عاشوا حياة الرغد وتمتعوا بكل أنواع الرفاهية تمكنوا من الحصول علي قصور وفيلات بفضل الأهرام تضم مختلف ألوان المتعة فضلا عن السهر في أفخم الفنادق والتنقل بين القري السياحية والتنقل بين عواصم العالم بحجة العمل وهي إما للمتعة أو للأعمال الخاصة. إنهم مجموعة تعد بالعشرات في كل مؤسسة فعلوا ذلك إيمانا منهم بأن هذا حقهم رغم إنهم كانوا شهودا علي الفساد أو مشاركين فيه بعد أن حققوا الثروات الطائلة, وتركوا آلاف الزملاء في المؤسسة لم يكن من حقهم الحلم بالإقامة في شقة متوسطة الحال أو شراء سيارة حديثة, وعندما كان يمرض أحدهم يقومون بجمع ماتيسر من كل زميل لإجراء عملية جراحية. هؤلاء العشرات الذين تربعوا علي عرش الأهرام لسنوات وسنوات نسوا واجبهم الأساسي في العطاء من تطوير الأهرام وتدريب الأجيال الأحدث منهم علي تحمل المسئولية وقيادة المؤسسة واحتكروا التعيين لعشرات السنين علي أبنائهم وأقاربهم وإحبابهم فقط وهكذا اديرت مؤسسة الأهرام بمنطق العزبة. وبعد أن جاء اليوم وكان حتما سيأتي الذي سيتركون فيه المؤسسة بحكم السن اعترض البعض منهم وقالوا: إننا اعطينا عمرنا للمؤسسة.. ولم يذكروا ماذا أخذوا فقد أخذوا كل شيء تمنوه وادركوا من العيش ما لم يخطر ببالهم. وبعد أن جاء اليوم الذي ترنحت فيه المؤسسة من ثقل الخسائر والديون والالتزامات التي جاءت بسبب سوء إدارتهم, اعترضوا علي التنازل حتي ولو عن القليل. وبعد أن جاء اليوم وتولي الجيل الذي ظلموه لسنوات طويلة المسئولية محاولا ترسيخ ابسط مبادئ العدل والانصاف فيما بين البشر انهالوا عليهم باقذع الشتائم ووصفوهم بالغربان والمشوهين. وهنا يبقي علي كل منصف ان يتخلي عن الأنانية وقبل أن يطالب بأشياء ليست من حقه يجب أن يبحث بصدق عما حصل عليه ومما اعطته الأهرام.