برغم تكدس المستشفيات بالمرضي مازال مشروع المجمع الطبي الجامعي بسموحة تحت التأسيس بعد مرور20 عاما علي وضع حجر الأساس له, وكانت الشماعة جاهزة أمام المسئولين وهي عدم وجود اعتمادات مالية. اتهم الدكتور حبشي عبدالباسط رئيس قطاع مستشفيات جامعة الإسكندرية الروتين الحكومي, وعدم توافر الاعتمادات المالية بأنه أحد الأسباب وراء توقف مشروع إنشاء المجمع الطبي الضخم الذي يضم مستشفي للأطفال تبلغ سعته400 سرير لقسم جراحة الأطفال, و80 سريرا للعناية, و40 حضانة للأطفال المبتسرين, بالإضافة إلي قسم غسيل كلوي للأطفال, وأقسام لأمراض: الأورام, والأطفال, والرمد, والأنف والأذن والحنجرة, بالإضافة إلي تجهيز مستشفي الطوارئ. البداية كانت عام1992 بقرار لجامعة الإسكندرية بتنفيذ مستشفيات جامعية جديدة بعد تكدس المستشفيات القائمة, وكانت الأولوية لتخصصات طب وجراحة الأطفال والطوارئ, وتم وضع حجر الأساس لإنشاء مستشفيين بمبني واحد, مجزأ لجزءين يربطهما كوبري علوي, وتم إنفاق ما يقرب من77 مليون جنيه.. وفجأة توقف العمل لعدم اهتمام المسئولين للسعي لتوفير الاعتمادات المالية لاستكمال الإنشاءات, خاصة أن التجهيزات الفنية والطبية تحتاج إلي نحو250 مليون جنيه. وفي عام2007 وقعت كلية الطب بالجامعة اتفاقا مع الجانب الهولندي علي منحة لا ترد قيمتها37 مليونا و269 ألف يورو, من أجل تجهيز المستشفي, علي أن تتولي الحكومة المصرية توفير الاعتمادات المالية الخاصة, وبرغم ذلك فمازال العمل متوقفا حتي الآن في انتظار الاحتفال باليوبيل الفضي لبدء المشروع, برغم تسلم الجامعة عام2009 للدفعة الأولي من المنحة البالغة16 مليونا و269 ألف يورو, التي خصصت للبنية التحتية للمستشفيات وتكييف مستشفي الأطفال والأرشيف الإلكتروني, وتجهيز المستشفيات الثلاثة وتحديث الإدارة. وحول الوضع النهائي بعد مرور20 عاما يقول رئيس قطاع مستشفيات جامعة الإسكندرية: إنه تم الانتهاء تقريبا من أعمال الإنشاءات بمستشفي الأطفال, ولكن لم نتسملها حتي الآن من الشركة المنفذة التي أوقفت الأعمال نتيجة عدم توافر الاعتمادات المالية لصرف مستحقاتها علي الأعمال المنتهية, ومازلنا في انتظار اعتماد وزارة المالية المبالغ المطلوبة في هذا الشأن حتي يتسني لنا البدء في أعمال التجهيزات الفنية والطبية, خاصة أن الأجهزة الطبية موجودة لدينا بعد أن تم توريدها من الجانب الهولندي. وعلي الجانب الآخر يؤكد الدكتور حسن عجوة المدير التنفيذي لمشروع المنحة الهولندية ومدير عام الخدمات الطبية بمستشفيات جامعة الإسكندرية, أن افتتاح المستشفيات قريبا, موضحا أنه فيما يتعلق بمستشفي الطوارئ الجامعي بسموحة, سيتم خلال الشهرين المقبلين افتتاحه وتشغيله جزئيا لحين الانتهاء من التجارب التشغيلية, ويضم250 سريرا, أما فيما يتعلق بمستشفي الأطفال الجامعي بسموحة فسيتم تسلمه إنشائيا نهاية الشهر, وسيتم تجهيزه فنيا وطبيا خلال ستة أشهر, وخلال عام سيتم تشغيل المجمع بكامل طاقته الاستيعابية, وسيكون متاحا لخدمة ما لا يقل عن250 إلي400 ألف طفل سنويا ما بين حالات دخول وعيادات.