اليوم طلاب الدور الثانى بالأزهر يؤدون امتحانات الفرنساوى والجغرافيا والتاريخ    في التعاملات الصباحية .. استقرار حذر لأسعار الذهب وتوقعات بصعود عبار 21    بث مباشر| شاحنات المساعدات تتحرك من مصر باتجاه قطاع غزة    الأرصاد الجوية : الطقس اليوم شديد الحرارة بكل الأنحاء والعظمى بالقاهرة 40 درجة وأسوان 46    تنسيق الثانوية العامة 2025.. مؤشرات كلية الآثار 2024 المرحلة الأولي بالنسبة المئوية    ستارمر يعتزم إثارة وقف إطلاق النار في غزة والرسوم على الصلب مع ترامب    مواعيد مباريات المقاولون العرب في الدوري الممتاز موسم 2025-2026    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 28 يوليو    أخبار مصر: حقيقة وفاة الدكتور مجدي يعقوب، حريق يلتهم فيلا رجل أعمال شهير، عودة التيار الكهربائي للجيزة، حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي    أخبار متوقعة لليوم الإثنين 28 يوليو 2025    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025 - 2026 «أيام الدراسة والإجازات»    حادث قطار في ألمانيا: 3 قتلى و34 مصابا إثر خروج عربات عن المسار وسط عاصفة    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الإثنين 28-7-2025 بعد ارتفاعه الأخير في 5 بنوك    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    تجاوزات في ودية المصري والترجي.. ومحمد موسى: البعثة بخير    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    «اقعد على الدكة احتياطي؟».. رد حاسم من حسين الشحات    محمد عبد الله يشكر "كبار" الأهلي.. ويشيد بمعسكر تونس    وزير خارجية أمريكا: سنسهل محادثات السلام بين كمبوديا وتايلاند    "حماة الوطن" يحشد لدعم مرشحيه في "الشيوخ" بسوهاج (فيديو وصور)    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    فرنسا: إسرائيل تسعى لاستعادة الأسرى لكن حماس تقتل مزيدًا من جنودها    بالصور.. إيهاب توفيق يتألق في حفل افتتاح المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء بالإسكندرية    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    الخارجية السودانية تدين إعلان قوات الدعم السريع «حكومة وهمية» وتطلب عدم الاعتراف بها    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    4 انفجارات متتالية تهز العاصمة السورية دمشق    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    رسمياً تنسيق الجامعات 2025 القائمة الكاملة لكليات علمي علوم «الأماكن المتاحة من الطب للعلوم الصحية»    أسعار الذهب اليوم في المملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 28 يوليو 2025    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    لا أماكن بكليات الهندسة للمرحلة الثانية.. ومنافسة شرسة على الحاسبات والذكاء الاصطناعي    كريم رمزي: جلسة مرتقبة بين محمد يوسف ونجم الأهلي لمناقشة تجديد عقده    السيطرة على حريق أعلى سطح منزل في البلينا دون إصابات    بعد 26 ساعة من العمل.. بدء اختبار الكابلات لإعادة التيار الكهربائي للجيزة    حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا في هذه الحالة، والتتويج أمام الزمالك أسعد لحظاتي    تنسيق الكليات 2025، الحدود الدنيا لجميع الشعب بالدرجات والنسب المئوية لطلبة الثانوية بنظاميها    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    وزير السياحة: ترخيص 56 وحدة فندقية جديدة و60 طلبًا قيد الدراسة    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    معاناة حارس وادي دجلة محمد بونجا.. أعراض وأسباب الإصابة ب الغيبوبة الكبدية    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعترافات إمبراطور الكمبيوتر ل "عماد الدين أديب":
نشر في نهضة مصر يوم 25 - 02 - 2004

بيل جيتس هو رمز العصر، وممثل عالم الطموح، وخلاصة الانجاز الفردي في عصرنا الحاضر.. هذا الرجل الذي يعد أغني من دول، وأقوي من أجهزة ومؤسسات استطاع بجهد خاص أن يقيم إحدي كبري المؤسسات الصناعية والمالية ربما في التاريخ جاء إلي مصر وحول هذا النجاح كانت تدور أسئلة كثيرة، من الشباب والبشر، كيف استطاع أن يحقق كل هذا النجاح؟ .. وكيف يري نفسه والعالم، وطموحاته..؟
الفرصة جاءت عند زيارته الأخيرة لمصر، ربما تكون إجاباته مفاجئة للجميع، فبعد كل هذا النجاح يعلن بيل جيتس بكل تواضع أنه لايزال في منتصف الطريق، ولا يخفي حلمه بأن يكون هناك جهاز كمبيوتر في كل بيت في العالم..
وكما هو معروف فإنه يخصص جزءا كبيرا من ثروته غير المحدودة لأعمال الخير..
"بيل جيتس" هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "ميكروسوفت العالمية" لمصر العديد من التساؤلات حول هذا الرجل الذي استطاع بجهده الخاص بناء هذه الإمبراطورية الهائلة ويصل بها خلال سنوات قليلة إلي مستويات رفيعة من النجاح ربما لم يتحقق لغيرها من الشركات في العالم، إنه انتقل وهو مازال في مرحلة الشباب المبكر إلي قائمة المليونيرات قبل أن يصبح أغني رجل في العالم.
يجمع بيل جيتس بين البساطة والتواضع وبشاشة الوجه والحس الإنساني العالي الذي جعله يخصص 90% من تركته لعمل الخير ورعاية الفقراء.
وفي حوار الكاتب الصحفي عماد الدين أديب معه تحدث بوجه باسم عن حياته وثروته ونجاحاته وعن الأسباب التي من أجلها وهب الجزء الأعظم من ثروته لأعمال الخير.
ولد بيل جيتس في 28 أكتوبر 1955 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي سن 13 سنة بدأ أولي تجاربه للبرمجة، ونجح في سن 17 سنة في تصميم أول برنامج كمبيوتر من ابتكاره لإنشاء الجداول المدرسية وباعه للمدرسة التي يدرس بها مقابل 2400 دولار. وفي عام 1973 التحق بجامعة هارفارد وأقام مع صديقه "ستيف بالمر" حيث طورا معاً نسخة من لغة البرمجة والتي عرفت باسم "بيزيك" ثم طورا معا أول ميكرو كمبيوتر وفي السنة الثانية وجد أن الجامعة لا تحقق طموحه فهجرها، وكرس وقته وجهده مع صديقه المقرب آلين في تأسيس شركة "ميكروسوفت". وأول بداية لهذه الشركة العملاقة لصناعة البرمجيات عام 1975.
وفي بداية الثمانينيات وقع مع زملائه اتفاقاً لتزويد الكمبيوتر الشخصي بشركة "إنترناشيونال ماشين" ببرنامج التشغيل الذي صار معروفا بعد ذلك باسم "دوس" وفي مارس 1986 عرضت أسهم ميكروسوفت للاكتتاب فصعدت بشكل غير مسبوق ليتحول "بيل جيتس" وهو في عامه الثاني والثلاثين إلي ملياردير ثم إلي أغني أغنياء العالم دون أن يتوقف عن أبحاثه وتطوير منتجاته والتي أنفق من أجلها خلال العام الماضي 4 بلايين دولار بينما بلغت أرباح "ميكروسوفت" 20 بليون دولار بزيادة قدرها 82% عن العام الأسبق، وبدلاً من أن يحيا حياة البذخ التي يحياها غيره من أصحاب البلايين فقد عاش حياة بسيطة واهتم بالفقراء فأسس جمعية خيرية يرأسها والده المحامي لمساندة الفقراء والمحتاجين في مجالات الصحة والتعليم في العالم ليقدم للإنسانية نموذجاً لاجتماع العبقرية مع البساطة والتواضع وعمل الخير.
وإلي تفاصيل الحوار...
وأنت في أول زيارة لمنطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية.. في مصر.. التقيت مع 4000 شاب يعملون في مجال تطوير البرمجيات في مصر والعالم العربي.. ما هي انطباعاتك عن هذا اللقاء؟
شعرت بدهشة كبيرة من هذا العدد الكبير ومدي الإثارة والحماسة والحمية التي لديهم فيما يتعلق بأحدث التقنيات.. وقلت لهم إن لديهم فرصة لتفعيل هذه التطبيقات وأننا لدينا أيضاً برامج للوصول لصغار مستخدمي الإنترنت وشعرت أن شباب هذا البلد سوف يحققون نجاحات كبيرة في هذا الصدد.
ما هو شعورك وأنت تري هذه الآثار الإيجابية علي الأشخاص الذين يستخدمون برمجياتكم؟
ما يجدد حبي لمهنتي هو استخدام الحاسوب الشخصي في مجالات متعددة وخاصة في المدارس حيث يعطي الطلاب فرصاً كبيرة لم تكن متاحة للأجيال السابقة وهو ما يضع علي عاتقي مسئولية خفض تكلفة الانتاج لتسهيل استخدامها.
الربح الأهم
حينما بدأت مشروعك مع زملائك هل تبادر إلي ذهنك أن هذا المشروع سوف يصبح عالمياً ويؤدي إلي كل هذه الأرباح؟
لم أفكر في أن الشركة كبيرة وسوف تحقق كثيراً من الأرباح لكن ما كنت أطمح إليه هو أن يكون هناك حاسب آلي في كل بيت وحتي نستطيع أن نحقق ذلك كان لابد أن تكون الشركة كبيرة وأن تجوب أنحاء المعمورة، واعتقد أننا حددنا التحديات الخاصة بكل عام، ولقد سعينا للإصغاء لعملائنا للتعرف علي نقاط الضعف لكي نستفيد منها في تطوير أعمالنا.
كان الجميع يتحدثون عن أهمية البحث المستفيض، لكن القضية ليست البحث وحده، مؤكد أن شعوركم بالرغبة لأن يكون الحاسوب في كل منزل كان وراء الإصرار علي النجاح؟
بالتأكيد هناك كثير من الإيمان واليقين وراء كثير من النجاحات التي حققناها فمثلاً بعد النجاح الذي حققه برنامج "وندوز" أصبح لدي إيمان بأقراص الحاسوب الشخصي التي لم تظهر إلي حيز الوجود حتي الآن وكذلك الاستثمار في مجال التحدث إلي الحاسوب، ولا استطيع أن أثبت أن القرارات وراء كل هذا العمل وأن هذه المنتجات كانت فقط نتيجة أبحاث لكن بالتأكيد كان لدي حدس بأن هذه المنتجات سوف تلقي نجاحاً.
ما هو دور البرامج البشرية في شركتكم، شاهدت بنفسي علاقتك بالعاملين معك في واشنطن.. وكنت تتحدث ببساطة وليس كأحد أباطرة الصناعة في العالم.. ما هي العلاقة بين "بيل" والعاملين في شركته؟
جزء كبير من عملي هو تقاسم حماسي مع الآخرين وتشجيعهم لأنني أطلب منهم مهام صعبة، وقد يستغرق الأمر ثلاثة أو أربعة أعوام حتي نصل إلي أحد البرمجيات.. إن ميكروسوفت تدور حول الناس وهناك كثير من الشركات عندما نتحدث عنها فهي تهتم بتصنيع طائرات أو رقائق أو غير ذلك، ولكن في حال صناعة البرمجيات فالأمر يختلف فهو يتعلق بالموارد البشرية وتميزها.. وعنصر المتعة لدي العاملين حتي نحقق ما نصبو إليه من تميز.
أصغي إلي الناس
ما هو التوصيف الوظيفي ل "بيل جيتس"؟
ما كنت أقوم به من عمل تنفيذي في الماضي قد خولته إلي زميلي للقيام به وأصبحت أنا خلال السنوات الأخيرة أركز علي استراتيجيات المنتج وهل تتوافق مع بعضها البعض وهل تلقي رواجاً بحيث أستوعب ما يقوم به المنافسون، وهذا الجزء أحبه في عملي، وحينما أجوب سائر الأرض فإنني أصغي إلي الناس وأعود إلي المقر الرئيسي لأدرس مع زملائي الحلول الممكنة وكيف يمكننا التغلب علي بعض نقاط الضعف وكيف يمكن لنا أن نحسن من الخدمة المقدمة لعملائنا وما يجب أن أقوم به هو التأكد من توجيه كل جهود البحث والتطوير في الاتجاه الصحيح وأتصل بالعاملين، للتأكد من الحماسة لديهم.
في أحد تصريحاتك قلت إن هناك كثيراً من الأفكار الخلاقة في ميكروسوفت الصورة الغالبة أنها تأتي من القمة في حين أن هذا قد لا يكون صحيحا...
كيف تشجع العاملين علي أن تنبع الأفكار من القاعدة للقمة وليس العكس؟
إن الصورة العامة لميكروسوفت تدور حول "بول" و "آلين" وأنا، إن بداية تأسيس هذه الشركة وفي أثناء تناميها اعتمدنا علي مئات بل آلاف العاملين في الشركة في تطوير جميع منتجات الشركة من برمجيات وخادم الحاسوب والأقراص وهم يقومون بجهد خارق في هذه المناحي وحينما يظن البعض أنني أقوم بهذا بمفردي فهم يخطئون لأننا عملنا علي تأسيس نظام يقوم علي موارد البشر وعلي الشباب الذين يتعاملون مع هذه المنتجات والمشكلات التي تقابلهم هي الأساس الذي يقوم عليه تطور صناعاتنا.
هذا العمل الذي تقوم به يدر عليكم أرباحاً طائلة.. فكيف كان تأثير هذه الأموال الطائلة عليكم كإنسان، وعلي توازنكم الداخلي؟
كنت أركز علي عملي والتميز به، ورغم أن فكرة تملك ميكروسوفت أصبحت ذات قيمة، وما أثارني هو رد فعل أصدقائي الذين قالوا إن هذا النجاح جاء نتيجة عمل مبدع إلا أن هذا الأمر جعلني أفكر ملياً، فالأمر لا ينطوي فقط علي أن أمنح هذه الثروة لأبنائي، لكن الأمر يتعلق بكيفية استفادة المجتمع بأسره من هذه الثروة.. ولا يمكن أن انتظر حتي أصبح طاعنا في السن لأفكر في هذا، بالإضافة إلي أن ضغوط بعض القضايا جعلتني أفكر في منح جزء من ثروتي لعمل الخير وأنا مازلت في هذه السن الصغيرة.
كنت محظوظاً!
كيف اتخذتم قراراً بمنح جزء من ثروتكم للجمعيات الخيرية والآخرين المحتاجين؟
لقد كنت محظوظا، فلو أنني ولدت قبل 100 عام لما كانت لدي فرصة لاستغلال المهارات التي أتمتع بها، لكنني ولدت في زمن يشهد تطوراً في الحاسوب الآلي واستطعت الاستفادة من امكاناتي وأن أجمع الناس حولي من خلال عملي والنجاحات كانت تعتمد علي المؤسسات التعليمية التي بدأت في أعمال هذه البرمجيات، وغيرها من المؤسسات ، ومن ثم فالتقنيات جعلتني أفكر في كيفية جعل هذا العالم أكثر عدالة.
الولايات المتحدة تبحث كثيراً في الحقوق، لكن داخل حدودها، حقوق الأقليات وحقوق المرأة، أما أنا ففكرت في بحث المساواة في سائر أنحاء البسيطة ووجدت أن الرعاية الصحية هي إحدي الجوانب التي لم تحظ بالاهتمام المطلوب، وبعض الأوبئة انتشرت مثل الإيدز بسبب عدم وجود تنسيق بين البلدان، ومن ثم فقد قررت أن أمنح ليس فقط جزءا من ثروتي لكن أيضا جزءا من طاقتي ومصداقيتي للتعاون مع القائمين علي الرعاية الصحية وأن أمنح هذا للمجتمع.
هل يمكن أن توضح لنا ما هو حجم ثروتك وما هو حجم تبرعاتك؟
لدي مؤسسة قمت بالتبرع ب 26 مليار دولار لها وكل عام تمنح هذه المؤسسة جزءا من أموالها لعمل الخير، كذلك أمتلك 10% من ميكروسوفت وهذا يتجاوز أكثر من 30 مليار دولار ولدي الكثير من الأصول الأخري، وأكثر من 90% من هذه الثروة سوف يوجه إلي المؤسسات من أجل خدمة قضايا الخير في العالم، واعتقد أنني بعد كل هذا أيضا سوف أترك ثروة كبيرة لبناتي.
البداية العادلة
قرأت في عدة مقالات أنك قررت أنه ليس من المقبول بمكان أن تترك كل هذه الأموال الطائلة لبناتك وحدهن .. نرجو أن توضح لنا رؤيتك لهذا الأمر؟
إنني نشأت في أسرة ميسورة وتلقيت تعليمي في مدارس وجامعات مرموقة، ولكن قررت ألا أعتمد تماما علي أسرتي لأن هذا يخل بمساهمتي في المجتمع، ومن الأفضل أن يبدأ الجميع الطريق متساوين إلي حد ما، وقد وجدت أيضا أنه لا يوجد نوع من العدالة بين الحياة في القارة الأفريقية مثلا والحياة التي أعيشها أنا، ومن ثم فقد رأيت أن هناك حاجة ملحة لأن يشعر العالم بأن هناك حالة من الغضب إزاء عدم التعامل مع القضايا الصحية الخاصة بالآخرين في المناطق الفقيرة من العالم.
حينما زرت منزلك في "رد من" هو بالفعل بيت جميل لكنه لا ينم عن الثراء الطائل، كيف وصلت إلي هذه المعادلة.. منزل ينم عن المستقبل دون أن ينم عن الثراء؟
عندما انتقلنا إلي هذا المنزل كانت لدي زوجتي بعض المخاوف لأنه ضعف حجم المنزل الذي كنا نسكن فيه فيما سبق، لدينا منطقة واسعة، لدينا مكتبة، وحجرة كبيرة نقيم فيها اللقاءات والمؤتمرات ونشاهد فيها بعض الأفلام، هو منزل مريح في المقام الأول وكل شيء فيه يخدم بعض الأغراض العلمية، لا ينم عن الفخامة لكنه له دلالة عملية وهو مكان يحب الطفل أن ينمو فيه.
لأنني أحب عملي
البعض يتساءل: لماذا يعمل "بيل جيتس" إلي ما يقرب من اثنتي عشرة ساعة يومياً في بعض الأحيان ولا يأخذ إجازة في عطلة نهاية الاسبوع.
لماذا تفعل كل هذا؟
الإجابة ببساطة لأنني أحب عملي، أن آتي هنا لمصر وتتاح لي الفرصة لأن أتحدث إلي فخامة الرئيس عن مستقبل هذا البلد.. وأن اتعرف إلي حد ما علي رؤية المصريين للعالم وللولايات المتحدة الأمريكية، فهذا أمر مثير للاهتمام، وأن أتعرف علي رواج بعض المنتجات الخاصة بنا وأي منها لقي رواجا وأي منها لم يلق.. لقد بدأت العمل في سن صغيرة وشكلت شخصيتي علي هذا النمط من الحياة وبعد اثني عشر عاماً سوف أبلغ 60 عاما وأعتقد أنني وقتها سوف أتنحي جانباً وأخول غيري لإدارة الشركة.
كيف استطعت الحفاظ علي توازنك النفسي والتعامل مع الناس والحياة بكل هذه البساطة؟
إنني أدرك أن كثيراً من النجاح ينبع من الجهد الذي بذلته، لكن هناك الكثير الذي يجب أن نقوم به في مجال البرمجيات، ونحن مازلنا في منتصف الطريق ولم نصل بعد إلي التحدث إلي الحاسوب بالطريقة التي نريد الوصول إليها، ويمكننا أن نمضي قدماً في هذا المجال.
قال لي البعض أنني يجب أن أحصل علي نوع من الإجازة.. وأنا أشعر بالتزام بالغ لعملي، وزوجتي تساعدني علي إدارة أموري بطريقة حاسمة تقسم وقتنا.
هل شاركت في قرارك بمنح جزء كبير من ثروتك للمؤسسات الخيرية؟
لقد اتخذت هذا القرار بنفسي وقبل زواجي منها، ولكن السؤال حول المكان أو الجهة التي نمنحها هذه الثروة فقد شاركت فيه وكان قراراً مشتركاً وهي خلال هذا الأسبوع كانت في الهند للعمل علي الحيلولة دون تفشي وباء الإيدز في الهند وهي تشارك في أعمال الخير.
قلت أن النجاح ليس بمدرس متمرس!
أعتقد أنه كان لدينا كثير من الاخفاقات، جربنا الكثير من الأشياء، وأخفقنا في بعض الجوانب ونجحنا في بعضها الآخر، ولكن إذا كنت ناجحاً طوال الوقت فإنك لن تتذكر أشياء مهمة في مسيرة النجاح، ولن تثابر علي بذل الجهد والعمل الدءوب.. لذلك فنحن لا نحتفل كثيراً بنجاحاتنا، وهذه القناعة كانت وراء سعينا إلي ما يجب أن نكون عليه في المستقبل وهذا هو ما ساعدنا علي مزيد من النجاح.
البعض ينظر إلي رأس المال باعتباره الوحش القبيح، لكنك منحت الرأسمالية مسئولية اجتماعية بمشاركتك للآخرين آلامهم واهتمامك بعمل الخير. فهل أنت استثناء أم أن هناك كثيرين يمكن أن يقدموا نوعية جديدة من الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية؟
الرأسمالية هي الأسلوب الوحيد الناجح، هناك كثير من الأشياء التي يمكن أن تقوم بها، وبدون دور الحكومة وفاعلي الخير تقل الفرص المتساوية لجميع الأفراد.. قد أدت الرأسمالية إلي كثير من التقدم.. ولكننا نحتاج إلي تحقيق توازن بين ما يتعلق بمعني الرأسمالية بأقصي سرعة، وبين الوصول إلي أفضل النتائج ولابد من دور للحكومات بالإضافة إلي ما تقوم به الأمم المتحدة في هذا المجال للاهتمام بتحقيق طعام أفضل وحياة أفضل للبشر. وتحتاج إلي مزيد من الأنشطة والسياسات الحكومية حيث هناك كثير من عدم المساواة وآمل أن يقدم الآخرون مساعدتهم للمجتمعات التي تحتاج إلي المساعدة، لكن هذا يترك للأفراد ومدي إيمانهم بالعمل الاجتماعي والخيري.
لقد عبرت عن أسفك لتواجدك في واشنطن العاصمة.. مع هذه الأموال الطائلة هل أنت مضطر للدخول في لعبة السياسة وجماعات الضغط؟
الولايات المتحدة هي دولة عظيمة فيما يتعلق ببدء الأعمال التجارية وإدارة تلك الأعمال ولا يوجد تدخل سياسي في هذا المجال وأنا أشعر بالفخر إزاء هذا، ومع تنامي شركة ميكروسوفت أصبحنا مضطرين للاضطلاع بمسئولية بقضاء بعض الوقت مع مسئولي سن التشريعات فيما يتصل بالخصوصية والتقنيات إلي غير ذلك، لأن التكنولوجيا سوف تؤدي إلي نوع من الاختلاف وقد تعاونا مع الساسة في هذا المجال وكان هذا من أسباب نجاح ميكروسوفت بالإضافة إلي حرية النشاط الذي تكفله الولايات المتحدة.
كيف تود أن ينظر إليك التاريخ.. من هو بيل جيتس.. هل هو أحد رجال الأعمال الكبار في العالم، أم هو رئيس ميكروسوفت أم هو الشخص المحب للخير أو فاعل الخير كما تقول؟
أود أن يتذكرني التاريخ وآمل أن يتنامي استخدام الناس في كل مكان في العالم للحاسوب، وأن تسد أعمال الخير التي أقوم بها الفجوة بين الفقراء والمحتاجين وبين الآخرين من الأثرياء وأن أكون أباً صالحاً. وأن تخلص ميكروسوفت إلي تقديم المساعدة للجميع وأنا أحافظ علي التميز منذ صغري وآمل أن يتذكرني التاريخ بأعمالي ولا يهمني ما يكتب علي شاهد القبر بعد موتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.