أعتقد أن التاريخ الإنساني لم يشهد تجربة تضاهي تجربة الأمة العربية عندما بعث الله رسوله الكريم محمد بن عبد الله- صلي الله عليه وسلم- حاملا رسالته الخالدة فجمع صفوف القبائل المتناحرة ووحد أجزاء الجزيرة العربية ورسم لأمته خطوط دورها الذي يجب أن تؤديه علي مسرح الإنسانية جمعاء. هذه التجربة الفريدة- التي ليس لها نظير في التاريخ الإنساني- نجحت في أن تصهر تلك القبائل المتناحرة والمتفرقة تحت راية أمة واحدة لتقيم دولة عظمي موحدة استطاعت أن تنتزع استقلالها, وأن تطرد الغزاة من فوق ترابها, برغم أن هؤلاء الغزاة كانوا أكبر قوتين في العالم- آنذاك- وهما الفرس والروم. إن الأمة العربية التي وحد صفوفها محمد بن عبدالله- صلي الله عليه وسلم- هي التي استطاعت تحت رايات الإسلام أن تندفع شرقا وغربا وجنوبا وشمالا وإلي أقصي أطراف الدنيا ليس للتخريب والثأر والانتقام كما فعلت أمم كثيرة قبلهم أو كما فعلت فيما بعد أمم أخري مثل التتار والمغول وغيرهم.. أو من أجل استغلال الآخرين كما فعل الأوروبيون في القرون الأخيرة, وإنما كان الهدف نشر رسالة إنسانية مثلي تدعو للخير والرحمة والسلام وتنادي بحق جميع الأمم والشعوب في أن تتخلص من نيران الاستعمار والاستعباد المادي والروحي علي حد سواء.. أليست أول دعوة في التاريخ لتحرير العبيد وتحريم الرق نبعت من هنا من أرضنا العربية بفضل تعاليم الإسلام السمحة؟ المسلمون بحاجة إلي قراءة تجربتهم الفريدة من جديد! خير الكلام: يا من رأي عمرا تكسوه بردته.. والزيت أدم له والكوخ مأواه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله