ظهرت الفرق البرازيلية، كقوة واضحة وأصبحت مفاجأة كأس العالم للأندية 2025، وذلك مع اقتراب نهاية دور المجموعات. وتأهلت لثمن النهائي، أندية فلامنجو وبالميراس وبوتافوجو وفلومينينسي، التي فازت بكوبا ليبرتادوريس في السنوات الأخيرة، وكانت منافسا قويا أمام الأندية الأوروبية، كما أثارت حماس عشرات الملايين من المشجعين في البرازيل. وهناك أمل متجدد لدى الجماهير البرازيلية، في التغلب على الفرق الأوروبية بعد سنوات من الهزائم أمامها في بطولات الفيفا. وتصدر فلامنجو وبالميراس، مجموعتيهما، حيث تغلب فلامنجو 3-1 على تشيلسي، ليصبح أول فريق يتأهل للأدوار الإقصائية. وتأهل فريقا بوتافوجو، الذي تغلب على باريس سان جيرمان الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا، وفلومينينسي من المركز الثاني. وقال جون آرياس نجم فلومينينسي، عقب التعادل السلبي مع صن داونز الجنوب أفريقي "كان هدفنا الأول، التأهل لدور 16، ولكن الصعود ليس نهاية أهدافنا". ويلتقي بوتافوجو مع بالميراس، بعد غد السبت، في مباراة تضمن للبرازيل، التواجد في دور الثمانية، فيما يصطدم فلامنجو ببايرن ميونخ يوم الأحد، فيما يلتقي فلومينينسي مع إنتر ميلان يوم الإثنين. وكان كورينثيانز آخر فريق برازيلي يتوج بلقب كأس العالم للأندية، عندما تغلب على تشيلسي في 2012. تفاؤل جديد حقق بوتافوجو، بطل كوبا ليبرتادوريس، أكبر مفاجآت دور المجموعات، بفوزه 1-0 على باريس سان جيرمان. وقبل هذه المواجهة، توقعت الجماهير البرازيلية، فوز الفريق الفرنسي على خصمه البرازيلي، الذي شهد تقلبات في مستواه هذا العام. وقال لويس إنريكي مدرب سان جيرمان "بوتافوجو أفضل فريق دافع أمامنا طوال الموسم. يستحقون الفوز". وهناك مجموعة عوامل تساعد الأندية البرازيلية، منها أنهم في منتصف الموسم، عكس الأندية الأوروبية التي أنهت موسمها بالفعل، هذا بجانب أن أندية البرازيل معتادة على الأجواء الحارة التي طغت على البطولة. ورغم ذلك، لم يظهر المدربون أو المسئولون أو اللاعبون أو المشجعون البرازيليون، الكثير من التفاؤل قبل انطلاق البطولة. لكن هذا تغير أيضًا، حيث أظهر مشجعو فلامنجو، التفاؤل في فيلادلفيا عندما هتفوا "حان الوقت" لبايرن ميونخ، بعد التأكد من أن النادي الألماني سيكون هو منافسهم التالي. وقال ريناتو بايفا مدرب بوتافوجو، بعد الفوز على باريس "مقبرة كرة القدم مليئة بالمرشحين للفوز. نادرا ما يستطيع أحد مواجهة باريس وهو يلعب بطريق هجومية. هل كنت أستطيع أن أجرب ذلك؟ نعم، لكنها مخاطرة كبيرة في بطولة من هذا النوع". وكان الفوز الذي حققه أتلتيكو مدريد على بوتافوجو بهدف نظيف، الخسارة الوحيدة لفريق برازيلي في دور المجموعات. قوة أمريكا الجنوبية تتمتع الأندية البرازيلية بقوة المنافسة في أمريكا الجنوبية، حيث فازت بآخر 6 نسخ بكوبا ليبرتادوريس، وكان من بينهم 5 مباريات نهائية برازيلية خالصة. ويمكن أيضا ملاحظة تفوق هذه الأندية الإقليمي في هذه النسخة من كأس العالم للأندية، حيث فشل منافساهما الأرجنتينيان في البطولة، بوكا جونيورز وريفر بليت، في تجاوز دور المجموعات. ويرجع جزء كبير من هذا النجاح، الذي تحققه الأندية البرازيلية، إلى المواهب القادمة من باقي أنحاء أمريكا الجنوبية، كما حدث في كأس العالم للأندية. ويجذب الدوري البرازيلي، العديد من المواهب الشابة من جميع أنحاء المنطقة، قبل أن تنتقل هذه المواهب إلى أماكن أخرى من أجل المال والشهرة. ولكن البعض يقرر البقاء والنمو في دوري قوي خارج أوروبا، يضم ما يصل إلى 6 منافسين أقوياء على اللقب كل عام. يشار إلى أن صانع ألعاب فلامنجو جيورجيان دي أراسكايتا، ينحدر من الأوروجواي. أما اللاعب الأبرز في بوتافوجو، فهو الفينزويلي جيفرسون سافارينو، فيما يعتمد فلومينينسي بشكل كبير على أرياس. أما بالميراس، فيعول على أن يسجل المزيد من الأهداف، من خلال الأرجنتيني فلاسكو لوبيز، والمثير أن أيا من هؤلاء اللاعبين، لم يسبق له اللعب في أوروبا. وقال بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي "جاءت الكثير من الأشياء العظيمة في تاريخ كرة القدم من أمريكا الجنوبية، فأعظم اللاعبين يأتون من هناك". وأوضح تشابي ألونسو مدرب ريال مدريد "كل الفرق الأوروبية تستفيد من رؤية مستوى تنافسي من خارج القارة". وأضاف ألونسو "التأقلم أمر مهم، لكننا نرى أندية لا نواجهها يوميا، وهي فرق قوية جدا". وأشار إلى أن الأندية البرازيلية وريفر بليت من بين الفرق التي لفتت انتباهه. ونوه "قبل بداية البطولة، قلنا إنها ستكون بطريقة معينة لصالح الفرق الأوروبية، لكننا الآن اكتشفنا الحقيقة وتفاجأنا بقوة هذه الفرق". واستعانت البرازيل بعدد من المدربين البرتغاليين، وحققت نجاحا كبيرا بذلك، فقد تولى بايفا تدريب بوتافوجو خلفا لمواطنه آرثر جورجي. بينما فاز أبيل فيريرا تقريبا بكل الألقاب الممكنة مع بالميراس، منذ انضمامه للنادي في عام 2020، وقد ساهم ذلك أيضا في زيادة تنافسية الأندية البرازيلية. وقال فيريرا قبل انطلاق البطولة "فخور للتدريب في الدوري البرازيلي، كانت لدي الكثير من الفرص للرحيل ولكنني لم أرحل". ولدى سؤاله عن حجم الفجوة بين فريقه والفرق الأوروبية، علق "إنها ضئيلة للغاية، علينا أن ننافس". وستظهر الأدوار الإقصائية في كأس العالم للأندية، ما إذا كان مدرب بالميراس، على حق، أم لا.