أيام الاسلام منذ أن أعلن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم دعوته تشرق بأمجاده وأمجاد المسلمين الذين انتشروا في أرجاء المعمورة يحملون معهم الهداية وأنوار العلم لشعوب انغمست في رق العبودية لغير الله وغرقت في ظلمات الجهل فانتقل بهم المسلمون إلي نور التوحيد والتكافل والاخاء الانساني..غير أن هذا لا يمنعنا من القول بأن الايام والشهور تتفاضل بقدر ما وقع فيها من حوادث ومناسبات وما يجد فيها من أمور عظيمة الأثر. وتمر الأيام وتتعاقب الشهور ونعيش الآن شهر شعبان الذي قال عنه النبي صلي الله عليه وسلم رجب شهر الله, وشعبان شهري, ورمضان شهر أمتي وهو يقع بين شهرين كريمين, فشهر رجب وفيه تم الاسراء والمعراج وفرضت الصلاة, شهر رمضان الذي شرفه الله بإنزال القرآن فيه ليكون المعجزة الخالدة, من أجل ذلك كان شهر شعبان جديرا بأن يخصه النبي صلي الله عليه وسلم بمزيد من الصيام والقيام والدعاء والاستغفار وخاصة في ليلة النصف منه التي يتجلي الله فيها علي عباده بعفوه ورضوانه, وفي شعبان تحولت قبلة المسلمين من بيت المقدس إلي البيت الحرام بمكة ويعتبر هذا التحويل منذ صدور الاسلام هتافا للمسلمين من السماء ألا يقلبوا وجوههم نحو الشرق أو الغرب يستمدون من أي منهما القيم أو النظم أو التشريعات لأنهم بذلك يناقضون وضعهم في الدنيا من أنهم خير أمة ومعها كتاب الله الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ما فرط الله فيه من شيء.. وهذا لا يعني أنني أدعو إلي العزلة وانفصال الأمة عن عالمها وعدم التفاعل مع الآخر والتعامل معه أخذا وعطاء فليس ذلك من منهجي أو من منهج الإسلام لأنه ببساطة يكون مخالفا ومناقضا للنص القرآني يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا والتعارف يستدعي التعاون في مجالات الحياة المختلفة. وما أقصده بالتحديد ألا نترك ما في أيدينا من تراث الاسلام الدين والدولة وهو كثير ثم نقف علي أبواب الغرب أو الشرق نتسول نفاياتهم واستغراقهم في الماديات باعتبارها وحدها هي الاستنارة والتقدم وغاية المراد منهم. وفي شعبان وفي ليلة النصف منه ندعو المسلمين أن يتجهوا إلي الله ب الدعاء أن ينصر الله الأمة ويعيد الأقصي إلي أحضان الاسلام وأن يهييء لمصر وشعبها وثورتها وجيشها الاستقرار.