله