تطورات متلاحقة تشهدها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تنذر جميعها إلي ان علي هؤلاء اللاجئين أن يجمعوا حاجياتهم تأهبا للبحث عن مكان اخر يأويهم بعدما تورطوا ولو غصبا عنهم .. في الصراع الدموي الدائر حاليا في دمشق بين نظام بشار الأسد مدعوما من الجيش النظامي السوري والمعارضة وذراعها المسلح الأشهر المعروف بأسم الجيش الحر. الحديث عن اللجوء الثاني للفلسطينيين في سوريا والبالغ عددهم نحو نصف مليون شخص بدأ بالفعل منذ أسابيع حيث تدور تكهنات عن إمكانية انتقال سكان مخيم الزعتري علي سبيل المثال إلي قطاع غزة بينما تشير تقارير أخري ان قرابة عشرة الاف فلسطيني غادروا سوريا بالفعل إلي معسكرات اللاجئين السوريين في دول الجوار أي تركيا ولبنان والأردن, ولم يأت مسعي اللاجئين الفلسطينيين بسوريا للبحث عن ملجأ أخر من فراغ حيث بدأ استهداف بعض أماكن تجمعهم ولايكاد يمر يوم حاليا دون العثور علي جثث للاجئين فلسطينيين ولا أحد يعرف من قتلهم وهل عنهم ضحايا جيش النظام أم الجيش الحر المعارض. وقد ازداد معدل استهداف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بعد ورود أنباء عن أن القوات الفلسطينية المتمركزة في سوريا والمعروفة باسم جيش التحرير الفلسطيني انخرطت في القتال إلي جانب قوات الجيش الحكومي السوري ضد الثوار وشاركت في المجازر التي ترتكبها قوات نظام بشار الأسد مما أثر سلبا علي صورة الفلسطينيين وذلك بعدما ذكر موقع أمد الإخباري الفلسطيني الذي يديره الوزير السابق حسن عصفور أن اللواء طارق الخضرة قائد جيش التحرير الفلسطيني بسوريا, أصدر قرارا لوحدات جيش التحرير بالالتحاق بالجيش السوري النظامي, ومساندته في عملياته العسكرية, التي يقوم بها في المحافظات السورية ضد المعارضة المسلحة والجيش الحر. ونقل أمد عن مصدر في مخيم اليرموك أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والموجود بها قيادة جيش التحرير أن أهالي الضباط والجنود في جيش التحرير الفلسطيني يرفضون هذا التورط. وكانت انباء قد ترددت في عدة مناسبات بأن عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة تحارب في صفوف الجيش النظامي السوري, وتشارك في إرتكاب المذابح ضد أبناء الشعب السوري وذلك بأوامر من أحمد جبريل قائد الجبهة. وشهد مخيم اليرموك عدة اشتباكات راح ضحيتها العديد من اللاجئين الفلسطينيين منذ اندلاع الثورة السورية بين انصار أحمد جبريل من الجبهة الشعبية القيادة العامة وفصائل فلسطينية اخري علي خلفية دعم جبريل لنظام بشار الأسد. المعروف ان جيش التحرير الوطني الفلسطيني يتلقي تمويله من السلطة الوطنيه الفلسطينية, ويعد الجيش الرسمي لها ولكن إسرائيل لاتسمح لوحداته بدخول أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية وتعتبرهم إرهابيين, حيث تنص معاهدة اوسلو علي تواجد شرطة فقط تحت اسم الأمن الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة.