أكد الرئيس الإيرانى حسن روحانى أن بلاده «أعظم من أن تتعرض للترهيب»، متعهدا خلال حفل إفطار بتجاوز هذه المرحلة ب «نجاح ورفعة وشموخ»، مؤكدا على هزيمة العدو، وفقا لتعبيره. كما تعهد وزير الدفاع الإيرانى أمير حاتمي، من جانبه، بالنجاح فى هزيمة التحالف الأمريكى الإسرائيلي. وتأتى تصريحات حاتمى فيما أكد وزير التعليم الإيرانى محمد بطائحى أن هناك 14 مليون طالب بمدارس البلاد «جاهزون للقتال فى حال اندلاع الحرب». وأوضح بطائحى إمكانية تكرار ما جرى خلال ما وصفه بفترة الدفاع المقدس، فى إشارة إلى سنوات الحرب العراقية - الإيرانية. وقد أثارت تصريحات الوزير موجة من الانتقادات العنيفة داخل إيران وخارجها، حيث انتقدت المنظمات المعنية بحماية حقوق الأطفال ورواد مواقع التواصل الإجتماعى إقحام الأطفال فى النزاعات السياسية والعسكرية لدولة إيران، وانتهاك حقوقهم الشرعية. وقد طالب بعض المنتقدين الوزير الإيرانى بالالتفات إلى مهامه الفعلية وفى مقدمتها إصلاح أثار الدمار التى لحقت بعدد من المدارس المتضررة من جراء موجة الفيضانات العنيفة التى ضربت البلاد قبل شهرين. وفى السياق نفسه، نقلت وكالة أنباء «رويترز» عن مسئول إيرانى تأكيداته باستعداد طهران للتعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة من المواجهة إلى الدبلوماسية، مؤكدا فى الوقت ذاته أن أمريكا لا يمكنها تحمل تفجير حرب جديدة بمنطقة الشرق الأوسط. ونقلت «رويترز» عن المسئول الذى لم تكشف عن هويته أن تفجير أى صراع جديد بالشرق الأوسط قد ينتج عنه «تبعات لا يمكن تخيلها». وأضاف أن إيران واقع الأمر لا ترغب فى اندلاع حرب جديدة بالمنطقة. وفى سياق متصل أعلنت إيران أمس تراجعها عن التزامات جديدة ضمن اتفاق 2015 النووي، والمتعلقة بتحديد سقف إنتاج اليورانيوم المخصب وإنتاج الماء الثقيل فى منشأة »آراك« النووية. وعدت طهران بتراجع عن التزامات إضافية إذا لم تستجب القوى الغربية لمطالب طهران بشأن أزمتها المتصاعدة مع واشنطن. وفى الوقت ذاته، صرح مسئول مطلع بمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية لوكالة أنباء »إسنا«الإيرانية بأن قرار التراجع الجديد قد جاء بناء على توجيهات من جانب مجلس الأمن القومى الإيراني. وأوضح أن طهران لم يعد لديها حاليا سقف محدد لإنتاج اليورانيوم والماء الثقيل. وأوضح الإعلان الإيرانى أنه فى حالة عدم قيام القوى الغربية بالتدخل لصالح طهران خلال الفترة المتبقية من مهلة ال 60 يوما، فأن بلاده سوف تواصل التراجع عن إلتزامات إضافية، فى إشارة إلى البدء فى إنتاج اليورانيوم عالى التخصيب. ووفقا للاتفاق النووي، فإن نسبة 3٫67% تم تحديدها كسقف لنقاء اليورانيوم عند تخصيبه، وذلك أدنى من نسبة النقاء التى تبلغ 90 % واللازمة لإنتاج اليورانيوم عالى التخصيب والذى يتم استخدامه فى تصنيع الأسلحة النووية. وفى واشنطن، اشتكى أعضاء بالكونجرس الأمريكى من أن إدارة الرئيس ترامب لا تطلعهم على أى معلومات بشأن تطورات حالة التوتر مع إيران، مؤكدين على لسان السيناتور الجمهورى لينزى جراهام «نحن جميعا نقبع فى الظلام». وفى موسكو أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس أنه لايرى فائدة من خروج إيران من الاتفاق النووي، مشيرا إلى أنه «لقد قلت للإيرانيين مرارا، أننى لا أرى فائدة ستعود عليهم بالخروج من هذا الاتفاق النووي، وأنا الآن أتحدث بصراحة، وتحدثت عن ذلك كثيرا خلال محادثاتنا، لكننا سنرى ماذا سيحصل»، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية. وقال الرئيس الروسى إنه إذا أعلنت إيران انسحابها من الاتفاق النووي، فسينسى الجميع أن الولاياتالمتحدة كانت أول من انسحب منه. وفى برلين، حذرهايكو ماس وزير الخارجية الألمانى من أن فشل محاولات إنقاذ الاتفاق النووى مع إيران من شأنه أن يؤدى إلى تداعيات خطيرة فى الشرق الأوسط. وقال الوزير المنتمى إلى الحزب الاشتراكى الديمقراطي، فى البرلمان إن هذا الأمر ستكون له تداعياته أيضا على الأمن فى أوروبا « علينا وسنفعل كل ما يلزم من أجل تجنب أى تصعيد عسكري». ووصف ماس الوضع بأنه «بالغ الخطورة ودعا الولاياتالمتحدة إلى العمل على ايجاد حل دبلوماسى» ولا نعتقد أن إستراتيجية أحادية تعتمد الحد الأقصى من الضغط ستجدينا حقا، وتابع أن «الدرجة القصوى من الضغط تنطوى على خطر حدوث تصعيد غير مقصود». وفى برلين، ناقش البرلمان الألمانى «البوندستاج» أمس احتمالات الفشل التى تهدد الاتفاقية النووية والتوترات المتصاعدة ما بين واشنطنوطهران. وجرت الجلسة تحت عنوان «الدفاع عن الاتفاق النووى مع إيران: تجنب خطر الحرب»، وقد جاءت بناء على طلب من جانب الكتلة البرلمانية لحزب اليسار. وفيما يتعلق بأصداء الأزمة الإيرانية على أسواق البترول العالمية، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بالنسبة لمعدلات الطلب على البترول لتبلغ 30٫9 مليون برميل يوميا خلال الربع الثانى من العام الحالى، على أن ينخفض مرة ثانية إلى 30٫2 مليون برميل خلال الربع الثالث. ورجحت الوكالة أن يساهم الإنتاج الأمريكى من البترول فى تعويض النقص فى الإمدادات الإيرانية والفنزويلية.