من الوهلة الأولى بدا أن جريمة قتل تاجر الفحم العراقى بالإسكندرية، قد ارتكبت بغرض السرقة، فليس هناك مبرر لتلك الحبال التى قيد بها القتيل مع الشريط اللاصق على فمه، إلا أن مرتكبى الجريمة قد ارتكبوها لسرقته، فربما أغرتهم إقامته بمفرده فى المنتزه بارتكاب الجريمة والهرب دون أن يشعر بهم أحد. فقد كان البلاغ الذى تلقاه قسم ثان المنتزه بالعثور على جثة تاجر فحم »51 سنة« يحمل الجنسية العراقية ومقيم بالإسكندرية منذ فترة، قتيلا فى شقته وقد شد الجناة وثاقه بالحبال، حيث قيدا ساقيه بحبل وربطوا ذراعه اليمنى بمنضدة ووضعوا على فمه لاصقا لمنعه من الاستغاثة. ورغم أن فريق البحث قد وضع فى اعتباره احتمال قيام لصوص مجهولين بسرقة تاجر الفحم، إلا أنه بالتوازى مع فحص المسجلين خطر من الفئات التى يمكن لها ارتكاب مثل هذه النوعية من الجرائم، قام الضباط بإجراء التحريات حول علاقات التاجر القتيل خاصة التجارية ومن خلال خطة البحث التى أشرف عليها اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، توصلت الجهود إلى أن تاجرا يحمل جنسية دولة القتيل وهاربا من حكم غيابى بالسجن «25 سنة» فى جنايتى سرقة بالإكراه، كان على خلافات حادة مع القتيل حول مبلغ 12 ألف دولار كانت باقية من عمليات تجارية لدى القتيل الذى ماطل فى سدادها. وليلة وقوع الجريمة فوجئ القتيل بزيارة مفاجئة من 3 أشخاص فى شقة المنتزه وزعموا أنهم جاءوا للتشاور حول مشروعات تجارية إلا أنهم طالبوه بتسديد المبلغ المستحق عليه لشريكه، لكن التاجر القتيل ادعى أنه ليس لديه أموال كافية، مما أثارهم ووقعت مشادة بينهم، فقام أحدهم بإشهار مطواة لإرهاب التاجر وإرغامه على السداد، غير أنه راح يستغيث فقاموا بشل حركته خشية افتضاح أمرهم وقاموا بتكبيله وتكميمه باللاصق وطرحه أرضاً وربط يده اليمنى بمنضدة وتعدى عليه المتهم الثانى بالضرب المبرح، غير أنه سقط ميتا، فسارعوا بمغادرة الشقة على الفور تاركين جثة التاجر على الوضع الذى عثر عليها به. على إثر ما وصلت إليه التحريات، تم إعداد عدد من الأكمنة وتم ضبط المتهمين عدا واحد لايزال هاربا وبمواجهتهما، اعترفا بارتكاب الواقعة. وقرر المتهم الأول بأنه يرتبط بشراكة تجارية مع المجنى عليه منذ عام وفى الآونة الأخيرة حدثت خلافات مالية بينهما لمطالبته للمجنى عليه دفع مبلغ ال 12 ألف دولار المديونية من تجارتهما حيث رفض المجنى عليه سدادها فاستعان بالحارس الهارب الذى سبق أن تعرف عليه بإحدى صالات الألعاب الرياضية وأبدى استعداده لمساعدته فى استرداد أمواله نظير حصوله على مبلغ مالى، فاستعان المتهم الثانى بالثالث والرابع لتنفيذ مخططهم وتوجهوا إلى المجنى عليه بسكنه بقصد المتاجرة معه وعقب دخولهم الشقة طالبوه بسداد المبلغ المستحق عليه لدى المتهم الأول فحدثت بينهم مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة حيث قام أحدهم بإشهار المطواة فأصاب زميله بطريق الخطأ فقام المجنى عليه بالصياح وهربوا حتى تمكنت المباحث من ضبطهم.