* رئيس شعبة الحلويات بالغرفة التجارية: إنتاج السوريين من الحلوى لا يتعدى 7%.. والجودة والنظافة أهم عوامل نجاحهم * صاحب محل سورى: توارثنا المهنة منذ 80 عاما وأصبحنا محترفين.. ومصر بلدنا الثانى إذا كانت مقولة «اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى»، فالحلوانى السورى توغل وانتشر فى كل مكان بمصر، واستطاع بمهارته فى صناعة الحلوى جذب ذوق المصريين، فلا نجد منطقة راقية أو شعبية إلا وبها حلوانى سورى يقدم أشهى الحلويات خاصة فى رمضان، بما يتناسب مع احتياجات سكان المنطقة، كما نجد البعض يعرض منتجاته مغلفة ونظيفة فى بعض الشوارع والميادين. «الأهرام» قامت بجولة فى بعض المناطق لمعرفة حجم الإقبال، ولماذا نجح الحلوانى السورى فى جذب المصريين إليه؟ وهل يزداد الإقبال على شراء الحلويات الشرقية فى شهر رمضان. فى منطقة 6 أكتوبر وجدنا عددا كبيرا من محال الحلويات السورية، ربما تصادف أكثر من محل فى نفس المكان تعرض أنواعا مختلفة من الحلويات، وما يميزها هو التنافس فى طريقة العرض لجذب «الزبون»، وفى أحد المحلات السورية الشهيرة جذبنى ديكور المحل وطريقة عرضه للحلويات فى واجهة المحل مما شجع على زيادة الإقبال على الشراء منه. يقول نور قبانى صاحب محل للحلويات السورية هذه مهنتنا توارثناها عن آبائنا، ويعملون بها منذ أكثر من 80 عاما وكان لنا سلسلة محلات شهيرة بسوريا، وعندما غادرنا بلادنا وقصدنا مصر كانت الأمور غير مستقرة فى البداية، ولا نعرف من أين نبدأ خاصة أننا أتينا إلى مصر بلدنا الثانى بمصروفات تكاد تكفينا أياما قليلة، وسرعان ما بدأنا نفكر فى استغلال مهنتنا وصناعة الحلويات السورية فى المنزل، ونقوم بعرضها فى الشارع، وكان الإقبال على الشراء ضعيفًا وبعد ما عرفنا الناس زادت الطلبات وزاد حجم تجارتنا، وبعد شهور بدلا من استخدام المنزل فى إعداد الحلويات استأجرنا مصنعًا صغيرًا ومحلا صغيرا نعرض فيه منتجاتنا، وفى العام التالى وبعد عمل متواصل كبرت تجارتنا واستطعنا الانتقال إلى هذا المحل فى هذه المنطقة الراقية، لنا زبائن كثيرة من مدينة 6 أكتوبر وخارجها لتميزنا بعمل أنواع مختلفة من الحلويات الشرقى والتورتات والآيس كريم، إلى جانب أننا نحتفظ بتراثنا السورى، ففى 18 إبريل من كل عام نحتفل فى سوريا بعيد يشبه الاحتفال بالمولد النبوى عند المصريين، نصنع فيه أشهى أنواع الحلوى الخاصة بهذه المناسبة كالخبزية والسمسية والبشمية والجوزية وأصبح المصريون يفضلون هذه الأنواع رغم أنها جديدة على أذواقهم. يقول لا يوجد استعدادات معينة فى شهر رمضان، فلدينا طوال العام أشكال وأنواع عديدة من الحلويات وأكثر شىء مطلوب فى الشهر الكريم الحلويات الشرقية، والتى نعمل على تطوير أنواعها، والآن منافسة الحلوانى المصرى المشهور بكفاءته فى صنع الحلويات ليست سهلة، أكثر ما يميزنا النظافة والجودة، فالمصريون يحبون المكان المنظم النظيف ذا الأسعار المناسبة. وفى أحد الميادين يقف محمود 13 عاما وأمامه طاولة يعرض عليها أنواعا مختلفة من الحلويات والمناقيش السورية بشكل نظيف ومغلف، ويستقطب الناس بابتسامته التى لا تفارق وجهه وطريقة عرضه التى تجبر المشترى بدلا من أن يشترى شيئا واحدا يشترى أكثر من منتج، ويقول محمود: أساعد أمى فى بيع منتجاتها، فوالدتى طباخة ماهرة وهى من تقوم بصنع الحلويات والمناقيش، وأقوم أنا ببيعها، وبفضل الله لدينا زبائن كثيرة، حيث تستطيع أمى من بيع هذه المنتجات الإنفاق على أسرتنا، فوالدى متوفى وجدتى تقيم معنا أنا وإخوتى الثلاثة وهذا العمل يدر دخلا معقولا يساعدنا ألا نمد أيدينا لأحد، مشيرًا إلى أنهم استعدوا لشهر رمضان بإعداد أنواع مختلفة من الكنافة المحشوة بالمانجو والقشطة والتمر والفواكه وأنواع الحلويات الشرقية المتنوعة، وأنه يعمل فى شهر رمضان قبل الفطار وبعده لأنه شهر الرزق والخير. وفى أحد الشوارع الجانبية بضواحى شبرا يقف نائل أبو عامر السورى الذى ترك بلاده هربًا من الحرب والدمار منذ 5 سنوات، وعندما جاء إلى مصر عمل فى عدة أماكن بمحلات متنوعة، إلى أن استقر للعمل لمدة عامين مع حلوانى سورى علمه أصول المهنة، وبدأ للعمل بمفرده وبدأ عرض منتجاته على عربة مخصصة لبيع الحلويات، وبعدها بفترة استطاع أن يستأجر محلا فى نفس الشارع، ويقول: أصنع الحلويات للطبقة المتوسطة والتى تتناسب مع سكان الحى وأستخدم خامات ليست غالية ومكونات متوسطة السعر، فمثلا لا أضع فى الحلويات المكسرات مرتفعة السعر وأستبدلها بالسودانى والزبيب وجوز الهند، ويقبل سكان الحى على الشراء منى ربما أكثر من الحلوانى المصرى، وهذه أرزاق فى النهاية، ويقول لى الزبائن إن الجودة والسعر والمعاملة هى من تجبرنا على الشراء منك. وعلى الرغم من حجم الإقبال الذى لاحظناه أثناء جولتنا على شراء الحلويات السورية، إلا أن صلاح العبد رئيس شعبة الحلويات بالغرفة التجارية قال إن السوريين رغم شهرتهم فى صناعة الحلوى بالسوق المصرية، فإن حجم إنتاجهم لا يتجاوز 7%، ويتمركز السوريون فى المناطق الراقية مثل الرحاب وأكتوبر ومدينة نصر والمقطم والمعادى وغيرها من الأحياء الراقية، ولكن مازالت المحلات المصرية الشهيرة عليها لكثافة واقبال فى الشراء فى البيع، والحقيقة أن أمانة السوريين ونظافتهم ومثابرتهم كانت من عوامل نجاحهم سريعا فى السوق المصرىة.