من هو الرئيس القادم؟ لابد أن يعرف من سيأتي لفترة الرئاسة القادمة سيكون وراءه هم لن يستطيع أن يلملم أشتاته! والحكاية ليست مجرد الجلوس مع الغلابة فقط على موائد الرحمن أو تناول الوجبات في المدافن، نعم هذا قطاع عريض من الشعب.. لكن هذه الطريقة لاجتذاب أصوات الغلابة والمساكين لن تجدي نفعا في العمل لهؤلاء المحتاجين لجهود أكبر من مجرد الحديث معهم والاستماع فقط لمشاكلهم، فمشاكلهم يعرفها كل صغير وكبير في المجتمع، فيما ينتظر الرئيس القادم الكثير لعمله من أجلهم ومن أجل المجتمع بأسره. رئاسة أي دولة أمر معقد ويحتاج لقدرات خاصة لا تتوفر لدي الكثيرين مع الأسف في مصر، وأول تلك القدرات هو إدراك أن المسئول يحتاج لفريق من المساعدين الخبراء في كافة التخصصات لأن الرئيس مهما بلغ علمه لا يمكن أن يكون ملما بدقائق وتفاصيل كافة مجالات الحياة، ولن تكون معه عصا سحرية لتغيير وإصلاح ما تم إفساده على مر السنوات الماضية. مثلا في الولاياتالمتحدة، ولي قراء في هذه المنطقة، هم أكثر مني علما ودراية بما يحدث هناك، حيث يقوم كل عضو في الكونجرس الأمريكي بتشكيل فريق فني من المتخصصين في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والتعليم... إلخ، يرجع إليهم دائما قبل الخوض في أي قضية حتى تكون معلوماته موثقة ورؤيته منطقية تستند لأسس علمية تمكنه من إقناع الآخرين بها، ولا يسير بفكر عشوائي ضحل غير "ممنهج"، مبني على الحديث فقط في العموم وليس في المضمون. وللأسف على الساحة المصرية، الأمر مختلف، ويبدو أننا لازلنا لا نعترف بالتخصص والخبرة، والدليل هو الحوارات التي يجريها المرشحين للرئاسة مع وسائل الإعلام أو مع بعض المجاميع الشعبية ويطرحون خلالها أراء سطحية بسيطة تليق بشخصية عامة وليس بشخص يستعد لرئاسة البلاد. من جهة أخرى سيكون مطلوب من الرئيس القادم لمصر أن يدير دولة، والإدارة فن يرتبط بالبشر وقدراتهم وشحذ الهمم و استنفار الطاقات وهو أمر يختلف عن مجرد التنظير السياسي المرتبط بالقراءة والنقل - ربما - عن الآخرين. مع الأسف هؤلاء المدعين بأحقيتهم للرئاسة وأنهم الأصلح لصلاح هذا البلد، لما سعوا لنشر صورهم وهم يأكلون ويشربون في حي محتاج فقير، للدعاية والمنظرة، والسعي وراء كرسي الرئاسة باستماتة، وإذا نظرنا جديا، سنجد أنهم لم يختلفون كثيرا عن مبارك وأعوانه، فهم نماذج مشابهة له، إن لم يكن في الظاهر، فهو في الباطن، وإذا رأيت أحدهم يسعى جاهدا للكرسي، فاعرف أنه لن يفعل شيئا، مادام همه الأول هو كرسي الرئاسة، مع الأسف هؤلاء تحكمهم أجندات خارجية سواء أكانت عربية أو أجنبية، فهي في النهاية لن تكون لمصلحة هذا الشعب العظيم. وخير الكلام ما قل ودل، وأقول لهؤلاء الذين يسعون لكرسي الحكم ومنصب الرئاسة، مفهوم الرئاسة من أجل الوجاهة والمنافع والمصالح الشخصية "خلاص" قد ولى وإنتهى بلا رجعة، وأعتقد أن الناس استفاقت ولن تسمح باستغفالها مرة أخرى وكفى نهب أموال هذا الشعب "الغلبان"، الذي لولا حكامه الغيلان لما بات فينا جوعان! [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن