في ظل التصعيد العسكري المتسارع بين الهندوباكستان، أعلن العراق عن بدء إجراءات إعادة مئات من جنوده الموجودين في باكستان، وذلك حرصًا على سلامتهم وسط التوترات الأمنية المتصاعدة في المنطقة. وجاءت هذه الخطوة بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في خطوة تعكس حرص الحكومة العراقية على حماية أفراد قواتها المسلحة وضمان عدم تعرضهم للخطر في بيئة غير مستقرة. إجراءات استدعاء الجنود أصدرت رئاسة الحكومة العراقية قرارًا يقضي بإعادة 500 عنصر من القوات الخاصة العراقية الذين يتواجدون في باكستان ضمن مهمة تدريبية، وفق اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين. وأوضحت الحكومة أن هذه الإجراءات جاءت "نظرًا للأوضاع الراهنة بين باكستانوالهند، وحرصًا على سلامة عناصر الأمن العراقي"، حيث تم التنسيق لعودتهم بشكل آمن وسريع بعيدًا عن مناطق التوتر والصراع. لماذا كانوا هناك؟ تواجد الجنود العراقيين في باكستان جاء في إطار اتفاقية تدريب وتعاون عسكري بين بغداد وإسلام آباد، تهدف إلى رفع كفاءة القوات الخاصة العراقية من خلال برامج تدريبية متخصصة تنفذها القوات الباكستانية. ويعد هذا التعاون جزءًا من جهود العراق لتطوير قدرات قواته الأمنية وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية. العلاقات العراقيةالباكستانية تتمتع العلاقات العراقيةالباكستانية بتاريخ من التعاون في مجالات متعددة، أبرزها المجال العسكري والأمني. وتشمل هذه العلاقات اتفاقيات لتبادل الخبرات، وتنفيذ تدريبات مشتركة، وتقديم الدعم الفني والتقني، مما يفسر وجود قوات عراقية في باكستان ضمن برامج التدريب. ورغم التوترات الحالية بين باكستانوالهند، حافظ العراق على علاقاته الدبلوماسية مع إسلام آباد، مؤكدًا التزامه بمبادئ التعاون المشترك وعدم التدخل في النزاعات الإقليمية. دوافع الاستدعاء جاء استدعاء القوات العراقية كإجراء احترازي في ظل التوترات الخطيرة على الحدود الباكستانيةالهندية، والتي تصاعدت نتيجة الهجمات المتبادلة بين الجانبين، بعد اتهامات متبادلة بشأن هجوم دموي في كشمير أسفر عن مقتل نحو 26 شخصًا. وفي ظل مخاوف من تحول الوضع إلى صراع مفتوح، فضّلت الحكومة العراقية إعادة قواتها إلى الوطن لتجنب تعريضهم لأي خطر مباشر. يعكس استدعاء العراق لقواته من باكستان حرص الحكومة العراقية على سلامة جنودها، كما يبرز النهج الواقعي الذي تتبعه بغداد في سياستها الخارجية، من خلال النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية والتركيز على أولوياتها الداخلية. ومن المتوقع أن تواصل بغداد تعاونها العسكري مع باكستان، ولكن في ظروف أكثر استقرارًا لضمان تحقيق أهداف التدريب والتطوير دون المخاطرة بأمن قواتها.