يواصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مسرحيته الهزلية التى بدأها قبل فترة ولعب فيها دور البطولة ويسانده فيها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو الذى قرر إقامة مستوطنة فى مرتفعات الجولان تدعى (هضبة ترامب)، فى حين أن المستوطنة مقامة بالفعل منذ عام 1983 وتسمى (قيلع بروخيم) بعد طرد سكانها السوريين من قريتهم (قلع) الأصلية وتهجيرهم منها لإحلال يهود وافدين مكانهم. وقد تزامن تدشين المستوطنة مع احتفال ترامب بعيد ميلاده ليعدها أحلى هدية تصله من صديق وتبعث فى قلبه السرور والفرح. الحدث كله يذكرنا بتاريخ احتلال المحتلين الجدد للأراضى الأمريكية ومحاربة الهنود الحمر أصحاب الأراضى وطردهم منها ليعيشوا فيها كلاجئين. الأهم من كل ما سبق أن حكومة نيتانياهو تعد حكومة انتقالية مؤقتة ولا تملك صلاحيات اتخاذ قرار سيادى ببناء مستوطنة جديدة، وهو ما وصفه بعض العقلاء الإسرائيليين أن حاكمهم اليمينى يضحك على الرئيس الأمريكى ويوهمه بأنه قرر بناء مستوطنة باسمه، فى حين أن نيتانياهو لا يملك اتخاذ قرارات حاليا، ولذا يرى هؤلاء أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يغش صديقه الأمريكى الحديث العهد بالسياسة وألاعيبها، فالقرار ما هو سوى (ألعوبة إسرائيلية) لا يقدم أو يؤخر ومجرد احتيال إسرائيلى على حاكم البيت الأبيض الذى يفرح بمثل هذه الألاعيب ويطير عقله بها وعَدٌ الهدية الإسرائيلية شرفا كبيرا له. طبيعى أن يستغل نيتانياهو وتابعه ترامب أو العكس، حالة السيولة العربية الحالية، فلم تعد هناك قضية عربية جامعة وتفرقت الهمم وتشرذمت القرارات، وأصبح المشرق العربى منقسما من داخله وعلى نفسه فى ذات الوقت، فسوريا مشغولة باستعادة أراضيها من الجماعات المسلحة والإرهابية والقوات التركية التى تحتل أراضى سورية تحت غطاء روسى بحجة تأمين مناطق الحدود، وكذلك تنتشر القوتان الروسية والإيرانية، والأخيرة تضم كل الميليشيات الشيعية من كل حدب وصوب بحجة مساندة الجيش السورى فى حربه لاستعادة أراضيه. وطبيعى أيضا ألا تنتهى مسرحيات ترامب ونيتانياهو اللذين يواصلان إخراج مسرحية صفقة القرن حتى وإن تأجل حفل الافتتاح بضعة أشهر، ولننتظر نتائج ورشة البحرين الاقتصادية. لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى