اتجهت أزمة الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أمس إلى التهدئة، وتراجعت حدة الاحتجاجات العالمية على الفيلم، وعاد الهدوء التام إلى ميدان التحرير ومحيط السفارة الأمريكية بقلب القاهرة، بعد مواجهات دامية استمرت أياما، وتمكنت قوات الأمن من إخلاء المنطقة من مثيرى الشغب، وتعاونت أجهزة المحافظة معها فى تفريغه من سائر الإشغالات. وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط 220 من عناصر الشغب، بخلاف من سبق ضبطهم، وقرر المستشار عمرو فوزى المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة حبس 54 متهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات، من جملة 106 متهمين تم عرضهم على النيابة العامة، وأمر المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام بسرعة الانتهاء من التحقيقات، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية للتوصل إلى بقية مرتكبى الأحداث، والمحرضين عليها, ولاتزال النيابة العامة تتلقى حتى الآن محاضر الشرطة الخاصة بإلقاء القبض على المتهمين، وأسفرت الأحداث عن إصابة 16 ضابطا وأمين شرطة بجروح، من بينهم ضابط أصيب بطلقات خرطوش، وأكد اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية خلال تفقده الميدان أمس أن قوات الأمن التزمت أقصى درجات ضبط النفس، موضحا أن إقدامها على إخلاء الميدان جاء بعد استنكار معظم القوى والتيارات السياسية والثورية للتصرفات غير المسئولة للعناصر الموجودة فى محيط السفارة. وكان الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء قد كشف أمس عن تلقى المتظاهرين اموالا للاحتجاج أمام السفارة الأمريكية، وقال: إن لديه معلومات مؤكدة، حيث اعترف بعض المعتقلين بهذا الأمرز.